احتضنت العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد مؤتمر المانحين لتنمية وإعمار إقليم دارفور السوداني بمشاركة إقليمية ودولية واسعة، في وقت قال فيه السودان إن صبر حكومته وأهل دارفور والمجتمع الدولي قد نفذ من ممارسات الحركات المسلحة بالإقليم. ودعا نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه الذي خاطب المؤتمر، الحركات المسلحة بدارفور إلى اغتنام فرصة السلام والجلوس للحوار لتحقيق الأمن والاستقرار، محذراً الحركات المسلحة بالإقليم من نفاذ صبر الحكومة وأهل دارفور والمجتمع الدولي. وأكد ترحيب الحكومة بإيجاد آلية مراقبة لصرف وتوظيف المساهمات التي يدفع بها المانحون لإعمار دارفور إلى غاياتها. وقال طه إن موجهات حاسمة صدرت من الرئيس السوداني عمر البشير بشأن أذونات وحركة المنظمات الدولية في دارفور للعمل للتحرك والعمل بحرية لأجل إكمال المشروعات الإنسانية والتنموية بالإقليم. وأشار إلى أن الدولة أوفت بما يليها من التزامات بدفع مبلغ 200 مليون دولار لإعادة إعمار دارفور وذلك وفقاً لاتفاقية السلام. تعهد قطري من جانبها أكدت قطر دعمها الكامل للمؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية بدارفور، مبدية حرصها على أن يخرج المؤتمر بنتائج في مستوى وتطلعات أهل دارفور. وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر المانحين، إن هذا المؤتمر يتوج رحلة حافلة بالعمل والإنجاز من أجل السلام والاستقرار والتنمية في دارفور بدأت في العام 2008. وتعهد حمد بأن ما سيقدم من دعم مالي لدارفور في مؤتمر المانحين لن يذهب هباء ولن يتبدد في أجواء المعارك والحروب، مشيراً إلى أن دارفور تشهد حالة من الأمن والاستقرار ولا يوجد مهدد سوى تفلتات أمنية محدودة وعمليات معزولة مصيرها إلى زوال. تحديات السلام " 35 دولة ونحو 400 منظمة إقليمية ودولية تشارك في مؤتمر المانحين لتنمية وإعمار إقليم دارفور بالعاصمة القطرية الدوحة " من جهته قال رئيس السلطة الإقليمية السودانية لدارفور، التجاني السيسي، إن المؤتمر يمثل سانحة لإعادة الحياة لدارفور التي تأثرت بالحرب. وأشار إلى أن من أكبر التحديات التي تواجه دارفور تتمثل في عودة النازحين وتحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم، وقال إن رغبة أهل دارفور هي تحقيق السلام والاستقرار. وأضاف أن الحرب في دارفور ألحقت دماراً بالإنسان والخدمات، وخلفت العديد من النازحين واللاجئين، وامتدح اتفاق سلام دارفور الموقع في العام 2011 واعتبره أعطى أملاً لأهل دارفور في الاستقرار والسلام. وافتتح المؤتمر بحضور علي الزعتري ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) محمد بن شمباس، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بمشاركة 35 دولة ونحو 400 منظمة إقليمية ودولية. فصل جديد وفي السياق دعت منظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي إلى تقديم دعم حاسم بهدف تعزيز التنمية وإعادة البناء في إقليم دارفور، وأشارت إلى أن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار دارفور يعد بداية فصل جديد من مسيرة دارفور. واعتبر أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن نجاح المؤتمر يشكل تحدياً حقيقياً لإرادة المجتمع الدولي في قدرته على تثبيت أركان السلام في دارفور. ودعا الحركات المسلحة إلى الانضمام لاتفاقية الدوحة لسلام دارفور لتحقيق الاستقرار، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية لدارفور ينتظرهما مجهود كبير من أجل بسط الأمن ومد جسور التواصل والحوار مع الحركات التي ما زالت تحمل السلاح. وفي سياق متصل رحبت ولايات دارفور السودانية بالمشاركة الدولية الفاعلة لمؤتمر المانحين بالدوحة، وقالت قيادات حكومية وسياسية بالإقليم إن المؤتمر يمثل نقطة ارتكاز واختراق كبير لتحقيق التنمية والاستقرار بالإقليم.