أول من أمس استدعت وزارة الخارجية، ممثلي ثلاث دول غربية هم، القائم بالأعمال البريطاني، والقائم بالأعمال الأمريكي، والسفير النرويجي كلاً على حدة حيث كان الاستدعاء بسبب تنوير أو شرح كما صرحت به وزارة الخارجية، وقد قدم لهم وكيل الوزارة السفير رحمة الله محمد عثمان، شرحاً بشأن دعم دولة جنوب السودان لمتمردي الجبهة الثورية. الوكيل قدم للسفراء شرحاً لما ثبت من دعم جمهورية جنوب السودان للحركات المتمردة التي هاجمت مؤخراً منطقتي أم روابة وأبوكرشولا مؤكدًا رفض الحكومة لمثل هذا العمل العدائي والذي من شأنه التأثير سلباً على العلاقات بين البلدين، ويمثل تهديداً مباشراً للجهود المبذولة حالياً للتطبيع وتطبيق الاتفاقيات الموقعة. التي تبذلها الحكومة من أجل الاستقرار بين الدولتين، بجانب تأكيد رغبتهم في التواصل مع دولة جنوب السودان للكف عن مثل هذه الأعمال لضمان سير عملية السلام بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان. ويجيء استدعاء سفراء هذه الدول بحكم علاقتهم بالخرطوم ومن أكثر الدول دعمًا لعملية السلام فى السودان وبحسب وكيل الخارجية السفير رحمة لله محمد عثمان الذي أوضح ل«الإنتباهة» أن التنوير بشأن ما قدمته جوبا من مساعدات للحركات المسلحة بحكم أنهم من المتتبعين لعملة السلام والاتفاقيات الموقعة بين البلدين والذين يأكدون دروهم المهم في إنفاذ الاتفاقيات وعلى هذا الأساس والحديث لوكيل لخارجية فإنهم حريصون على تنفيذ الاتفاقية فبالتالي دورهم الآن في اتخاذ خطوات بعد أن تم تنويرهم بالدعم التي قدمته جوبا لهذه الحركات. ولا يخفى الدور الكبير الذي تلعبه جوبا في دعم الحركات المتمردة والجبهة الثورية فقد واجه السودان، دولة الجنوب بأدلة، قال إنها تؤكد دعم جوبا للجبهة الثورية؛ تمثلت في وثائق وُجدت في بعض السيارات التي تتبع للقوات التي هاجمت مناطق بشمال كردفان، وتم الاتفاق على الوقوف ميدانياً حول الشكوى خلال «72» ساعة بالمنطقة. وأكد عضو اللجنة السياسية الأمنية المشتركة عن الجانب السوداني ل «الشروق» المعز فاروق أن الاجتماع الذي عُقد الثلاثاء وضّح فيه السودان لوفد الجنوب، وثائق وأدلة تؤكد دعم جوبا للجبهة الثورية بمناطق أم روابة وأبوكرشولا والله كريم. الإجراء اعتبره دبلماسيون لا يخرج من إجراءات الخارجية الدبلوماسية الروتينية واختيار هذه الدول الثلاث باعتبار أن هذه الدول تمثل أهمية عظمى في علاقاتها مع السودان وبحسب السفير السابق بالخارجية عمر عبد العزيز في حديثه ل«الإنتباهة» فإنه بحكم أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تعلبان دورًا أساسيًا في مجلس الأمن الدولي لذلك فإن التشاور معهم يساعد في تحقيق السياسة الخارجية للدولة. فالنرويج كما هو معلوم إحدى أكبر المساهمين مالياً في الأممالمتحدة، وتساهم في البعثات الدولية لقوات الأممالمتحدة، خصوصًا في أفغانستان وكوسوفو والسودان. إضافة إلى أن النرويج تمثل أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا ومجلس الشمال الأوروبي وهي عضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية. اختيار هذه الدول الثلاث لتنويرهم بالدعم الذي تقدمه جوبا لمتمردي الجبهة الثورية وإن اعتبر روتينيًا إلا أنه يمثل إرسال رسالة واضحة هدفها إثبات تورط جوبا في العمليات العسكرية التي حدثت مؤخرًا بشمال كردفان وتأتي هذه الدول الثلاث خاصة أن العديد من الدول الغربية في مقدمتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا لم يصدروا أي إدانة أو شجب لما حدث في أم روابة وأبوكرشولا والسميح وبحسب مصادر دبلوماسية فإن الاستدعاء بمثابة رد لأن هذه الدول لم تدن الاعتداءات لذلك كان استدعاؤهم حتى تتبين رؤية الخرطوم عن مواقف هذه الدول تجاه السودان. وبحسب مصادر فإن بريطانيا على وجه الخصوص واحدة من أكثر الدول الكبرى معرفةً بالسودان بحكم صلتها الاستعمارية السابقة به، وواحدة من القوى الكبرى التي صنعت باقتدار أزمات السودان الحالية، خاصة أزمة الحرب الأهلية الطويلة بين الشمال والجنوب!