شاهدت وسمعت فضائياً، البروف أبوعائشة مدير جامعة المغتربين ونائبه، وهما يعترفان ضمناً ويشيدان بتميز طلاب الشهادة العربية وأن الخصم الكبير من نسبتهم يعوق كثيراً ويحول من قبولهم في الجامعات.. وإن كان ثمة مأخذ فهي ضعف اللغة الإنجليزية لديهم، يشاطرهم في ذلك طالب الشهادة السودانية.. وعرج إلى أن الحد الأدنى لقبول حملة الشهادة السودانية هي «70%»، فيما يحرم حاصل «99%» من الشهادة العربية من الاقتراب من سور الجامعة! الأستاذ الدكتور مأمون حميدة أقر وبصراحة متناهية أن أكثر من «90%» من الأطباء الذين تخرجوا حديثاً لم يتم تسجيلهم في نقابة الأطباء وحال تعيينهم في القطاعات الصحية الحكومية لأنهم لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان الذي كان من صميم تخصصهم، ولم يكن في السياسة أو الاقتصاد وقال حرفياً: «لا يجب أن نكون كالنعام ندس رأسنا في الرمال».. هذا واقعنا وإذا فكرت يوماً أن يدرس ابنك أو ابنتك في الجامعات السودانية فعليك العمل لعشرات السنين في الغربة لتعليم أحد الأبناء، وأن تبحث للآخرين عن فرص عمل ليسهموا معك في مصاريف الابن المحظوظ.. أخيراً.. هل الأخطاء الطبية المميتة نتيجة التفريخ الزائد للجامعات دون مراعاة للنوعية، وأقصد بالنوعية طلاب الشهادة العربية المحرومين من إبراز نبوغهم وهم الحاصلون على الدرجات شبه النهائية، ويخطيء من يوهم نفسه بأن المناهج في دول المهجر أقل كفاءة وتحصيلاً.. شخصياً أعرف قريباً بدم أو سكن أو زميلاً له ولد أو بنت في دول المعمورة كلها يدرسون في أفضل جامعاتها وكلياتها، وانصهروا تماماً مع هذه المجتمعات ولا أتوقع عودتهم ليسهموا في نهضة العباد قبل البلاد.. وربما يختارون شريك أو شريكة الحياة وقد يكون قرار الاستقرار النهائي الصعب.. كل هذا نتيجة عقلية العصر الحجري والنظرة السوداء القاتمة للمغتربين وأبنائهم.. سنوياً تذهب ملايين الدولارات لجامعات العالم من أبناء المغتربين.. ومعها يفقد الطالب كثيراً من ولائه ومعرفته بوطنه الأم.. وتضطر الأسرة للسفر إلى حيث وجود الأولاد والبنات ويحرم الجميع من حضن الوطن الدافئ. ** مبروك التعادل والتأهل لأهلي شندي، أجزم بأنه لن يفوز بالدوري ولن يتأهل للدور الثاني.. وأتمنى ألا يصيب توقعي.. ففي الرياضة الجميع سبقونا، وكذلك جامعاتنا لم تعد تعادل أو تنافس كما كانت.. مستشفياتنا الأقل كفاءة وتقديماً للخدمات.. في السياحة وكل مجالاتنا، ما دام المتعصبون والمتهورون أمثال «باعو» في قيادات وزاراتنا ومصالحنا ومؤسساتنا باعونا من غير «تمن».. وإذا أردنا إعادة السيرة الأولى، علينا بأمثال كمال حامد في الرياضة وفريق شرطة محمد حامد في الداخلية, و«س» حامد في التعليم و«ش» حامد في الصحة و«ص» حامد في السياحة و«ض» حامد في الخارجية و«ع» حامد في الدفاع و«غ» حامد في البترول. ** العودة الميمونة للرئيسين كنت ضد المؤيدين لزيارة الرئيس البشير لجوبا لأسباب كثيرة، وكانت نسبة التفاؤل متساوية تماماً مع نسبة التشاؤم. التشاؤم مفاده دخول جوبا للتو عضوية المحكمة الجنائية، وكذلك عدم التزامها بالكثير من القرارات التي أبرمت بين الطرفين ونقض العهد الذي بات السمة البارزة لحكومة الجنوب.. ونسبة التفاؤل المئوية لأن حدوث أي مكروه لا سمح الله لرئيسنا معناه الحرب الضروس والطاحن، وربما إعادة الدولة الوليدة إلى حضن أمها عنوة.. التوقيت لم يكن مناسباً إلا بعد أن أوضح المشير الكثير من المبهمات وأنه من حدد الجمعة موعداً فكان موفقاً وكنا جميعاً على خطأ.. هذه الزيارة ربما تكون طعماً لزيارات قادمة، أرجو أن ننتبه ولا ننسى أن الجود يفقر والإقدام قتّال.. المهم عوداً حميداً فخامة الرئيس. ** الباشمهندس الأستاذ الطيب مصطفى عاد معافى من قاهرة المعز بعد الرحلة الاستشفائية، وقد فقده محبوه ومعجبو زفرات حرى كثيراً طوال فترة غيابه.. حمد لله ألف على السلامة ونورت الإنتباهة.