تكمن سعادتي حينما أري الكثير من أبناء بلدي في الإغتراب يزاولون أصالة الكرم بزرع البسمة على شفاه المحتاجين من أخوانهم الذين يتملكهم الوعز بأسباب مختلفة مادية ومرضية وخاصةً من ذوي الإحتياجات الخاصة، فالأمتزاج مع هؤلاء بالتأكيد سيمنح الشعور بالسعادة والرضا، وذلك انسجاماً مع الأحاسيس وتأكيداً للقيم والمعاني العظيمة التي يحث عليها ديننا الحنيف، وأعتقد ان هناك العديد من أبناء الجالية واهتمامهم بهذه الفئة من أبناء وبنات بلادي هم عشقوا هذه الأعمال الخيرية فترة طويلة يجوبون الليل بالنهار بحثاً عن الأجر دون سواه،فهناك جمعيات الأبرار الخيرية وجمعية نسيبة ، وجمعية الإبداع والفلكلور، وجمعية الخطوة لذوي الإحتياجات الخاصة، وأخرون لهم القدح المعلا في مجالات عديدة، أن هؤلاء من الرجال والنساء في يقيني حملوا مشعل الأمل لكثير من المحتاجين وأعتقد الأن جاء دور المسئولين في السفارة السودانية بالرياض أن يكرموا أولئك الجنود المجهولين الذين يعملون في صمت مقابل راحة نفسية عظيمة لترسيخ مبدأ الشكر والعرفان، وأعتقد ان هؤلاء المتطوعين والمتطوعات يؤكدون دوماً في قرارة أنفسهم معنى السعادة والمردود المعنوي لمن جرب حلاوة العمل التطوعي الإنساني، فإذا عمل المسئولين في السفارة بهذه الفكرة فمن الصعب ان يكون التعبير بالحروف والكلمات عن مشاعر تسمو فوق مستوى المحسوس المادي وفوق مستوى الحروف، وأن هذا التكريم الذي أعنيه مهما كانت ضخامته ومهما كبرت قيمة الهدايا التي تقدم في النهاية هي تعبير عن الامتنان والشكر، ويبقى أولاً وأخيراً مجرد احتفالات شكلية لا توازي تلك الأعمال التي قدمها هؤلاء المتطوعين والمتطوعات، إذا علمنا ان مثل هذه الأعمال تنهض بها المؤسسات والجمعيات الإجتماعية الإنسانية، وفي يقيني لو قام المسئولين بالسفارة السودانية في الرياض بهذا التكريم وبالتقدير الكبير سيجسد هذا التكريم الذي نهدف إليه إلى نشر الوعي فيما يختص بالعمل التطوعي ومجالاته ومدى الحاجة إليه ليصبح العمل التطوعي جزأً لا يتجزأ من حياتنا اليومية بتوجيه الطاقات المكنونة والمخزونة في بناتنا وأولادنا إلى المجالات التي نحتاج إليها . ورائعة تلك الجهود التي تقوم بها الأخت مريم محمد على رئيسة جمعية التراث السوداني التي حملت الإرث الثقافي وجابت به أركان المملكة العربي