قالوا عنهم إنهم حناكيش.. وحنكوشات قالوا عنهم إنهم شهادة عربية.. أخذوا يتندرون عليهم وتم تنميطهم في نكات المستظرفين ومدّعي الظرف وخفة الدم من الفرق الكوميدية بكل ما يضعهم في حالة شاذة من الانتماء الإجتماعي. هؤلاء هم بنات وأبناء المغتربين الذين جاءوا للإلتحاق بالجامعات السودانية لأن قوانين دول المهجر لا تسمح لهم بالالتحاق بالجامعات هناك. في مدرسة من مدارس الأساس سأل المدرس: - ما اسم أنثى الديك؟ تصدى للسؤال تلميذ من أبناء المغتربين قائلاً: - دجاجة. وانفقع التلاميذ بالضحك والقرقرة: - قال دجاجة... «سنة يا الدجاجة..»!! ابني مصطفى الذي درس سنوات من مرحلة الأساس بالمملكة العربية السعودية وجاء ليكمل الباقي هنا في السودان، لاحظت أنه يكتب كلمة «الذي» بالزاي «الزي».. ولاحظت أن المدرس لم يخطئه بل رصد له درجة عالية في التعبير. فقلت له: - ليه يا مصطفى بتكتب «الذي» بالزاي «الزي» فقال متسائلاً: - يعني إنت عايزني أكتبها زي بتاعة السعودية؟ - أجبت: أيوا فقال: - المدرس ما قاعد يطلع لسانو.. تصور.. هل يكون مخطئاً؟ أبناء المغتربين التحقوا بجامعة المغتربين منذ ثلاث سنوات. يعني الجامعة عمرها الآن ثلاث سنوات. ولكنهم تفوقوا على «16» جامعة ونالوا كأس الجامعات في منافسات كرة القدم.. هزموا جامعات عريقة ونالوا كأس زين المعد لهذه المنافسات وخرج فريقهم ولم ينهزم في أية مباراة «هؤلاء الحناكيش.. حملة الشهادة العربية». نحن السودانيين مشهورون بتنميط الأشياء. ففي اليوم الذي أطلق فيه تجار الكرين على عربية المازدا وهي تعد من أقوى العربات «المازدا الفاسدة» لم تعد لها قيمة وسط العربات. فلم يستوردها أحد أو يتاجر فيها أحد. ومشكلة أبناء المغتربين أنهم مضطهدون في دول الاغتراب ومضطهدون في وطنهم. تنقص درجاتهم بحيث لا ينافسون خريجي المدارس الثانوية السودانية. بالرغم من أن طلاب جامعة المغتربين تفوقوا في كل المنافسات التي شاركوا فيها في المجال الثقافي والإبداعي والشعري والكورالي.. ولهذا فصقرهم قرر أن يمد جناحيه وإنجازاته الباهرة ليس لها حدود... بينما هناك حدود لما يمكن أن تفعله الصقور الأخرى. كان من الممكن أن أكتب كثيراً ولكن خانني اللاب توب الذي وجدته مبرمجاً ليكتب «الذي» بالزاي مثل «الزي» و «تحزززير وقوف متكرر».