حاولت إفهام الزميل الفاتح محمد الأمين دور الاتحادات المهنية الذي تلعبه لترقية المهنة وتطوير العمل ورفع قدرات العاملين وفق تخصصاتهم المختلفة.. ولكنه كان يضع أفكاره لمقاله ورؤيته التي يريد أن يعبر عنها مسبقاً، بصورة تبطل أية محاولة شرح لأهداف الاتحادات المهنية وخلط بين النقابات والاتحادات، بدليل أنني ذكرت له أن هناك خمسة عشر اتحاداً مهنياً أنشئت بموجب قانون الاتحادات المهنية لسنة 2004، فكتب عنواناً يقول «تيتاوي يقرأ الفاتحة على روح اتحاد الصحفيين».. وسائر النقابات.. وتلك الصورة النمطية الذهنية التي تسيطر على عقلية العديد من الصحافيين لا تمكنهم من التفريق بين النقابات والاتحادات.. ولم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث والتدقيق لمعرفة الفرق بين المفهومين.. ولم يسعوا لاسترجاع ذاكراتهم للتغيير الذي حدث في تركيبة هذه المنظمات، فهناك نقابة المنشأة التي يلتف حولها جميع العاملين لتحقيق مكاسب معينة لا تكون معزولة عن الأجندة السياسية وهناك الاتحادات المهنية التي تعنى بالمهن والمهنيين والقضايا ذات الصلة مع عدم النأي بعيداً عن الخوض في السياسة.. وهكذا ابتدر الفاتح الأمين مقالته بعبارة «تيتاوي» الذي لقب علمي من حقه أن يرتبط باسمه عندما يراد الحديث عنه سلباً أو إيجاباً لأن هذا اللقب لم يكن منحة من أحد ولا تلقيته بأقدمية خدمتي النقابية وثناء عملي في صحيفة «الأيام» طيلة خمسة عشر عاماً، ولا نتاجاً لعملي الصحفي المضني لمدة ثلاثة وأربعين عاماً.. وإنما حصلت عليه نتيجة جهد إضافي مواز للعمل الصحفي، ولا أقبل أن يختزله أحد أو يتجاوزه أو يحاول إلغاءه.. والأمر المضحك أن تيتاوي لم يقرأ الفاتحة دليلاً على وفاة الاتحاد إن كان هؤلاء منصفين أو ينظرون للأمور بمناظير العدل وموازين القسط.. ففي عهد تيتاوي وزملائه في قيادة اتحاد الصحافيين صار للاتحاد.. مواقع أقليمية «قيادة اتحاد صحافيي شرق إفريقيا لثلاث دورات بالانتخابات ودون مجاملة أو محاباة «12 دولة» وفي ظل قيادة تيتاوي وزملائه للاتحاد صار للاتحاد دار فسيحة سنوضح للجمعية العمومية عدد المناسبات التي تمت للزملاء الصحافيين ومبالغ زهيدة تثير الدهشة.. وفي هذا العهد أصدر الاتحاد دفاعاً عن الحريات الصحفية فئات البيانات وقام بحلحلة العديد من المشكلات التي يتعرض لها الصحافيون يومياً.. وفي ظل هذا الاتحاد وجد السودان موقعه في الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب وبالانتخاب وسنذكر التفاصيل في الجمعية العمومية.. وفي ظل هذا الاتحاد انتخب السودان ضمن سبعة أشخاص في المكتب التنفيذي للفدرالية الإفريقية للصحافيين من جملة سبعة وثلاثين منظمة للصحافيين في إفريقيا. وفي ظل هذا الاتحاد دخل اسم اتحاد الصحافيين السودانيين ولأول مرة منذ تأسيسه عام 1946 أروقة ومستندات الاتحاد الدولي للصحافيين ونال مرشح السودان «242» صوتاً من جملة ثلاثمائة صوت، وهو اتحاد يمثل «134» دولة حول العالم ويضم أكثر من ستمائة ألف صحفي من جميع القارات. وبحديثي التلفوني مع الفاتح محمد الأمين، قرأت الفاتحة للاتحاد وليس عليه كما شُبه له.. فنحن نحترم عقول الناس كما يحترمنا الآخرون مكانتنا واتحادنا عالية محلياً.. إفريقياً.. عربياً.. ودولياً.. واعتقد أن هذا الإنجاز غير المسبوق الذي تحقق خلال هذه الدورة يستحق أن يُحترم، وأن يحاول الصحافيون تقييم معانيه ومضامينه وليس الصمت المطبق أو محاولة تشويهه، ولكن نحن أيضاً لدينا القلم وقادرون على الدفاع عن إنجازاتنا، بل قادرون على القتال لأجلها إذا دعا الحال.. والله من وراء القصد.