السلام عليكم ورحمة الله... بثت الإذاعة السودانية بأم درمان في أحد برامجها مساء الإثنين الموافق 19/8/2013م حلقة إذاعية للباحث الدكتور محمد عبد الله الريح الخبير في مجال الحياة البرية والسياحية وكان حديثه عن السياحة ولا شك أنه حديث المتمكّن العارف والمهتم بالطبيعة والآثار. وما دعاني لكتابة هذا المقال أو التعقيب حديثه الذي أشار فيه إلى أن ناس (القويس) ويعني مدينة الدندر بولاية سنار في فترة سابقة قاموا بوضع السموم للحيوانات في الماء بهدف الصيد وهو سلوك في تقديري جائر ضد الحيوانات البرية مما تسبب في موت الكثير منها، ولكن للحقيقة والتاريخ فإن أهل منطقة الدندر أرفع وأكبر من ذلك فالدندر منطقة حضارية تفهم وتحافظ على الحظيرة والتي تحمل اسم الدندر رغم أنها اتحادية. والدليل على محافظتها للحظيرة انظروا إلى الجهة المقابلة لمنطقة الدندر بكل قراها فنجدها بغطائها النباتي والشجري والحيواني بعكس الجهات المقابلة لولاية القضارف (قرى غرب نهر الرهد) وهي قرى داخل حدود الحظيرة وأيضاً الجهة المقابلة لولاية النيل الأزرق بها انتهاك للغطاء النباتي والشجري والحيواني داخل حدود الحظيرة. وأعتقد أن هذه التهمة (المفتراة) جاءت للقويس (مدينة الدندر) لأن بها رئاسة حماية الحياة البرية، وأن أي متهم يتم القبض عليه داخل الحظيرة يحضر للقويس ليحاكم بها، لذلك تنسب كل التهم لأهل الدندر وهم بُراءَ منها ولا تشبههم أصلاً. وأحب أن أعطي مثالاً لمحافظة وحب أهل الدندر على الحظيرة عندما كان السيد عبد الرؤوف محمد عبد الرؤوف حاكماً للولاية الوسطى في حقبة التسعينيات، طلب منه بعض المزارعين فتح جزء من الحظيرة للزراعة في مساحة (12) ميلاً كانت قد أضيفت في عهد الناظر محمد المنصور العجب ناظر رفاعة الشرق (رحمه الله) للحظيرة ومثلت إضافة حقيقية زادت من الغطاء النباتي والشجري والحيواني للحظيرة وعملت توازنًا بيئيًا ليس للسودان فحسب، بل حتى على مستوى الإقليم كله وكان ذلك أثناء زيارة له لمدينة الدندر وكان وقتها شخصي الضعيف رئيس لجنة الزراعة بمحلية الدندر وكان المزارعون حينها يعولون على مناصرتي لهم بحكم موقعي بالمحلية ولكني قلت للسيد الحاكم لن يرحمك التأريخ إن نقصت شبراً واحداً من الحظيرة، فوقع حديثي في قلب الرجل الصالح المحب لوطنه فما كان منه إلا أن أقتع المزارعين بضرورة الحفاظ على الحظيرة كاملة التي استمرت عليه إلى الآن.. عليه يا سعادة العالم الجليل الدكتور محمد عبد الله الريح أرجو أن تنصفنا نحن أهل الدندر وهذا ليس تطاولاً عليك ونعرف أنك سيد العارفين في مجالات كثيرة بعلمك الغزير. هاشم العاقب محمد دفع الله الدندر قرية نور الجليل