طه: الوقت قارب النفاذ ولن نقبل أن تقف المجموعات المسلحة عائقاً أمام السلام الدوحة: رئيس التحرير حذَّر النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه من أن الوقت قد قارب النفاذ، وقال إن أهل دارفور وأهل السودان والحكومة بل والمجتمع الدولي بأسره لن يقبلوا أن تقف المجموعات المسلحة الرافضة للسلام عائقاً دون تحقيق السلام والتنمية مادام سبيل الحوار والمفاوضات مفتوحاً، وأضاف قائلاً: «إرادتنا مصممة على إزالة كل العوائق عن طريق الأمن والاستقرار والسلام»، وأكد أن الحكومة لن تألو جهداً في توسيع عملية السلام إلى مداها الأقصى في ظل جو الحريات والانفتاح السياسي والدعوة إلى الحوار حول الدستور الجديد للسودان في المرحلة المقبلة عبر الحوار الوطني الصادق مع كل الفرقاء والحاملين للسلاح والمعارضين جميعاً، للتوصل إلى رؤية وفاقية ترسم المستقبل الموجب للسودان عبر دستوره الجديد الذي سيمهد الطريق لمستقبل زاهٍ وضيء. وأكد طه ترحيب الدولة بإيجاد آلية مراقبة لصرف وتوظيف المساهمات التي يدفع بها المانحون لإعمار دارفور في غاياتها. وجدد طه في خطابه أمام فاتحة أعمال المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور بالعاصمة القطرية الدوحة أمس، جدد الدعوة لحاملي السلاح باتخاذ إجراءات تاريخية بالانحياز إلى أهل دارفور. ورحب في ذات الوقت بالاتفاق الموقع بين الحكومة وحركة العدل والمساواة أمس الأول بالدوحة، ولفت طه إلى أن الدولة أوفت بما يليها من التزامات بدفع «200» مليون دولار لإعادة إعمار دارفور وفقاً لاتفاق الدوحة، وذكر أن الاجتماع التاريخي لأهل المصلحة في دارفور أجاز بالإجماع وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي تناولت كل مناحي الأزمة في دارفور، ووضعت العلاج للتعاطي مع جذور مشكلاتها، ورتبت أولوياتها وحددت مقاصدها في تحقيق الأمن والسلام واسترجاع الأوضاع إلى سيرتها الطبيعية، وتعزيز الخدمات وتسريع التنمية، كما وضعت معالجات للمسائل العالقة والشائكة مثل قضايا الأرض وتدهور البيئة. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية إن هذا المؤتمر يتوج رحلة حافلة بالعمل والإنجاز من أجل السلام والاستقرار والتنمية في دارفور بدأت في عام 2008م، وتواصلت عبر محطات متعددة. وأكد دعم بلاده الكامل للمؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور وحرصها الشديد على أن يخرج بنتائج تكون في مستوى تطلعات وطموحات أهل دارفور، وتعهد حمد بن جاسم بأن ما سيقدم من دعم مالي لدارفور في مؤتمر المانحين لن يذهب هباءً ولن يتبدد في أجواء المعارك والحروب «فلقد ولت الحرب إلى غير رجعة ولم يتبق من مخلفاتها سوى تفلتات أمنية محدودة وعمليات معزولة مصيرها إلى الزوال». ومن جهته دعا نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ، كل حركات دارفور التي لم توقع على اتفاقية سلام الدوحة، إلى الانضمام للاتفاق مع الحكومة. وفي ذات السياق أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بكل المشاركين، ودعاهم للمساهمة المادية بشكل فاعل للسودان. وفي سياق متصل دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، دعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم حاسم بهدف تعزيز التنمية وإعادة البناء في إقليم دارفور، وافتتح المؤتمر بحضور علي الزعتري ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور «يوناميد» محمد بن شمباس، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، ويشارك في المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين أكثر من «40» دولة وعدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية والصناديق الدولية وعدد من بنوك التنمية.