صلاح الدين عبد الحفيظ مالك لا تذكر المكارم وأهل النحاس والفروسية إلا ويكون أهل الحماداب ورموزهم وجودًا في خارطة السودان العريق وهم بإرثهم الضارب في القدم يكونون قد سجلوا اسمهم كأحد الجماعات السكانية التي قدمت الكثير للسودان. ومن ذلك تنازلهم عن أراضيهم للحكومة في سابقة تستحق الوثوق لديها. للحماداب حكايا وقصص وتاريخ تليد. وشخوص ظلت في ذاكرة أهل السودان فمن هم أهل الحماداب. أهل الحماداب والخرطوم القديمة منذ العام (1880م) وفي منطقة جنوبالخرطوم سكن أهل الحماداب. وظلت هذه المنطقة حتى الآن تعرف باسم الحماداب. رغمًا عن تمدد المساكن والأحياء بفضل الهجرات التي حدثت خلال هذه الفترة (1880م 2013م) وخلال هذه الفترة عمل أهل الحماداب بالزراعة بل واشتهروا بأنهم أكثر الأهالي امتلاكًا للأراضي الزراعية وفي هذا فقد أفتت السلطة القضائية بوثيقة يعود تاريخها للعام (1880م) وهي أرض أحمد بخيت جد الحماداب وأحد رموزهم في بواكير القرن قبل الماضي كأرض حكر خالص للحماداب مما يعضد عراقتهم وقدمهم بالسودان. امتدت منطقة الحماداب من مكان منتزه المقرن الحالي حتى وادي سوبا. مما جعل عددًا من المواقع الإستراتيجية الحالية بالخرطوم تقع تحت دائرة أملاكهم وهي أراضي زراعية في المقام الأول. المواقع الإستراتيجية التي كانت أراضي للحماداب 1/ أرض الساقية «48» ومساحتها «108» فدان وهي الآن مباني سلاح المدرعات 2/ الساقية «9» ومساحتها 466.5 فدان وهي الآن السوق المحلي جنوبالخرطوم. 3/ الساقية «25» مقابر الشجرة الآن 4/ الساقية «26» مباني الري المصري 5/ الساقية «36» مدينة الشهيد طه الماحي 6/ الساقية «35» مكانها الآن مباني سلاح الذخيرة 7/ الساقية «7 و8» ومكانها الآن مطار الخرطوم الدولي عانى أهل الحماداب كثيرًا من حالات النزع لأراضيهم خلال فترات متعددة وكان عهد الاستعمار البريطاني المصري أكثر العهود التي عاني فيها أهل الحماداب إذ نزعت السواقي من الساقية «1» إلى الساقية «4» لإنشاء مباني وورش الري المصري ومساكن العمال والموظفين. رموز ومشاهير الحماداب من الرياضيين صلاح قطبي حارس الهلال الأسبق وعوض يوسف وفتح الرحمن يوسف ولاعبي النيل الخرطوم جمال حسن وجمال صالح وأحمد حمزه الذي لعب فترة لفريق الأهلي الخرطوم ويعتبر كمال حاكم هو أشهر الرياضيين بالمنطقة. أنجبت منطقة الحماداب أول حالة استثنائية للاعب كرة قدم يتم اختياره مباشرة من الليق للفريق القومي المنتخب الوطني وهو اللاعب فتح الرحمن يوسف. شخصيات أكاديمية ومنهم العلماء الأفذاذ د. محمد الصادق اختصاصي الجراحة المعوف ود. سلمى الفاضل الطيب وهي أول طبيبة من أبناء الحماداب وكان تخرجها عام (1971م). يبرز كذلك من حملة مشاعل العلم والنور بالحماداب الفاضل الطيب وهو أول من نال تعليمًا جامعيًا، وكان ذلك عام (1932م) بكلية غردون التذكارية وكذلك هو من شغل وظيفة الأمين العام لمكتبة جامعة الخرطوم ومن شخصيات الحماداب المشهورة عبد الصمد إبراهيم الشفيع صاحب المجادعات الشعرية. التعليم الديني والخلاوي بدأ التعليم الديني بالحماداب منذ سكن السكان بالمنطقة ومن أشهر القادة الدينيين الفكي النور حمدنا الله والفكي جبريل أحمد والشيخ محمد خليل عبد القادر ود أم مريوم. ويلاحظ أن تركيبة أهل الحماداب هم أهل تصوف وذكر يجمعون كافة ألوان الطيف الصوفي. من الخلاوي المشهورة خلوة الفكي النور وهي خلوة قديمة للغاية خرجت الكثير من الحفظة للقرآن الكريم بالمنطقة ومساحتها (950م.م) ومكانها بمنطقة الري المصري. السكان والخدمات يسكن الحماداب الآن (900) ألف أسرة داخل المنطقة وتبلغ عدد المنازل (204) منزل يسكنون داخل مربعين للسكن. التخطيط للمنطقة بعد عهد الاستعمار منذ بداية سكن السكان في المنطقة في العهد القديم وحتى العام 1932م عام بداية ارهاصات الحرب الكونية الثانية. نفذ الخواجه سمسم وهو احد دهاقنة الاستعمار البريطاني خطته بنقل المساكن وبالتالي المواطنين من منطقة ام عشر في خشم (خور ابوحلوف) للمنطقة الحالية الموجودة بها قبيلة الحماداب. النظام الأهلي داخل الحماداب يقوم النظام الأهلي في المنطقة على طريقة المشيخة وهي التي ظلت مستمرة لأمد بعيد منذ نشأة المنطقة حتى الآن. تعاقب على شياخة الحلة عدد من الرموز الأهلية بدءاً بالشيخ عبد الحليم الشفيع وخلفه ابنه الشيخ علي عبد الحليم المتوفي في العام (1982م) ثم سليمان محمد إبراهيم المتوفي في (1997م) وظلت شياخة المنطقة منذ (1997م) وحتى الآن بيد الشيخ سعيد محمد إبراهيم.