تكثُر رؤيتنا لأحد المارة وهو يقع على الأرض متشنجًا ويصرخ ولا ندري ما سبب تلك التشنجات أو الصراخ ويحاول بعض الذين من حوله إبعاد كل من يحاول التقرّب منه بهدف مساعدته أو إنقاذه خوفًا من أن يصطدم بشيء على الأرض من أوساخ أو آلات حادة بحجة أنه يعاني من الصرعة، ويقولون ابعد عنه فهو مصاب بمرض معدٍ ، كما نسمع عن امتناع بعض المصابين بالمرض عن الاستمرار في الدراسة أو العمل حيث إن المريض في سابق العهد كان يُحبس في غرفة بعيدة داخل المنزل خوفًا من أن يراه أحد الزوار. إن علماء المخ والأعصاب اختاروا له اسمًا علميًا «مرض زيادة كهرباء المخ» وهو يعرف حالة المريض ويساعد في علاجه خاصة أنه غير معدٍ.. ولمعرفة خبايا المرض حاورنا د. أبشر حسين محمد أحمد استشاري الباطنية والمخ والأعصاب: ٭ ما هي أكثر أمراض الجهاز العصبي شيوعاً؟ يعتبر مرض زيادة كهرباء المخ من أكثر أمراض الجهاز العصبي شيوعاً وهو معروف منذ القدم ويطلق عليه في السودان «الصرعة». ٭ مما ينتج مرض زيادة كهرباء المخ؟ ينتج من زيادة النشاط الكهربائي لخلايا المخ الذي يكون مؤقتًا وتؤدي تلك الزيادة لفقدان الوعي. ٭ هل له أنواع؟ نعم له نوعان الأول مرض زيادة كهرباء المخ العام، والثاني مرض زيادة كهرباء المخ الجزئي. ٭ ما هي أعراض مرض زيادة كهرباء المخ العام؟ العام له أنواع كثيرة أشهرها ما يُعرف بمرض زيادة كهرباء المخ الكلي ويتميّز مريضه بفقدان الوعي التام وأعراضه قد تحدث في شكل أوجاع بالبطن يستطيع من خلالها المريض معرفة أن النوبة ستحدث ويصاحب ذلك تيبّس عام في الجسم وقد يصرخ المريض ويسقط أرضًا ويتم ذلك في دقائق معدودة تعقبها حالة التشنج العام. ٭ ما هو سبب صراخ المريض لحظة النوبة؟ يصرخ المريض لحظة حدوث النوبة نتيجة لانقباض عضلات الحلق. ٭ وماذا بعد ذلك؟ يصاحب حالة التشنج العام خروج اللسان والزبد من الفم وكذلك قد يتبول المريض لا إرادياً بعد ذلك يدخل المريض صاحب النوبة في حالة استرخاء وقد ينوم ثم يفيق بعد ذلك وهو في تمام الوعي. ٭ ذكرت أن لمرض زيادة كهرباء المخ العام أنواع أخرى ما هي؟ الأنواع الأخرى قد يكون تشخيصها صعبًا لعدم وجود التشنجات ومثل ذلك ما يعرف ب petitmal وهو يحدث عند الأطفال ويصاحب فقدان الوعي وبعض الحركات غير الإرادية بالرأس والعينين أو الفك الأسفل ومن أنواعه النادرة ما يعرف بزيادة كهرباء المخ التصلبية وهو أيضًا يحدث بدون تشنجات. ٭ ماذا عن مرض كهرباء المخ الجزئي؟ أولاً يحدث التشنج الجزئي عند زيادة الشحنات الكهربائية في جزء معيّن من المخ لذلك تكون الحركات اللا إرادية في جزء معيّن من الجسم معتمداً على الجزء من المخ تنطلق منه الشحنات الكهربائية الزائدة ومن أنواعه ما يُعرف بزيادة كهرباء المخ الجانبي «التمبورالي». ٭ إذن ما هي أعراضه؟ أعراضه نفسية مثل «الهلاويس، الشم والسمع والبصر». ٭ ما هي الأسباب التي تؤدي إلى مرض زيادة كهرباء المخ «الصرعة»؟ معظم الأسباب غير معروفة ومنها أسباب وراثية أو نتيجة للإصابة في الرأس أو نسبة لنقص الأوكسجين الواصل لمخ الطفل عند الولادة وقد يحدث نتيجة لالتهابات المخ وأغشية السحايا، حيث إن نسبة المصابين في السودان تزداد أكثر من البلدان الأخرى نتيجة لهذه الالتهابات.. كما يحدث أيضًا نتيجة للإصابة بأورام المخ أو العيوب الخلقية في المخ أو نتيجة للأعراض الانسجاية لبعض الأدوية خاصة التي تستعمل بواسطة المدمنين أو نتيجة لمضاعفات تناول الكحول وكذلك يحدث نتيجة للإصابة بالجلطة أو النزيف الدماغي أو أمراض تآكل المخ. ٭ كيف يمكن أن يشخص مرض زيادة كهرباء المخ «الصرعة»؟ تشخيص المرض يعتمد اعتماداً كبيرًا على وصف الحالة والكشف السريري؛ لأن في كثير من الحالات تكون الفحوصات التي أُجريت كرسم المخ طبيعية لكن ذلك لا ينفي وجود المرض، ومن الفحوصات المهمة أخذ الصورة المقطعية CTprain. ٭ كيفية العلاج؟ يمكن أن يعالج مرض زيادة كهرباء المخ «الصرعة» إما بالعلاج الدوائي وذلك عن طريق أخذ العقاقير وهذه توجد بأنواع عديدة تعمل على إيقاف التشجنات أو التقليل من حدوثها، أو العلاج بالتدخل الجراحي وهو يمثل دوراً في علاج المرض خاصة المرض المصاحب للأورام الدماغية أو المرض الناتج من بؤرة محدّدة وواضحة على الأشعة المغناطيسية والفحوصات الأخرى. ٭ يشكو بعض المرضى من حدوث بعض الأعراض الجانبية نتيجة لتناول العقاقير الخاصة بمرض «الصرعة» ماسبب ذلك؟ نعم قد تحدث بعض الأعراض الجانبية للمريض ولكن يمكن تفاديها بالكشف الدوري على المريض. ٭ هل هو مرض معدٍ؟ المرض كما أوضحنا أسبابه فهو غير معدٍ لذا على الجميع التعامل الجيد مع المريض فإذا حدثت النوبة لأحد المرضى وهو على الطريق على من حوله إبعاد كل ما يؤذيه حتى لا يتعرّض المريض لجرح أو كدمة وكذلك عليهم أن يمددوا المريض على الأرض «على جنبه» حتى يستطيع المريض خروج الافرازات بفمه. ٭ هل من إرشادات لمريض زيادة كهرباء المخ «الصرعة»؟ على المريض أولاً اتباع إرشادات الطبيب بدقة وعليه استعمال الأدوية بصورة مستمرة لمدة 3 سنوات دون انقطاع وعليه استعمال المكمدات الباردة أو البندول عند ارتفاع درجة حرارة جسمه كما عليه الابتعاد عن السهر والإرهاق والتعرّض للأضواء الساطعة والموسيقا الصاخبة وعدم تناول الخمور.