يبدأ يومهن منذ الصباح الباكر مع (أرحم الراحمين) ويكن من قبلها قمن (بتخمير) العجين ليلاً، إنهن بائعات الكسرة، بعضهن يستخدم موقد الغاز وبعضهن يستخدم الطريقة التقليدية في تصنيع الكسرة وهي (الكانون والفحم أو الحطب)، تتباين وتختلف طرق تحصلهن على المادة الخام وهي الدقيق بعضهن يشترين العيش الذرة ويقمن بطحنه في الطاحونة وبعضهن يفضل شراء الدقيق الجاهز المعبأ.. يبلغ متوسط دخلهن اليومي ما بين 50/ 65ج حسب مواقع وجودهن، وبعضهن يعمل ويوزع من داخل المنزل وبعضهن يجلسن في أماكن معيّنة كأماكن بيع الخضار وعلى الطرقات الرئيسة.. (الإنتباهة) قامت باستطلاع بعض منهن في هذه المساحة.. الحاجة (م) اشتهرت بعمل وبيع الكسرة حتى أنها في الحي الذي تسكن به لا تُعرف إلا باسم (ست الكسرة) وهي تباهي وتفتخر بذلك، جلسنا إليها لتحدثنا عن تلك المهنة حيث قالت: أعمل بهذه المهنة منذ قرابة العشرين عامًا وبحمد الله كل أولادي درسوا وتخرجوا في الجامعات بفضل تلك المهنة وعائدها، وقديمًا كانت مهمة صنع الكسرة مهمة شاقة حيث نقوم بشراء العيش الذرة ونظافته وغسله ونشره ليجف ثم الذهاب إلى الطاحونة لطحنه وحتى الوقود لم يكن متوفرًا فكنت أعاني من (عواسة) الحطب و(الدخاخين) ولكن الآن بفضل الله توفرت مواقد الغاز والدقيق المعبأ الجاهز للتصنيع، وبالرغم من إلحاح أبنائي عليّ بضرورة ترك تلك المهنة والخلود للراحة إلا أنها أصبحت جزءًا مني، ويبلغ متوسط دخلي اليومي ما بين 30/45ج ولدي زبائن دائمون ومعتمدون. الحاجة خديجة تجلس بالقرب من محل لبيع الخضروات بشارع الوادي التقيناها لتحدثنا قائلة: أعمل بهذه المهنة منذ خمس سنوات خلت والحمد لله تمكنت من خلالها إلحاق أبنائي وبناتي بالمدارس نسبة لوفاة والدهم وهم في سن مبكرة، وعيش الذرة يأتيني من أهلي بالولايات كمساهمة منهم في تربية أبنائي، وأتحمل أنا بقية النفقات في تجهيز الكسرة والحمد لله الدخل مجزٍ يصل أحيانًا إلى 60ج في اليوم لكن المهنة متعبة و(مقابلة النيران حارة)!.. تجاورها بذات المكان سيدة في منتصف الأربعينيات تعمل بذات المهنة وكان سؤالي لها مختلفًا عندما لاحظت وجود ثلاثة أطباق للكسرة ولكل زبون طلب محدّد، سألتها عن أوجه الاختلاف قالت (ص): الطبق الأول كسرة (خميرة) والثاني كسرة (فطيرة) والطبق الثالث كسرة (فيتريتة) وهي طلب خاص لبعض الزبائن. وعن تجاورهما في المحل أجابت: (كل زول بلقى رزقو) وكل واحدة منا لها زبائنها ولجارتي الفضل في إرشادي لممارسة تلك المهنة، فنحن جيران وهي تعلم ظروفي الخاصة وكثيرًا ما ساعدتني حتى اشتد عودي.. ويبلغ متوسط دخلي في اليوم ما بين 30/45ج بما فيها رأس المال.