المقصود به الآن هو مخطط صهيوني ماسوني صليبي لتمزيق العروبة والإسلام بدءاً بالسودان وما جرى بأبي كرشولا وما سبقها من اعتداء على أم درمان وغيرها من أولئك المأجورين والتعساء الذين باعوا دينهم ووطنهم بأبخس الأسعار وأسوئها، وليقف معنا أولئك الذين يظنون أنهم مسلمون عرب والسودان ديارهم مع هذه الحكم والمواعظ، من ذلك أن الأحنف بن قيس قد دخل يوماً على معاوية بن سفيان بعد أن استبب الأمر له فقال له معاوية والله يا أحنف ما أذكر يوم صفين إلا كانت حزازة في قلبي إلى يوم القيامة، فقال له الأحنف والله يا معاوية إن القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا وإن السيوف التي قاتلتاك بها لفي أغمادها وإن تدنُ من الحرب متراً ندنُ منك شبراً وإن تمش إليها نهرول إليك ثم قام وخرج، وكانت أخت معاوية تستمع من وراء حجاب فقالت يا أمير المؤمنين من هذا الذي يتهدد ويتوعد؟ فقال لها هذا الذي إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف من بني تميم ولا يدرون لماذا غضب، فأين هناك أيتام وعطشى أبوكرشولا من هذه المبادئ؟ قال سيدنا عمر الفاروق ألزم خمس خصال يسلم لك دينك وتأخذ فيه بأفضل حظك: إذا تقدم إليك الخصمان فعليك بالبينة العادلة أو اليمين القاطعة وأدنِ الضعيف حتى يشتد قلبه وينبسط لسانه وتعهد الغريب فإنك إن لم تتعهده ترك حقه ورجع إلى أهله وإنما ضيع حقه من لم يرفق به، وآسِ بين الناس في لحظك وطرفك، وعليك بالصلح بين الناس ما لم يستبن لك فصل القضاء فأين هم عملاء أبو كرشولا وأسيادهم اليوم من نصح الفاروق هذه وأنه قد استدعى أحد الأمراء لقمان الحكيم وأعطاه شاة وأمره بذبحها وأن يأتيه بأخبث وأطيب ما فيها فذبحها وأتاه بقلبها ولسانها فسأل الأمير لقمان عن ذلك فقال ليس أخبث منهما إذا خبثا ولا أطيب منهما إذا طابا فهل يجد أجراء أبو كرشولا هنا أخبث من قلوبهم وألسنتهم وهم يخونون الوطن هذه الخيانة، وفي شأن أهل الألفة فإن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك وإن أخاك الصدق لم يخدعك وإذا رآك طالباً سعى معك وإذا رأى ريب الزمان صدعك شتت شمل نفسه ليجمعك فأين عيب إلا كثرة كلامك قال أفتسمعون صواباً أم خطأ قالوا بل صواباً قال فالزيادة في الخير خير فلماذا يزيد عملاء أبو كرشولا في الجرم والهدم وسفك الدماء خطأ؟ وقيل إنه خرج الإمام الزهري يومًا من عند هشام بن عبد الملك فقال ما رأيت كاليوم ولا سمعت كأربع كلمات تكلم بهن رجل عند هشام دخل عليه فقال له يا أمير المؤمنين احفظ عني أربع كلمات فيهن صلاح ملكك واستقامة رعيتك قال هشام هاتهن فقال الرجل لا تعدن عدة لا تثق من نفسك بالإنجاز ولا يغرنك المرتقى وإن كان سهلاً إذا كان المنحدر وعراً واعلم أن للأعمال جزاء فاتق العواقب وأن للأمور بغتات فكن على حذر فأين مرتزقة أبو كرشولا من مضامين هذه الأبعاد؟! وقيل إن الخليفة المنصور قد رأى في منامه ملك الموت فسأله المنصور كم بقي لي من العمر فأشار إليه ملك الموت بأصابعه الخمسة فانتبه المنصور مذعوراً ثم سأل عن تأويل رؤياه فقيل له خمسة أعوام وقيل خمسة شهور وقيل خمسة أيام وأخيراً سأل أحد الفقهاء العلماء فقال المشار إليه خمسة أمور انفرد الله وحده بعلمها وهي أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ما تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت فأين أنتم يا أجراء أبو كرشولا من الموت وهو آتيكم وأنتم تخونون دينكم ووطنكم وتذبحون الأبرياء بالظلم كله؟ وقال ابن عربي قلت لأحد مشايخي أوصني فقال اقطع علائق الدنيا عنك إلا ما لا غنى لك عنه وتأهب لأمر لا بد لك من المصير إليه وأعرف الحق لغيرك يعرفه لك ولا يقف بك التخير عن أمرين إلا أخذت أقربهما إلى التقوى... لكل ما تقدم ليسعَ الجميع لإنقاذ إسلامنا وسوداننا وذلك بإبادة عملاء أبو كرشولا وأسيادهم ولتبقَ العزة لله ورسوله والمسلمين.