في الحملة الانتخابية لانتخابات العام (2010م) تسابق المرشحون في الدعاية وطرح البرامج الانتخابية لكسب أصوات الناخبين خاصة مرشحي المؤتمر الوطني الذين هم أوفر حظاً بالفوز نسبةً لتمدد الحزب الجماهيري وطرحه السياسي القوي وامكاناته المادية والإعلامية الواسعة التي جعلته يسيطر على الساحة السياسية بلا منافس. تسابق المرشحون في الدعاية الانتخابية وطرح برامجهم بشتى الوسائل والطرق. منهم من يلزق صورته بين صورة رئيس الجمهورية ووالي ولاية الخرطوم بدون تعليق أو الإشارة لأي برنامج انتخابي يخاطب عبره الناخبين ويكتفي فقط لإظهار الولاء للحزب والاقتداء بقياته ومنهم من اقتبس خطابه السياسي من عبارات السيد رئيس الجمهورية الحماسية وجعلها موجهات أساسية لبرنامجه الانتخابي وآخرون أنزلوا برنامج الحزب القومي بحذافيره دون الإشارة لقضايا دوائرهم الجغرافية بالرغم من وجود خصوصية لقضايا الدوائر عن البرنامج القومي والبعض الآخر اعتمد كلياً على شعارات المؤتمر الوطني فقط للاستهلاك السياسي في حملته الانتخابية مثال ذلك عبارة (معاً لاستكمال النهضة) دون أن يفكر ويتمعن في معرفة ما هي النهضة المراد استكمالها؟ كانت تلك هي طريقة بعض المرشحين في كسب أصوات الناخبين والهدف الأساسي من ذلك كله هو الفوز بهذا المقعد والتمتع بالمخصصات والامتيازات وبذلك يتحقق الشعار المكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) وسرعان ما انتهت الانتخابات وفاز المرشحون لم يجد المواطن شيئًا من تلك الشعارات والبراهين التي ذهبت مع صناديق الاقتراع وذهبت معها آمال المواطنين المغلوبين على أمرهم والدائرة (13) السلام الثالثة تشريعي ولاية الخرطوم هي إحدى دوائر محلية أم بدة بمجلس الولاية التشريعي ومن الدوائر الساخنة في الانتخابات الماضية وهي من أكثر دوائر الولاية تدنيًا في مستوى الخدمات بشكل عام وسكانها مزيج من كل ولايات السودان المختلفة وكان ناخبو هذه الدائرة يعولون كثيراً على مرشحهم الفائز في الانتخابات ابن الدائرة الأستاذ الفاتح عباس الذي أحرز أعلى الأصوات بفارق كبير بينه وبين منافسيه الآخرين الأستاذ الفاتح عباس رجل له إسهامات كثيرة في مجال تنمية هذه الدائرة قبل أن يكون نائباً لها بالمجلس التشريعي الولائي ولكنه لم يستطع أن يحقق طموحات مواطنيه في التنمية والخدمات ولم يحدث أي تغيير في وجوه الدائرة خلال المدة التي انقضت من عمر هذه الدورة أما نائب الدائرة القومية فالضرب على الميت حرام علماً بأن هذه الدائرة تواجه مشكلات كثيرة وشائكة ومعقدة حيث يوجد على أطرافها السكن العشوائي وصورة كبيرة ومخيفة وخطيرة جداً حتى أضحى أكبر مهدد أمني على مستوى محلية أم بدة حيث توجد به عصابات النيقرز المجرمة التي تروع المواطنين الآمنين يومياً بالنهب والسلب والتعدي على حرمات الآخرين هذا إضافة إلى مروجي المخدرات وتجار السلاح وصانعي الخمور البلدية والجرائم الأخلاقية الكثيرة والمتكررة أما في مجال الخدمات فتعاني هذه الدائرة من انعدام كامل للكهرباء وشح في مياه الشرب وتدنٍ في خدمات الصحة بشقيها العلاجي والبيئي وتدهور في بيئة التعليم واختلاط في عدد كبير جداً من مدارس الأساس وانعدام تام للطرق المعبدة الأمر الذي يضاعف معاناة المواطنين خاصة في فصل الخريف وإزا هذا الوضع المتردي يتساءل المواطنون متى يتم إنزال برنامج المؤتمر الوطني الانتخابي على أرض الواقع وهو البرنامج الذي حصل المرشحون على أصوات الناخبين على أساسه علماً بأن هذه الدورة أوشكت أن تنفض نأمل أن نرى ونسمع في البقية المتبقية من عمرها.