المجلس البريطاني الإسلامي مظلة تضم (350) منظمة إسلامية. (البعض يقدر عدد تلك المنظمات ب (خمسمائة). يعكس المسلمون البريطانيون النسيج المذهبي والعرقي للأمَّة الإسلامية بمختلف أطيافه. إنتخابياً للمسلمين البريطانيين قرابة مليوني صوت، إذا تمّ استثمارها سياسياً بصورة جيدة فستصبح قوة انتخابية محترمة تقلب موازين الإنتخابات وتفصل في الكثير من النتائج. أصوات المسلمين البريطانيين الإنتخابية بقدرتها حسم المعارك الإنتخابية في مالا يقل عن (80) دائرة انتخابية. في بعض المدن البريطانية يشكل المسلمون من (10% 20%) من السكان. وذلك في مدن (لندن)، و(برمنجهام) و(ليستر) و(مانشستر) و(برادفورد) و(ليدز) و(ليڤربول). وتبلغ نسبة المسلمين (38%) في شرق لندن، في منطقة (تاورهاملت)، معظمهم من البنجاب. يشكل المسلمون (3%) من سكان بريطانيا ويمثلهم عضوان في مجلس العموم وبعض اللوردات الذين تمّ تعيينهم في عهد رئيس الوزراء طوني بلير (لوردات التعيين وليس لوردات الوراثة). ويلاحظ أن اليهود البريطانيين يبلغ عددهم نصف في المائة من سكان بريطانيا، بينما لديهم ما لا يقلّ عن (80) عضوًا برلمانيًا. لكن بعد أن بدأ المسلمون البريطانيون يتحَّولون إلى قوة انتخابية ظهر تأثيرهم الواضح. على سبيل المثال في مدينة لندن العاصمة يبلغ عدد المسلمين قرابة مليون نسمة، وذلك يمثل (10%) من سكان (لندن). وقد حدث أن فاز عمدة لندن السابق (كين ليڤنغستون) بالمنصب، بسبب أصوات المسلمين التي دعمته. وفي شرق لندن يوجد أكبر مسجد في أوربا. حيث يسع عشرة آلاف مصلي. في تلك السياقات تمّ اختيار وتعيين لوردات وبارونات مسلمين. حيث تمّ تعيين أعضاء في مجلس اللوردات، منهم اللورد (نذير أحمد) واللورد (قربان) والبارونة (منزلة قمر الدين) والبارونة (ميرال حسين). وقد زار الخرطوم مؤخراً وفد مجلس اللوردات برئاسة نذير أحمد وعضوية اللورد قربان والبارونة ميرال حسين والبارونة (أودِّين) أي (منزلة قمر الدين). وقد سبق من قبل أن زار السودان اللورد نذير أحمد وبرفقته السيدة (وارسي) وزيرة الظلّ في حزب المحافظين بغرض حلّ المشكلة التي أثارت جدلاً واسعاً. مشكلة المعلمّة (جيليان جيبونز) الأستاذة بمدرسة الإتحاد (Unity). اللورد نذير أحمد عضو مجلس اللوردات البريطاني سياسي يتدفق حيوية وله ثقة عالية بنفسه ويتميَّز بخفة ظل من الدرجة الأولى. قبل تعيينه في مجلس اللوردات، كان السيد نذير أحمد ناشطاً في الحياة العامة للأقلية البريطانية المسلمة، التي ترجع جذورها إلى شبه القارة الهندية. حيث ترجع جذور نذير أحمد إلى كشمير. ل (نذير) ارتباطات ب (جماعة البلاغ) أو (التبليغيين) الشهيرة. والذين يعرف السودانيون عنهم اسم شيخهم الشهير العلامة محمد يوسف الكندهلويّ صاحب الكتاب المرجِع (حياة الصحابة). عندما انتُخب السيد طوني بلير رئيساً لوزراء بريطانيا قام بتعيين نذير أحمد عضواً في مجلس اللوردات. وذلك التعيين مستحق وجدير ب(نذير) وشخصيته الديناميكية وأفقه السياسي الواسع. أحدث تعيين (نذير) عضواً بمجلس اللوردات، صدىً كبيرًا لم يقتصر على المسلمين البريطانيين، بل تعداها إلى كشمير التي تمتد إليها جذوره العائلية. حيث سعدت العشيرة هناك بنجاح ابنها الذي تمَّ تعيينه في مجلس اللوردات. وأرسل إليه أحد أقاربه من كشمير