تسبَّب هجوم الجبهة الثورية على مدينة أبو كرشولا قبل أكثر من اسبوعين في حدوث هجرات ونزوح جماعي لأهالي المنطقة إلى الرهد أبو دكنة ما يقرب من «30» ألفاً من سكان المنطقة لحق بهم فيما بعد ما يقارب ألفين من منطقة أم برمبيطة ينشدون الملاذ الآمن بعد أن خلفوا وراءهم ممتلكاتهم التي عبث بها العدو كيفما شاء، ورغم توافر مستلزمات الحياة في مواقع إيواء النازحين التي توفرت عبر جسر متواصل لقوافل الدعم من قبل الولايات والمحليات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وما زالت تترى على مدينة الرهد إلا أن اصحاب المصلحة ظلوا يجأرون بالشكوى من عدم وصول كثير من المواد إليهم داخل مقراتهم، بل هناك من يشتكي من عدم تناول وجبة وغيرها خلال اليوم، حيث طالب الأستاذ محمد الجيلاني رئيس لجنة التصالحات بأبو كرشولا بإعادة النظر في تكوين اللجنة وإدارة توزيع المواد بالشكل المطلوب مهددًا بمقاطعة استلام المواد الغذائية ما لم تتم المعالجة المتمثلة في عدالة التوزيع ونوعيته، وخلال تصريحه ل«الإنتباهة» قال الشيخ الخليل وزير الإرشاد بولاية جنوب كردفان عضو اللجنة إن الأمور داخل موقع إيواء النازحين تسير من حسن إلى أحسن مشيرًا إلى أن عدد النازحين داخل المجمعات والقرى والفرقان بلغ نحو «30» الفًا «60%» منهم أطفال و«30%» نساء و«10%» رجال فيما غادر منهم إلى الأبيض والخرطوم وكوستي أعداد كبيرة، فيما تنتظم رحلات يومية إلى الخرطوم للراغبين، وأبان الشيخ أن عدد الموجودين الآن بمجمعات الإيواء بالرهد «10.800» وبالأحياء داخل الرهد «12.000» وبالقرى والفرقان نحو «9.000» نازح. وأن هذه الأعداد تتناقص يوماً بعد الآخر، عازياً الأمر إلى أن كثيراً من أهل وذوي النازحين يأتون إليهم ليأخذوهم للسكن معهم، إضافة إلى أن بعضهم لا تروق له حياة المعسكرات، مؤكداً عدم تعرض النازحين لاية إصابات أو أمراض خطيرة. ومن خلال جولة قامت بها «الإنتباهة» أمس الأربعاء على عدد من المراكز لاحظت تناقص أعداد النازحين عما كانوا عليه مع بداية الأزمة، ويقول يعقوب عبد الله يوسف المشرف العام على مجمعات النازحين بالرهد أن عدد المجمعات يبلغ «9» إضافة لمجمعات الريف والقرى ومن الطبيعي أن يمر النازحون في بداية الأزمة بصدمة نفسية جراء ما تعرضوا له وما شاهدوه من مآسٍ اثناء خروجهم مبينًا أن هذه الصدمة تسببت في صعوبة إدارة التجمعات في بادئ الأمر مما أدى إلى عرقلة وصول المواد بالصورة المطلوبة حتى تم تدارك هذه الأزمة عبر باحثين اجتماعيين والكادر الإداري التنفيذي والشعبي، وحول شكوى النازحين حول اختفاء مواد غذائية عن دائرة التوزيع يرد يعقوب بقوله: ما يقدَّم للنازحين يشتمل على برامج الغذاء العالمي وما دون ذلك من كساء وتحلية يعتبر من الكماليات ورغم ذلك كما يقول رئيس التجمعات وفرت الدولة والمتطوعون من الجهات المختلفة كميات كبيرة من هذه المواد ولكنها لا تكفي بالشكل الذي يمكِّن الإدارات المختصة من توزيعها على المستفيدين بالشكل العادل والمطلوب ومن ناحية أخرى فإن ثمة مخاوف وسط المراقبين من تدهور الوضع الصحي بالمعسكرات مع ظهور حالات التهاب رئوي وغيره من الأمراض التي تناولتها عدد من الوسائل في الأيام الفائتة إلا رئيس التجمعات قال كل الحالات الموجودة لا تشكِّل خطرًا وأن الوضع الصحي تحت السيطرة تمامًا محذرًا من مخاطر الخريف على النازحين خاصة أن المدارس على الأبواب مناشدًا مد المعسكرات بمزيد من المشمعات والفرشات مبديًا تخوفه من سوء التغذية على الأطفال في مقابل شح كبير للمواد الخاصة بهم وهو ذات الأمر الذي أبدت منه حواء كوكو زائرة صحية من منطقة أبو كرشولا تقوم بذات الدور وسط التجمعات بالرهد وأكدت عن عدد النساء اللائي وضعت بالمعسكرات بلغ «53» فضلاً عن أكثر من «300» حامل لفترات متفاوتة مع وجود قابلات يتابعن هذه الحالات، وأشارت إلى تعرض غالبيتهن إلى مضاعفات وسط نقص كثير من المعينات وأشارت إلى أن ثمانية منهن تعرضن إلى الإجهاض نتيجة الأحداث والسبر مشيًا لمسافات طويلة وكشفت حواء عن تعرض «15» من النازحات لعمليات اغتصاب جماعي هذا يصور المشهد تداعيات الهجوم الغادر على أبو كرشولا ولا يزال إنسان المنطقة يدفع ضريبته وسلسلة المآسي والأحزان لا تكاد تفارق أحدًا هناك وما يخفف الصدمة ذاك التدافع والوقوف إلى جانب المتضررين وما يقسو على الجميع الموقف المخزي للمنظمات الدولية فالأرقام تكشف فظائع ما قامت به الجبهة الثورية ويبقى القول إن صمود الشعب السوداني قادر على تخطي الأزمة وتحقيق رغبة مواطني أبو كرشولا للعودة إلى ديارهم وإعمارها من جديد.