٭ إيضاح رئيس الوفد الحكومي المكلف بالتفاوض مع «قطاع الشمال» أو «الجناح السوداني» بالحركة الشعبية «لتحرير السودان بروفيسور ابراهيم غندور إيضاحه للإعلام أن التفاوض سيكون محصوراً حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان «فقط»، وهو التفاوض الذي سيبدأ اليوم بأديس أبابا، هذا الإيضاح يعني أن ياسر عرمان لا يصلح ان يكون عضواً بوفد حركته المتمردة المفاوض دعك من أن يكون رئيسه. لذلك لابد من أن يتجنب أبناء المنطقتين في «قطاع الشمال» المسخرة السياسية بإبعاد تاجر الحرب «عرمان» من مشاريع السلام والتنمية لو لا يتيهما لو كانوا يعقلون ولو كانوا جادين فعلاً في التوبة والأوبة بعد أن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وليعلم أبناء المنطقتين في «قطاع الشمال» أن عرمان ليس من مصلحته أن ينعم مواطن جبال النوبة وجبال الأنقسنا بالأمن والإستقرار لأن الوصول إلى أي تسوية لصالح الأمن والإستقرار في المنطقتين سيجعل عرمان متقاعداً عن عمله المعروف الذي ظل يزاوله منذ سبتمبر عام 1986م حينما هرب إلى التمرد وكان رئيس الوزراء المنتخب الصادق المهدي لم يمض على تسلمه الحكم بعد فوزه الانتخابي ستة أشهر، أي أن عرمان كان مناضلاً ضد الديمقراطية وهي طفلة تحبو، وها هو الان يناضل بعد إنفصال جنوب السودان ضد الأمن والإستقرار في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وضد أرواح وممتلكات ومرافق المواطن. عرمان دق طبول الحرب في مرحلة تحوّل ديمقراطي عام 1968م، وها هو يدقها الآن في مرحلة ما بعد انفصال جنوب السودان. وهذا يدل على إنه مرتبط إرتباطا وثيقا بأجندة القيادة العليا (الجنوبية) للحركة الشعبية في جوبا، فالقضية عنده ليس جنوب كردفان ولا النيل الأزرق. فرجل يتمرَّد في فجر مرحلة الديمقراطية الثالثة لا يجد من يقيمه كثير عناء. فمن العار ان يتمرد في هذا التاريخ (سبتمبر 1986م)، شخص يدِّعي انه مناضل ويعمل من أجل الديمقراطية والسلام، يتزرع بأنه يناضل وهو يحمل السلاح لصالح قضية جنوب السودان التي يتبناها مجموعة ضباط وضباط صف هربوا من الخدمة العسكرية ليتطوّر الأمر في نهاية المطاف إلى فصل اقليمهم بعملية استفتاء. والسؤال هنا: هل يرى عرمان ان التمرد ثم التفاوض بعد انفصال الجنوب ضروري؟! ماذا يقول عن تمرد عقار وهو والى في النيل الأزرق؟!.. ماذا يقول عن الحلو وقد إختاره الوالي المنتخب في جنوب كردفان نائبا له؟! ان عرمان مرتزق وطفيلي وهو راض عن هذا الحال لانه افضل له منذ عام 1986م حينما هرب من (الملاحقة) .. وافضل له الآن لأنه تطوّر الى تاجر حرب لا مصلحة له ماديةونفسية وترفيهية في غير إستمرار المشكلات الأمنية في البلاد. (مصائب قوم عند قوم فوائد) .. بهذا المنطق يستفيد عرمان. حاول عرمان ان يشعِّب قضية المنطقتين بأن يتحدَّث عن مشروع الجزيرة وتعويضات المناصير. وقد كان أيام الفترة الانتقالية من عام 2005 الى عام 2011م يتحدَّث عن حقوق غير المسلمين وعن عدم ضرورة البسملة في ديباجة الدستور. ربما كان حديثه ذاك يطرب قادة الحركة الشعبية امثال سلفاكير وباقان والمرتد عن الإسلام دينق ألور، لكن الآن فإن ابناء النوبة والنيل الأزرق أهل الإسلام والشريعة الاسلامية واحفاد على الميراوي وعمارة دنقس لا يطربون لسخافات عرمان، فهل ابتعد عن قضية المنطقتين حتى لا يحرج نفسه؟!