خطاباً مكتوباً على ظرفه من الخارج العنوان التالي: (بريطانيا لندن نذير أحمد)، وذلك بدون كتابة اسم الشارع ورقم المبنى ورقم شقة السكن والرمز البريدي، وبالتالي كان من المستحيل معرفة الجهة المرسَل إليها الخطاب. ولكن في معجزة بريدية استطاع موظف مكتب البريد أن يستنتج أن هذا الخطاب مُرسَل إلى اللورد نذير أحمد، هذا الموقف البريدي يستحق جائزة نوبل في الإستنتاج. هذه القصة رواها اللورد نذير أحمد، كما حكى اللورد نذير قصة أخرى، حيث حكى أنّه عندما تمَّ تعيينه عضواً بمجلس اللوردات وشاهده حرس المجلس لأول مرَّة ببدلته الفخمة وملامحه الكشميرية سأله: هل أنت طباخ مجلس اللوردات؟. واضح أن حرس المجلس قد اعتاد على لوردات العراقة الإنجليزية والأملاك العقارية والزراعية والأسماء الذائعة. هذه القصة حكاها أيضاً اللورد نذير أحمد. من قبل عضوية مجلس اللوردات ظل نذير أحمد محباً للسودان، ويتعاطف معه تعاطفاً كبيراً. ولعب اللورد نذير ويمكن أن يلعب دوراً في نزع توترات العلاقات البريطانية السودانية والإسهام في ترقيتها وهو سياسي لا شك في صدقيته في تطوير العلاقات البريطانية السودانية. الخارجية البريطانية تلعب أوراقها بمهارة. الخارجية السودانية أيضًا يمكن أن تلعب أوراقها بمهارة مماثلة. المنظمات الإسلامية البريطانية وعددها ثلاثمائة وخمسون، يمكن أن تلعب جسوراً مشتركة بين السودان وبريطانيا لصالح تطوير علاقات البلدين. والمسلمون البريطانيون قوة انتخابية لا يُستهان بها. على سبيل المثال في الدائرة الإنتخابية للسيد (جاك سترو) وزير الخارجية السابق ووزير الداخلية الأسبق يوجد (18) مسجداً. الراحل (غراهام توماس) وكيل وزارة العمل الأسبق في السودان وأحد الإداريين البريطانيين في الخرطوم عندما التقى في منزله الأستاذ أحمد عبد الرحمن عام 1999م كان يبكي ويرتدى جلابية سودانية لاستقباله، أسمى (غراهام) ولده (رضوان) وابنته (نفيسة). كان غراهام توماس دائماً على استعداد لتقريب وجهة النظر السودانية البريطانية. وقد كتب كتابين عن السودان أحدهما (موت حلم). كما كتبت الراحلة زوجته كتاباً عن تعليم البنات في السودان. وأيضاً هناك السفير البريطاني والإداري البريطاني السابق دونالد هولي وهناك البروفيسور تيم نيبلوك الذي تزوج سودانية قبطية هي الراحلة (رضا) وله منها أطفال. القائمة تطول بالأصدقاء وأصحاب الخبرة السودانية من البريطانيين من سياسيين ودبلوماسيين وبرلمانيين وأكاديميين. ينبغي تفعيل علاقات هذه النخب لصالح مصلحة البلدين والخروج بها من نفق الكآبة والفشل والعداء. وذلك مثلما فعّلت الخارجية البريطانية في حادثة المعلِّمة (جيليان) من قبل علاقات اللورد أحمد. ثم ها هي اليوم تعيد تفعيل علاقات اللورد أحمد بالسودان وبرفقته اللورد قربان والبارونة منزلة قمر الدين والبارونة ميرال حسين. اليوم ينبغي أن يفعِّل السودان كذلك علاقات اللورد أحمد واللورد قربان والبارونة ميرال حسين والبارونة (منزلة قمر الدين) التي تستند شعبيتها إلى منطقة شرق لندن ذات الكثافة المسلمة العالية، وغيرهم، لصالح علاقات صحية مزدهرة بين البلدين. أيضاً ينبغي إعادة هيكلة الديبلوماسية السودانية ووزارة الخارجية، على ضوء المعطيات السياسية والإجتماعية الجديدة في العالم المتغيِّر من حولنا!.