فرضخت واستسلمت لواقعي... بوجود زوجة أخرى وبنات، وبيت ثانٍ يتقاسمنه معي، فقد أصبح كل شيء في العلن الآن، لا يمكنني أن أتذمر، فالبنات في حاجته وعلي أن أرضى بيومين في الأسبوع.. وأصبت بالملل من الجلوس لوحدي، ومللت من كثرة ذهابي المستمر إلى بيت أهلي، وكثرت مشاغل زوجي فجأة!... بت لا أراه إلا مرة واحدة في الأسبوع! وبينما أنا على هذه الحال... ذات يوم رن جرس الهاتف مبددًا سكوت المكان، رفعت السماعة.. كانت المتحدثة فتاة، سألتني عن زوجي، فقلت لها إنه غير موجود، فسألتني عن رقم جواله... وأحسست أنها فتاة تريد المعاكسة فأقفلت (التلفون)، كررت الاتصال مرات ومرات فقمت بفصل سلك (التلفون)... ليدق جوالي.... وإذا بها هي... الصوت نفسه، فقلت والغيظ يكاد يقتلني من أنت وماذا تريدين؟ فقالت حابة أتعرف!.. فقلت يبدو أنك فارغة ولا هم لك سوى معاكسة الناس، فقالت: شوفوا مين اللي بتتحدث عن معاكسة الناس، سقى الله أيامك الخوالي، بدا لي الصوت مألوفًا فقلت صوتك ما غريب علي... فقالت ما علينا المهم وين زوجك ؟ قصدي زوجنا...!. خرمت كلمتها الأخيرة أذني، وكاد الجوال يسقط من يدي.. وأحسست بفمي يرتعش وأنا أصرخ فيها بتساؤل.... زوجنا؟!! ماذا تقصدين؟ فقالت: طبعًا ما ح تصدقي، لذلك إن أردتي معرفة الحقيقة، تعالي إلى هذا العنوان.. وضعت السماعة وأنا غير مصدقة، وجلست أفكر لساعات، فوجدت أن ذلك غير بعيد على زوجي، وقررت أن أصل إلى نهاية، خصوصًا أن زوجي متغيب علي منذ ثلاثة أيام...! تحمست واتصلت بأخي وأخبرته بما حدث، فقال لي: إن أردتي رأيي، فلا تذهبي، فمثل زوجك يستبعد عنه الزواج مرة ثالثة، ولكن إن كنت مصرة، فسأذهب معك... وذهبنا إلى العنوان قرعت الجرس وكل أوصالي ترتعد، لحظات وفتح الباب.. و.. لدهشتي... كانت صديقتي... إحدى رفيقات المغامرات الليلية.... مغامرات الهاتف... إنها ليلى.. نعم ليلى وبملابس النوم، تبدو كعروس في أبهى حلتها.. كنت أنظر إليها بذهول، فأخرجتني من ذهولي حينما قالت: أهلاً مدام زوجي الثانية.. وأردفت أنت الثانية وأنا الثالثة، ثم ضحكت قائلة: لا تستغربي.. فأنا صدمتي لم تكن أقل من صدمتك حينما عرفت الحقيقة، وقادتني عبر رواق.. كنت أجر أقدامي في تثاقل... تقدمتني وفتحت باب الغرفة، ولصدمتي كان زوجي مستلقيًا يتوسط سرير النوم، ينتظرها... اندهش عندما رآني وبهت ثم هب كالملسوع... قالت ليلى ضاحكة: أعرفك على زوجنا ...! ولم أسمع بقية ما قالت.. صحوت والكل متحلق حولي، أمي وأبي وإخواني... وزوجي... حاولت الكلام فأسكتتني أمي قائلة: بعدين.. فأنتِ محتاجة للراحة.. أنتِ حامل... الجنين في خطر.. سقوطك في بيت ض ... ولم تكمل، خوفًا من أن تزيد ألمي لو أكملت عبارتك (بيت ضرتك) ...! بعد سبعة أشهر ولدت ابني.. لم أستطِع مسامحة زوجي لخداعه لي، لم أحتمل خداعه مرتين، وهو الذي أكد لي أن زواجه من ابنة عمه كان غصبًا عنه وبحكم التقاليد، وأنه لم يعرف معها يومًا الحب الذي وجده معي، ولكن ما هو عذره ليتزوج للمرة الثالثة...! وهكذا حصلت على الطلاق.. علمت أنه قد طلق زوجته الجديدة، وربما يكون طلق أخريات تزوجهن بنفس الأسلوب.. قصدت أن أدون قصتي هذه لتكون عبرة للفتيات ولمن يتبعن صديقات السوء ويجرين وراء اللهو، ويسئن استعمال بعض الحرية التي يعطيها لهن الأهل... فشراك الذئاب أمثال زوجي منصوبة لأمثالهن، تجر الواحدة لنفسها مأساة وتلصق باسمها كلمة مطلقة، فأنا لم أبلغ العشرين، وبعضهم يطلق علي اسم أم عبد الرحمن المطلقة.