دق جرس الباب.. كانت الساعة حوالى الثالثة صباحًا.. خير إنشاء الله، ذهب زوجي وفتح الباب.. سمعته يتحدث مع شخص عرفته من صوتو، دا عباس جارنا، فنهضت مسرعة ناحيتهم وأنا اردد يا ربي تكون عواطف بطنها وجعتها؟.. فعواطف جارتنا حامل في بداية شهرها التاسع بي تيمان.. دا غير الخمسة بنات.. وعباس راجلها من هسع مسمي نفسو.. «7 أب».. قربت من الباب وسمعت زوجي بيقول ليه ما مشكلة هسع بجيبها ليكم في البيت، بس أتلبس.. سد زوجي الباب وقال لي دا عباس قال عواطف جاها المخاض وعايزنك تمشي معاهم المستشفى ألبسي بي سرعة.. وفي عجلة لبست ودخلت في عبايتي وسبقت زوجي على الباب وأنا اردد يا رب تحلها بالسلامة وتديها الوليد، قصدي الولدين ما هم تيمان.. دخلنا عليهم وزوجي يدعو، الله يحلها بالسلامة إنشاء الله.. اندفعت زي الصاروخ الى غرفة عواطف وساعدتها في لم شنطتها وتكلناها أنا وعباس زوجها للعربية وهي تئن وتتوجع وعباس مضطرب وخايف وغالبو الكلام.. إلا من جملتين فقط !! بالسلامة إنشاء الله وبالولاد إنشاء الله.. وصلنا المستشفى وحملوها بالكرسي المدولب الى غرفة الولادة.. قام عباس بالإجراءات وجاني وقال لي: الولادة يمكن تتأخر وانتظارنا ما بفيدها بي شيء، تعالي نمشي ونتابع بالتلفون، البنات براهن زي ما عارفة، فقلت ليه : لا لا والله ماني ماشة إلا تولد عواطف واطمئن عليها، إنت أرجع للبنات وخليني، أنا ما وراي شيء والولد أبوه معاه.. كلها كم ساعة وأبشرك بي حلها إن شاء الله.. ومشى عباس وخلاني انتظر ولادة عواطف وقد الزمت نفسي بحكاية البشارة الكنت قايلاها هينة وربما تجلب لي مكافأة مجزية من عباس.. بعد ساعات جاتني الممرضة مستبشرة وقالت لي مبروك ماما فيه جيب واحد بنت الحين.. بنت واحد بس؟؟ هكذا تساءلت بإعياء ففاجأتني الممرضة قائلة واحد بنت الحين لسة ماما بيجيب..!!! بشرك الله بالخير يا وجه السعد، وان شاء لله الثاني ولد يااااااااااااااارب.. بعد قليل جاءتني الممرضة تركض.. بنت ثاني ماما جاب.. فقلت وأنا اعض على الكلمات، بشرك الله بالخير !! وماما كيف الحين؟ ماما كويس، خلاص الحمد لله على سلامتها.. فاردفت الممرضة.. مافي خلاص.. لسه في واحد بيبي يجي كمان!! واحد ثاني؟؟ ما قالوا تيمان إتنين؟؟ وهرولت الممرضة وجه السعد ناحية غرفة العمليات وقد أخذت مكافأتي معها بتبشيرها لي بالبنت الثانية.. ثم جاءت البنت الثالثة.. الليلة كيفن!! ومنو!! الببشر عباس بالبنات الثلاثة.. ودخلت على عواطف وأنا اردد حمدلله على سلامتك وبناتك مبروكات ويتربن في عزك وعز أبوهن.. كان وجهها مخطوفًا والحزن باديًا على محياها فقالت والتعب بادٍ عليها : الله يسلمك.. عباس وينو؟ فقلت ليها: عباس رجع علشان البنات براهن.. فهزت رأسها وسرحت.. كانت كمن تحمل هموم الدنيا.. فقلت عواطف قولي بسم الله.. عباس راجل بخيت وسعيد كونه الله زرقه بالبنات زينة الحياة.. والبنات ما أحلاهن طبيقات أمهن صديقات أبوهن وقرة عينه.. قولي بسم الله والحمد لله.. فقالت : لكن عباس.. ولم أدعها تكمل وقلت : عباس بيعترض على نعمة الله وقسمته مالن البنات.. وشاهدت الدموع تسيل من عينيها فأخذت رأسها بين يدي ومسحت وجهها وقبلتها واحتضنتها وبدأت اقرأ لها.. وجاءت لحظة الحقيقة.. كيف سأزف الخبر لعباس؟ وفكرت بأن أترك هذه المهمة لزوجي، والذي ما إن اخبرته حتى صرخ.. ثلاث بنات؟ الله يصبرك يا عباس.. ثم اردف والله أنا خبر زي دا ما بنقلو.. وكذلك كان رد جارتي هدى حينما طلبت منها إخباره.. واسقط في يدي امري لله أنا ابشره كما وعدته.. رفع السماعة متسائلاً في شوق.. أها بشري.. فقلت مبروك عواطف إتحلت بالسلامة.. فقال الحمدلله واها جابت شنو؟.. فصمت لحظات كانت كالدهر واستجمعت قواي وقلت : جابت ثلاثة بنات.. فقال ثلاثة بنات ؟؟!!!.. ما قالوا اتنين ولا ولد واحد بيناتن.. فقلت: عباس قول الحمد لله البنات نعمة وخير وبركة.. فقال وقد احتبس صوته: الحمد لله.. وأقفل السماعة.. خرجت عواطف من المستشفى ولم يأتِ عباس لرؤيتها أو رؤية بناته.. وقد أقفل جواله.. حتى لا يسمع شماتة الناس كما قال!!! وفي البيت كان يستقبل الناس على مضض ولم يدخل على عواطف إلا حينما حضرت من المستشفى بصحبة أخيه.. لم يحمل بناته ولم يقبلهن، واستبدل اسم 7 أب.. باسم أبو أربعة وأربعين...