٭ هل قال الدكتور علي السيد المحامي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل «إذا حكمنا البلاد فسنستعيد حلايب سلماً أو حرباً»؟! وإنما كان قوله إنهم إذا حكموا سيستعيدونها سلماً أو يذهبوا إلى التحكيم الدولي. أي أنهم لن يفعلوا ما فعله حزب الأمة حينما كان حاكماً عام 1958م، وكان أمينه العام هو رئيس الوزراء عبد الله خليل. وفي ذلك الوقت كان عبد الناصر الرئيس المصري يرفض أن تتنزع حلايب بالقوة من السودان. ويقول لو أن الجيش السوداني أطلق النار على مصر فإن الأخيرة لن تفعل إطلاقاً لمكانة السودان عندها، وبهذا الأسلوب الدبلوماسي استطاع عبد الناصر أن يتجاوز من موقعه رئيساً لمصر تلك الأزمة التي كان من شأنها أن تؤثر في العلاقات بين البلدين في مرحلة حرجة كان يريد فيها عبد الناصر دعم القوميين العرب لكي يصلوا إلى السلطة في الخرطوم، ويكون السودان إلى جانب البعد التاريخي لمصر أقوى حليف لها. لكن حينما يتحدث علي السيد عن خيارين إما الاسترداد السلمي أو الذهاب إلى التحكيم الدولي فإنه لا استراد سلمي.. والآن المصريون في إعلامهم يخبرون عن درجات الحرارة في حلايب وشلاتين ضمن المدن المصرية الأخرى. ولا أدري إذا كان الإعلام السوداني في الأخبار الجوية يخبرنا عن درجات الحرارة هناك في حلايب أم أنه يكتفي بالخبر المصري.. المهم هو أن حلايب مع هذا التمسك المصري بها لن تعود إلى أرض الوطن بكل ما فيها من مجتمع سوداني وحضارة سودانية وملامح سودانية، لذاك أفضل التحكيم الدولي، ولا شيء بعد عزل مرسي المنتخب يجعل السودان يستحي. تجديد الاتهام لماذا؟ ببراءة سياسية لا تحسد عليها تتهم جهة معارضة المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي والمعارض فاروق أبو عيسى، بأنهما يجران تحالف المعارضة للعمل المسلح مع حركات التمرد في دارفور وقطاع الشمال. وهذه الجهة هي حزب البعث الهيئة العامة.. وكل أجنحة حزب البحث إذا عادت في حزب واحد لا يساوي شيئاً وليس له أثر في الشارع، دعك من أن يستحق أحد أجنحته الاهتمام بتصريحاته. والمؤتمر الشعبي يبقى هو الواجهة السياسية بصورة أو أخرى لحركة العدل والمساواة المتمردة بقيادة جبريل إبراهيم.. وكان الناس يرددون أن الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي هو حركة العدل والمساواة، أما فاروق أبو عيسى فهو عاشق العمل المسلح حينما كان في السلطة وزيراً في حكومة نميري، وكان يحرِّض على ضرب الأنصار في الجزيرة أبا وود نوباوي، أي أنه استكثر الحوار معهم وكأنهم لا يستحقون هذا الأسلوب الحضاري. وكان الافتراء الشيوعي يجعل أبو عيسى ينظر إلى أبناء السودان بدونية، ويظن أن الشيوعية التي تدور أوهامها في ذهنه هي التقدم والتحضر، وأن ما دونها هو الرجعية، لذلك كان يحرِّض على قتل الأنصار. لذلك يبقى الحديث عن أن المؤتمر الشعبي وأبو عيسى يجران التحالف المعارض إلى العمل المسلح ليس خبراً. وإنما الخبر هو أن يركبا الموجة مع الصادق المهدي ويقولا إن العمل المسلح لن يخدم قضية سياسية لمصلحة المواطن السوداني. لكن هل يستطيعان ترك الكيد للحكومة كما فعل الصادق المهدي؟! أم أن الأخير بسببه الواضح؟!