يأتي الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة ومحاربة المخدرات هذا العام بولاية شمال كردفان والولايات الاخري لتحقيق أعلى مستوى للحد من ظاهرة التعاطي والاتجار بالمخدرات خاصة بعد ان ضبطت السلطات كميات كبيرة من الحشيش والبنقو تقدر بمليارات الجنيهات، وجاء الاحتفال وسط اهتمام عالٍ من الشرطة والجهات المختصة. وسبق أن أكد الرئيس عمر حسن أحمد البشير اهتمام الدولة بمكافحة المخدرات، وذلك بوضع إستراتيجية نشطة تعمل من أجل جعل السودان خالياًَ من المخدرات، معلناً عن قيام مجلس أعلى لمكافحة المخدرات برئاسة نائب الرئيس وعضوية كل الجهات ذات الصلة. ووجه البشيرخلال مخاطبته الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات بقاعة الصداقة تحت شعار «شباب بلا مخدرات يساوي وطناً شامخاً»، وجه بتوفير موقع لإقامة مركز لعلاج الإدمان، مؤكداً توفير الميزانية اللازمة لتلبية كل احتياجات المجلس حتى يؤدي دوره المرجو منه. واضاف أن المخدرات هلاك للشباب وإهدار للوقت وإضاعة للبنى التحتية، وقال: «إن العولمة أسهمت في نشر هذا الداء عالمياً، وأن السودان يتأثر بالمخدرات ولكننا أولينا هذا الجانب مساحة كبيرة من الاهتمام»، وأضاف أن الحروب أحد أسباب انتشار المخدرات، ودعا إلى تكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية، ودعا البشير أئمة المساجد والأسر للعب دور كبير للمحافظة والرقابة على سلوك الأبناء تجنباً للانحراف، وأكد ضرورة الشراكة بين شرائح المجتمع والدولة لمحاربة ومكافحة المخدرات. من جانبه اشار وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد الى أن مشكلة المخدرات عالمية، وأن السودان لن يصل مرحلة الخطر، وأنه بعيد من الأرقام العالمية، ودعا إلى ضرورة العمل المشترك والتنسيق بين كل مكونات الدولة الرسمية والشعبية وإنشاء خطط قومية وطنية لعلاج ومكافحة الإدمان. ومن مقر إدارة المكافحة اكد العميد/ عثمان آدم عثمان ل «الإنتباهة» أنهم وضعوا برنامجاً متكاملاً يمتد لاكثر من يوم تقدم من خلاله الندوات والمعارض بمشاركة واسعة من خبراء الصيدلة والسموم والمهتمين بعلاج الاعشاب وغيرها من الأنشطة الهادفه الى تبصر المواطن بأخطار المخدرات وتعاطيها، وأضاف أنهم أقاموا الكرنفالات الرياضية والشبابية لأنهم يستهدفون الشباب أكثر الشرائح تضرراً من هذا الداء الخطير على العقول. وأشار العميد عثمان الى أن عام 2013م منذ انطلاقته الى الآن يشهد ضبط كميات كبيرة من المخدرات تقدر بأكثر من «4» ملايين جنيه، ومن هذه الضبطيات عربة بها «23» جوالاً من الحشيش بسودرى بداخلها «31700» قندول، وتقدر قيمتها بحوالى «5.2» مليون جنيه، وضبط «2» موتر بأبو زبد يحملان «6» جوالات ما يعادل ثمانية آلاف قندول، وعربة كارو بغابة شيكان. وقال مدير مكافحة المخدرات بشمال كردفان أن جملة البلاغات التى تم فتحها 320 بلاغاً ضد «383» متهماً تم تقديمهم للمحاكمة جميعهم وتفاوتت احكامهم بين «10 20» سنة والسجن المؤبد، والأسلحة التى تم ضبطها هي: «4 كلاشنكوف، 2 مسدس وجهاز ثريا و2عربة و2 موتر» وقال العميد عثمان ان هنالك جهوداً مقدرة تقوم بها شرطة الولاية لتوفير المعينات لشرطة المكافحة التى تعمل ليل نهار من أجل حماية المواطن والمحافظة على صحته. واشاد اللواء شرطة كمال الدين موسى الزين مدير شرطة مكافحة المخدرات بالجهود المبذولة، وقال إن الشرطة بجميع اقسامها المختلفة تسهر لحماية حدود الولاية، خاصة ان شمال كردفان تعتبر معبراً لتجار المخدرات القادمين من دارفور وجنوب السودان للوصول للعاصمة الخرطوم، وذلك بتهريب المخدرات من الحشيش والبنقو عبر المناطق النائية من الولاية، ودعا اللواء كمال الدين كل منظمات المجتمع المدنى عبر الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة المخدرات إلى بذل مزيد من الجهد من اجل محاربة السموم المدمرة لعقول الشباب أمل المستقبل الذي يقود البلاد ويحقق التنمية لها. وقال إن قوات الشرطة من المكافحة والقوات المساندة تقوم بالمتابعة لمنع دخول أو مرور المخدرات بالولاية. ومن جانبها أكدت الدكتور سلمى الطاهر النور وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة العليا لمكافحة المخدرات، أنهم وضعوا برامج تستهدف كل أفراد المجتمع لمحاربة المخدرات التي تهدد الكيان والجسم البشري، خاصة الشباب العمود الفقري للأمة. ونادت دكتور سلمى بتضافر كل فعاليات المجتمع لمكافحة المخدرات، مضيفة أن الولاية تحتفل باليوم العالمي لأهميته فى محاربة ومنع المخدرات على مستوى العالم الذي أتفق على الأضرار التي تسببها للإنسان. واشارت وزير الشؤون الاجتماعية إلى ان الولاية أعلنت هذا العام عاماً للدعوة لمحاربة المخدرات، ومن ضمن برامجه تنفيذ عدد من الأنشطة الرامية لبث الوعي والإرشاد وسط الجماهير لتوضيح خطر المخدرات، للعمل على محاربتها وعدم تعاطيها تحقيقاً لسلامة وصحة المواطن.