{ فوجئت بتقديمي للحديث في رفع مراسم عزاء عملاق الصحافة الرياضية عبد المجيد عبد الرازق يرحمه الله وذلك لأنني اعتذرت قبلاً وهذا ما فعلته بعد ثلاث جمل من الحديث وتنحَّيت جانبًا لغيري من المتحدثين لأنني لم اكن قادراً على الحديث عن رفيق الدرب.. وكما قدمني الأخ الأستاذ عبد المنعم شجرابي الذي كان الأقرب منا جميعًا للراحل وأسرته بأنني مع الراحل أمضينا أطول فترة عملية في الصحافة الرياضية امتدت لسنوات في الداخل والخارج.. ووجود في كل المنافسات العربية منذ العام 1988 حتى العام «2001م» وبعضوية ثابتة في اللجان المنظمة للبطولات العربية.. وتوقفت ثم واصل هو وقد نعيته لمعظم الزملاء في الإعلام العربي وعبروا عن تعازيهم ومنهم من أجهش بالبكاء. { يمكن أن أكتب عن عبد المجيد عشرات المقالات ولم أقدر على الحديث لدقيقة واحدة أمام ذلك الجمع الطيب من الأحباب وبين أولئك المتحدثين الذين أراحونا بكلماتهم ومنهم الأخ الأعز جمال الوالي الذي نقل لنا تعازي الرئيس الرياضي المحبوب البشير وقراره شراء منزل لأسرة الراحل في نفس المنطقة ومنهم ممثل قريته الذي ذكر ما لم نكن نعرفه عن دوره الإنساني في تشييد أحد أكبر عنابر مستشفى (أبوقوتة).. ودمعت أعيننا حين ذكر أن الفقيد بعد اكتماله سيُطلق عليه اسمه. { لنتوقف عند قراري رئيس الجمهورية وأهالي أبوقوتة بشراء المنزل وتكملة عنبر عبد المجيد عبد الرازق بمستشفى أبوقوتة.. وقررنا نحن مجموعة من الزملاء بقينا في العزاء لمنتصف الليل أن نعمل على تنفيذ هذين القرارين لعلمنا بأن العديد من القرارات المماثلة تقررت ولم تُنفَّذ ولكن ثقتنا كبيرة بشراء المنزل وتكملة العنبر لمعرفتنا بحرص الرئيس وصدق أهلنا في الريف، ولكن هذا العمل يحتاج منا جميعًا للمتابعة وما أسهل مثل هذا النوع من المتابعة لصدق وجدية من وعدوا بهما. نقطة.. نقطة؟! { رحل عبد المجيد عبد الرازق بعد أن صبر على الابتلاء لسنوات، ورحل بعد أن جعل علاقته صافية مع الجميع بمن فيهم من زارهم في مكاتبهم وبيوتهم قبل أيام قليلة ورحل في العشر الأواخر في أكرم الشهور ورحل في ليلة الجمعة الأخيرة من رمضان.. ورحل بعد أن استقبلته السماء بالغيث.. وسبحان الله ظلت الأمطار متواصلة بعد أن اغمض عينه قبيل مغرب الخميس وتوقفت حين نُقل الجثمان لداره واستمرت وتوقفت بعد أداء الصلاة وتكملة مواراة الجسد لتستأنف بعد ذلك.. نهاية نتمناها جميعًا. { إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، علم ينتفع به، وولد يدعو له.. وأحسب أن أخانا عبد المجيد وجد الثلاث فالصدقة الجارية في تكملة ما بدأه من عمل إنساني لقريته والعلم النافع هو سيرته الطيبة في الأداء الصحفي التي تستحق أن يعمل بها جيل اليوم، أما الولد فقد وهبه الله بأربعة من الأولاد الذكور، أحمد، الأمين، محمد وعثمان، وقد أحسن تربيتهم ووضعهم في أولى سلالم التعليم وتولى وسيتولى إخوة أعزاء تكملة المشوار.. وسيكثرون من الدعاء لوالدهم.. وهنيئاً لك بكل هذا العمل الذي لن ينقطع إن شاء الله.