تنفيذاً لاتفاقية المصفوفات الأمنية نفذت الحكومة البند القاضي بسحب قوات البلدين من على الشريط الحدودي، وتم فعلياً التنفيذ بصورة نهائية سحب القوات لكن باستثناء الأخبار الواردة في الوكالات الأجنبية التي أكدت أن جوبا أمرت قواتها بالانسحاب الكامل، لم يخرج تصريح واحد من قبل الحكومة، تؤكد أن دولة الجنوب نفذت الاتفاق عملياً، مما أثار الكثير من التساؤلات حول مدى التزام جوبا بالاتفاق. فانسحاب الجيش السوداني تم بصورة نهائية يوم الثلاثاء، وبحسب وكالات أجنبية فإن حكومة الجنوب قد أمرت بسحب قواتها من على الشريط الحدودي لكن الأمر لم ينفذ عملياً حتى الآن وبحسب مدير إدارة الإعلام بالتوجيه المعنوي العميد محمد عجيب الذي أوضح خلال حديثه ل «الإنتباهة» أن الجيش السوداني نفذ الانسحاب جنوب خط الصفر من حدود 1 /1 / 1956م وتم الانسحاب تماماً من كل المنطقة العازلة بنحو «10» كيلو مترات نحو الشمال. أما بالنسبة لدولة الجنوب فقد وقعت على المصفوفة، وأكدت التزامها بتنفيذ الجزئية الخاصة بالانسحاب، وهو الانسحاب «10» كيلو مترات جنوب «الزيرو لاين» إلا أن الجيش الشعبي لديه مزيد من الترتيبات لتنفيذ الانسحاب نسبة لبعض الإشكالات اللوجستية والوسائل المختلفة للحركة، لذلك فهم ثبتوا التزامهم وسيكملون انسحابهم حتى يوم 24 من مارس الجاري وذلك وفق إفاداتهم، وآخر تصريحات لهم. ويمضي العميد بالحديث مؤكداً أن المصفوفة الأمنية تختص بالفرقتين التاسعة والعاشرة، وهما الفرقتان المنتشرتان على طول حدود 1/1 /1956 لكن انسحاب الجيشين من المنطقة العازلة بعرض «20» كيلو متراً سيجعلها خالية عدا وجود قوات للتمرد من قطاع الشمال الموجودة فى العشرين كيلو متراً. فالجيش الشعبي سيؤكد موقفه حول دعمهم، فهم موجودون بهذه المنطقة المحاذية للنيل الأزرق وجنوب كردفان مما قد يسبب إشكالات أمنية وهذا عملياً ما يحدث في تلك المنطقة، لكن نظرياً بحسب المصفوفة التي تلزم انسحاب الجيشين ووجود قوات شرطة من الدولتين تحمي هاتين المنطقتين عملياً الآن وجود قوات متمردة تتبع لقطاع الشمال وببساطة سينفي الجنوب دعم القطاع، فهذا يشكل بعض الإشكالات الأمنية فى المنطقة. وعلى ضوء تلك المعلومات التي تفيد أن دولة الجنوب لا تزال موجودة ولم تبدأ انسحابها عملياً كما فعل السودان تبرز تساؤلات عديدة حول جدية جوبا فى تنفيذ الاتفاق ومدى صدق نواياها بعد أن نفذ السودان وسحب جيشه من حدودها، الأمر الذي جعل مراقبين يطلقون تحذيرات لمزيد من اليقظة والحذر في التعامل في هذه المرحلة. وهذا ما ذهب إليه الخبير العسكري اللواء«م» عباس إبراهيم شاشوق الذي حذر خلال حديثه ل «الإنتباهة» من عدم تنفيذ الانسحاب من قبل دولة الجنوب، فالحركة الشعبية كانت قد طلبت من الحكومة إرجاء الانسحاب لمدة أسبوعين، ووافقت الحكومة على ذلك، فالطرفان أبلغا الآلية الإفريقية بانسحابهما وفق تصريحات الطرفين، مما يؤكد اتفاق الطرفين ويضيف شاشوق أن الدليل على ذلك الاتفاقية التي وقعت الثلاثاء للتأكد وتحديد آلية ومفوضية للشكاوى، وهذا الاتفاق أتى نتيجة لانسحاب الجيش السوداني من الحدود، فهذا الاتفاق مشروط إلا بعد تنفيذ الانسحاب. من ضمن الشروط تكوين هذه الآلية بعد الانسحاب وهذا دليل على مضيهم إلى الأمام. فالمنطقة العازلة كانت عشرين كيلو متراً والآن أصبحت «40» بمعنى أن ال «20» ستكون خالية من كل طرف و «10» كيلو مترات لكل قوات البلدين للمتابعة. ويمضي شاشوق فى الحديث مؤكداً أنه حسب طبيعة الموقف وطول الحدود فان «300» مراقب من الطرفين غير كافين لمراقبة الحدود بالنسبة للشمال حددت كادوقلي فهذه المناطق بها جبال من الصعوبة مراقبتها إلا أن الإرادة السياسية وحسن النوايا من الطرفين سيحل كل الإشكاليات. لذلك فالقضية تتطلب الحذر واليقظة من أي تفلت أو عدم اكتمال، ويتطلب وجود كاميرات مراقبة وزيادة عدد المراقبين من كل طرف. ف «20» كيلو متراً لكل طرف ليس من السهولة مراقبتها.