قال تقرير نشره موقع «نيوز ناو» أمس إن دولة الجنوب قد شكلت لجنة سياسية رفيعة المستوى للحوار مع جاره السودان، من أجل نزع فتيل الخلاف حول النفط الذي هددت فيه الخرطوم بإبطال اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين البلدين في سبتمبر الماضي. وقال التقرير إن مجلس الوزراء بدولة الجنوب قد عقد اجتماعاً مطولاً برئاسة رئيس الدولة سلفا كير ميارديت استمر خمس ساعات وخصص لمناقشة التوترات مع الخرطوم، وخلص الاجتماع إلى إجراء حوار رفيع المستوى مع السودان لنزع فتيل التوتر. وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي للحكومة برنابا ماريال، إن مجلس الوزراء قد كلف نائب الرئيس الدكتور رياك مشار بقيادة وفد رفيع المستوى للقاء نظيره السوداني الأستاذ علي عثمان محمد طه من أجل إنقاذ الاتفاقية، وأضاف أن مشار سيسافر للخرطوم بمعية عدد من كبار الوزراء، وأكثرهم تأثيراً على الخرطوم لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وإنفاذ الاتفاقيات الموقعة باستخدام الآليات المتفق عليها في الاتفاقية، في وقت يرى فيه المسؤولون السودانيون أن النفط لن يستمر في التدفق دون إنفاذ حزمة الاتفاقيات الأمنية، ووجود ضمانات بعد شن هجمات عبر الحدود، وعدم تقديم دعم للمتمردين من قبل دولة الجنوب، وهو ذات السبب الذي دفع الرئيس السوداني لإعلان قرار وقف ضخ النفط عبر الأراضي السودانية، بعد أن اتهمت الخرطومجوبا بدعم التمرد في هجومه الأخير على مناطق جنوب كردفان، وأضاف برنابا في حال وافقت الخرطوم، فإن الدكتور مشار وبمعيته اللجنة سيسافر للسودان في أي وقت تحدده من أجل بدء مفاوضات مباشرة مع المسؤولين السودانيين، إلا أن برنابا لم يحدد توقيتاً معيناً لسفر اللجنة للخرطوم. وقال برنابا نحن مستعدون للانخراط في محادثات مفتوحة تخرج بحل مريح للجانبين في سياق جديد، وليس في سياق تنفيذ الاتفاقية كحزمة واحدة، بل في سياق أن النتيجة ستكون مقبولة للجميع وتصب في مصلحة الشعبين. وبحسب التقرير فإن لجنة مشار الرفيعة المستوى قد تم تكوينها بناء على معطيات آليات اتفاقية التعاون المشترك من أجل مراقبة وإنفاذ اتفاقيات التعاون، وتقييم وتوجيه ومراقبة عمل اللجان المشتركة، حيث يرأس اللجان المشتركة وزيرا خارجية البلدين، اللذان سيقومان برفع التقارير وبشكل منتظم لقيادة البلدين ممثلة في الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت، كما أن من حقهم إحالة القضايا للرئيسين من أجل التوجيه أو اتخاذ قرار، وقد حُظيت الأزمة بين الدولتين باهتمام دولي متعاظم، بعد أن حث الاتحاد الإفريقي الدولتين إلى استئناف المفاوضات المباشرة، وقال إن رئيس لجنة الوساطة ثامبو أمبيكي قد أرسل مقترحات عاجلة للخرطوم وجوبا لتسوية هذه الأزمة الجديدة، في وقت دعا فيه المجتمع الدولي البلدين للالتزام بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، مشيراً إلى أن جميع الخلافات يمكن حلها من خلال التفاوض.