أعني بأطفالنا أطفال الجالية السودانية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ما لهم وما عليهم، فأطفالنا في هذه الدولة بين مهب رياحين.. رياح التعليم بالمناهج الأمريكية فيما يعرف بالمدارس العامة public school ورياح التراث السوداني Sudanese Culture بما فيه اللغة العربية والتربية الإسلامية باعتبارهما أهم المواد ومركز التراث السوداني وقد قامت الجمعية السودانية لمدينة فيلادلفيا الكبرى بعدة محاولات لإقامة مدرسة سودانية ولكن جهودهما لم تكلل حتى الآن بالنجاح لأسباب عديدة أهمها السبب المادي مضافًا إليه سلبية الإخوة السودانيين للظروف المعيشية في هذا القطر التي لا تخفى على أحد. ولا ننكر ما تقوم به المدارس العامة من تدريس المواد الأساسية من رياضيات وعلوم ولغة إنجليزية وغيرها من المواد ولكن هذه المواد لا تشبع رغبات الإخوة السودانيين خاصة أنها تفقد مادتي التربية عندنا وهما اللغة العربية والتربية الإسلامية.. السؤال هنا هل تستطيع الجالية السودانية بهذه المدينة إقامة مدرسة وتدريس فيها هاتان المادتان بجانب المنهاهج المقررة في مدارس أمريكا كما فعلت الجاليات العربية الأخرى في رأيي أن بإمكانها فعل ذلك ببذل بعض الجهد ونكران الذات حيث إن العدد الكبير من السودانيين والموجودين في فيلادلفيا الكبرى شمالها وجنوبها وغربها يمكنه إقامة مدرسة لا أقول سودانية ولكن المنهاهج الأمريكية نفسها زائدًا اللغة العربية والتربية الإسلامية كمادتين إضافيتين ويمكن إضافة مادة أخرى تدرس فيها التراث السوداني عن طريق دراسة شخصيات سودانية تركت أثرها على الحياة في السودان. أما تاريخ السودان فيمكن تدريسه ضمن مادة التاريخ الموجود أصلا في المناهج العامة ويمكن وضع منهج لهذه المواد المقترحة يراعى فيها التدرج من أبسط المادة إلى أعلى حسب سن ومستوى التلاميذ.. أما إذا تعذر إقامة هذه المدرسة فيمكن الاستفادة من إحدى يومي عطلة نهاية الأسبوع لإقامة مدرسة تكون يومًا واحدًا في الأسبوع تدرس فيها المواد الإضافية المقترحة على أن تكون هناك فصول مختلفة حسب المستوى الدراسي للتلاميذ ومعلمين متفرغين لتدريس هذه المواد بأجر ولو رمزي على أن يلتزم المعلمون بوضع منهج مناسب لكل مرحلة متمثلة في الفصل ويقوم بتدريسه. ولا أظن أنني أثقلت على أطفالنا عندما يلتزموا بالدراسة ستة أيام في الأسبوع خمسة منها في المدارس العامة التي يدرسون بها واليوم السادس بالمدرسة المقترحة؛ لأن أيام الدراسة في السودان ومعظم الدول العربية ستة أيام. ويمكن فرض رسوم دراسية مناسبة على كل تلميذ لتغطية نفقات اليوم الدراسي كل أسبوع. هذه خواطر أرجو أن ترى النور لأنه من الملاحظ أن أطفالنا أصبحوا يبتعدون عن لغتهم ودينهم وتراثهم بالانشغال بمناهج المدارس التي يدرسون بها وانشغال أولياء أمورهم بهموم الحياة الصعبة في هذا القطر. والله ولي التوفيق الأستاذ/ عوض إبراهيم أحمد معلم سابق بالسودان