في العام «2009م» ولأول مرة في تاريخ السودان نظم مئات الأشخاص في إحدى الاستراحات بجبل أولياء احتفالاً بذكرى مولد المهدي، آخر الأئمة المعصومين في عقيدة الطائفة الشيعية، وكان من بين المشاركين طلاب في الجامعات والمراحل الثانوية، وأساتذة جامعات، وسياسيون، وصحافيون وقد أكد خبير إستراتيجي فضل حجب اسمه أن وجود المذهب الشيعي في السودان حقيقة معيشة، ويضيف: «إن الوجود الشيعي غير معروف حجمه، ولكن الشيعة السودانيين لهم زوايا وحسينيات معروفة، ولديهم مراكز تعليمية ومنظمات للمرأة، ولديهم انتشار في المناطق المشهورة بالتصوف». وسائل التبشير بالتشيُّع في السودان تتمثل بالندوات التي تقيمها المستشاريات من مناسبة إلى أخرى ترتبط بالطائفة الشيعية، ومسابقات تنظم في مختلف مجالات الحياة في البلاد، وعبر المعاهد لتدريس اللغة الفارسية مجاناً، وتوزيع الكتاب والمطويات الشيعية بصورة واضحة على السكان مجاناً، خصوصاً في الأحياء النائية. وكانت مجموعة من هيئة علماء الدين بالسودان قد طالبت السلطات بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، لما يقوم به من أنشطة مثيرة للفتن حسب ما ورد في المطالبة، في وقت احتشد فيه مئات من أنصار الجماعات الإسلامية بمسجد الغفران بالمهندسين أمسية الجمعة الماضي في أكبر ندوة من نوعها عن جرائم الرافضة، وقال الشيخ سعد أحمد سعد في مستهل حديثه بعد إطلاع الحضور على فيلم وثائقي يحكي جرائم الرافضة في سوريا والعراق ولبنان إن أكبر جريمة في تاريخ الأمة الإسلامية هي الفكرة الشيعية مضيفًا أن علماء السودان على علم بأساليبهم وطرقهم، واصفًا ما يدَّعيه الرافضة من معاداة إسرائيل بأنه مجرد كذب، واستدل بالجريمة البشعة التي ارتكبتها حركة أمل الشيعية في مخيمي صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها المئات من السنة، وتابع: حركة أمل هي التي فرخت ما يُسمَّى حزب الله الذي يرتكب المجازر في سوريا الآن. وقد ساعد على هذا التغلغل مساندة إيران للحكومة، وأدى تعميق العلاقات بين البلدين لنوع من بداية نشر المذهب الشيعي في السودان، حيث ذكر الشيخ حسن كشكش أن الرافضة تعمل على استقطاب الشباب من خلال إنشاء مركز لهم عُرف باسم جعفر الصادق بالعمارات، وأنهم يستقطبون له حفظة القرآن لتعليمهم الفكر الشيعي ومن ثم نشره في البلاد، مطالبًا قيادات الجماعات الإسلامية بأن تكون الندوة بداية الانطلاق لتحجيم المد الشيعى لجهة أنهم يواصلون نشاطهم بشكل كبير وأنهم بصدد فتح جامعة للرافضة في السودان حسب تعبيره، وطالب الحضور بإعداد العدة لمجابهة جرائم الرافضة بحق أهل السنة في الداخل والخارج. من جهته وجه برفسير علاء الدين الزاكي انتقادات حادة لدعوة التقارب بين السنة والشيعة، ووصفها بأنها تخدم أغراض الرافضة، مضيفًا أن الشيعة يستخدمون هذه المظلة للدخول إلى أراضي السنة، وأشار إلى تمدُّد الرافضة بالجامعات السودانية سيما جامعة النيلين، محذرًا الشباب من الانخداع بما يدَّعونه باعتبار أن رافضة اليوم هم ذات الرافضة الذين مارسوا الجرائم بحق الأمة الإسلامية على مرّ العصور والتاريخ، في غضون ذلك قال البروفسير مبارك رحمة ليس هنالك من إذلال لهؤلاء القوم أكثر من أنهم يسبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن الرافضة يُنكرون هذا القرآن ويقولون إن لهم قرآنًا آخر يسمونه قرآن فاطمة، ، معبرًا عن أسفه على انتشار التشيُّع في السودان، وأردف هؤلاء استهدفوا أهل البدع وأخذوهم إلى قم بإيران وعلموهم كيف يسبون هذا الدين، ويؤكد المحللون «أن هذا النفوذ الشيعي تزايد مع تزايد التعاطف الشعبي مع حزب الله الشيعي إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، ما رفع التعاطف مع زعيم الحزب حسن نصر الله دون النظر أيضاً إلى عقيدته ومذهبه ورأيه في أهل السنة والجماعة». وفي السياق ذاته تحدث الشيخ أبوزيد محمد حمزة عن المراكز التي ترعى نشاط الرافضة في العاصمة والولايات وتشرف عليها وتمولها السفارة الإيرانيةبالخرطوم، وخلال الندوة استمع الحضور إلى تقارير أوردها الشيخ محمد عبد الكريم عن الجرائم التي نفذها الرافضة بحق السنة في البلدان العربية وأنواع التعذيب التي مارسوها بحقهم حيث طالب الحضور السلطات بوضع حد لظاهرة التشيُّع بالبلاد. إلى ذلك بعث الشيخ مدثر الأمين العام للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة برسالة إلى الحكومة السودانية طالبها فيها بألا تقبل من إيران أي دعم نظير السماح لها بنشر الفكر الرافضي، وقال: نحن نصبر على الجوع والعطش ولا نصبر على الطعن في عرض السيدة عائشة وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. يُشار إلى أن الوجود الشيعي بالبلاد يتركز في العاصمة خاصة شمالها وتمثل ولاية نهر النيل المعقل الثاني للشيعة بعد الخرطوم، فيما توجد جماعة منهم بولاية شمال شمال كردفان وغيرها من الولايات.