طلاب الشهادة في الغربة.. اجتهادات فردية بالأمس أُعلنت نتائج امتحانات الشهادة السودانية.. فرحت للشافع اليافع أحمد منصور الذي جاء أولاً... وسعدت بموقف والدته التي ردت الفضل إلى جدته والدتها كونها موظفة وغير متفرغة للمنزل في زمن لم تعد فيه يد واحدة تكفي لسد الحاجات المنشطرة المتوالدة... وفرحت أكثر لابنة الثغر الباسم علا كمال...اليتيمة التي يفخر الآن والدها في رقدته الأبدية أنه قد زرع وأن الناس تؤم بيته لتهنئة ابنته فسلام عليه في الخالدين ودعواتي أن يغفر الله له وأن يسكنه فسيح جناته ويجزل له من موفور مغفرته. والأمر يقف إلى أبنائنا في المغتربات وقبل المضي قدماً أُحيي الطالبة لين التي نجحت بامتياز وكانت من ضمن الأوائل وهي من الجالسات للامتحان في مباني السفارة السودانية بالرياض فهنيئاً لوالديها بها، وهو اجتهاد محمود ويستحق التهنئة المضاعفة ذلك أن بيئة التحضير هنا فيها مغالبة كثيرة ومصاعب عدة... فالمدارس ليست رسمية ومعظمها إما اجتهادات فردية لبعض المعلمين.. أو مشروعات استثمارية سعودية سودانية مشتركة وغرض الربح ووضعه في المقام الأول لا يغيب في الحالتين.... وفي الغالب لا يوجد مدرسون مختصون في المواد وبعضهم يدلف الى مهنة التدريس لأنه لم يجد ما هو أفضل منها.. إضافة إلى غياب المتابعة الرسمية فلا وفود من التربية والتعليم.. وربما ذلك عائد لبروتوكولات الجامعة العربية والاتفاق على عدم السماح بمدارس عربية في الدول العربية التي يقيم فيها وافد عربي من بلد آخر.. غير أن هذا الأمر على إطلاقه فيه مسغبة ونقاط بحاجة الى التحليل والدرس الفاحص... فالطالب الذي يمتحن في المدارس الخليجية عرضة لاقتطاع درجات من معدله وبالتالي حتى لو أحرز «99%» فإنها غير كافية لدخول الكلية التي يرومها... وقد عانت أسر كثيرة من هذا التعسف ودلق فيه مداد كثير.... كما أن الجلوس للامتحانات في مباني السفارات نفسه محل نظر.. فبعض الطلاب يزحفون مع أسرهم من قرى مجاورة ومدن بعيدة من مقر السفارة في الرياض والقنصلية في جدة.. وبعضهم يضطر لترك ابنه أو بنته في شقة مستأجرة.. مع ما في ذلك من عنت.. وتشتيت للتركيز المطلوب.. كما أن قاعات الامتحانات في السفارات نفسها عبارة عن صالات ومكاتب لا يوجد فيها الإحساس بجو الامتحان... وبيئته المحفزة.. فهي تعد على عجل.... لذا نرجو من القائمين بأمر التعليم في السودان الالتفات إلى أبنائهم في الخارج.. وأما جامعة المغتربين.. والحلم الضائع.. وتحولها كرصيفاتها إلى وحش ينتظر تحويشة المغتربين التي أضاعوا السنين من أجلها استغلالاً لرغبتهم في رؤية مستقبل أفضل لأبنائهم فذلك مما كتبنا فيه سابقاً.. وسنعود له مستقبلاً.. إن مد الله في الأعمار... وفي الأحوال.