يزخر السودان برموز من المجتمع في شتى المجالات استطاعت أن تسجل في دفاتر تاريخ أيامنا أرقامًا فارقة من خلال ما قدمت من عطاء ثر أضاف الكثير لأجيالنا.. وحينما يقابل الإبداع بالثناء وجزيل العطاء، تدب في أوصال المبدع روح معنوية بإمكانها أن تكون سببًا في زيادة رصيده الإبداعي، حيث يشعر بأن عطاءه لم يضع هباءً منثورًا. ففي رمضان الفائت وفي إطار برنامج (تواصل) في دورته الثالثة أقدمت أجهزة الدولة على زيارة وتكريم عدد مقدَّر من المبدعين، وهذه محمدة تحسب لها، لكن ثمة سؤال: ما هي الإستراتيجية التي تم وضعها لتنفيذ هذه الزيارات، وهل بالفعل سيتواصل البرنامج أم أنه انتهى بانقضاء الشهر الكريم، كما أن هنالك عددًا من المبدعين يعانون ظروفًا صحية ومادية قاهرة ولم تشملهم الزيارة، بل كانوا من المفترض أن تنطلق البداية منهم، وسؤال آخر: هل المبلغ المادي الذي تم تقديمه لكلٍ يكفي؟ ولماذا لم تشمل الزيارة مبدعين بالولايات؟؟ جملة هذه الأسئلة ناقشتها (نجوع): شارك السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن البشير والنائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه ونائب الرئيس الدكتور الحاج آدم ومساعدو رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع والسيد موسى محمد أحمد والسيد عبد الرحمن الصادق المهدي في إطار برنامج تواصل في رمضان الفائت بزيارات يومية واشتملت زيارات للمبدعين في مناطق الثورة المهندسين كرري والكلاكلة والسجانة والرياض وبري الخرطوم 3 بري المحس المنشية جاردن سيتي وبحري الشعبية وبحري الصافية وكافوري. ووعدت رئاسة الجمهورية بامتداد مثل هذه الزيارات حتى بعد شهر رمضان. لكن الواضح أن هذا النشاط توقف ولا جديد فيه. بجانب أن مجمل هذه الزيارات خصصت لمبدعي الخرطوم ولم تتم زيارة مبدعين من الأقاليم وهي الشريحة الأحق بالزيارة كونهم (مظلومين ومهمشين) بحسب أحد المهتمين في مثل هذه الجوانب. ونأمل: فقد الفنان النور الجيلاني القدرة على النطق في تطور صحي مفاجئ، بعد عدة رحلات علاجية للاستشفاء بالقاهرة من داء عضال أصاب حباله الصوتية. ويعاني الشاعر محجوب سراج من إهمال الحكومة والقطاع الثقافي له.. وقد كان في الأساس من سكان حي العرب قديمًا ولكن الظروف جعلت الشاعر يبيع بيت حي العرب ويرحل هو وزوجته. وفاء وعرفان.. وعلى سبيل المثال وليس الحصر لم يكرم في مجال التشكيل البروفيسور شبرين متعه الله بالصحة والعافية والراحل عثمان وقيع الله ولهما مجهودات وأعمال بارزة وكذا التشكيلي الراحل مجذوب رباح. بجانب مولانا دفع الله الحاج يوسف. نوايا.. هنالك من اعتبر أن المسألة هي نوع من الإرضاءات لفئات معينة وهنالك من ذهب إلى أن الزيارة هذه تشكل عاملاً نفسيًا يعمل على رفع الروح المعنوية للمبدع، لكن يبقى السؤال: هل الزيارة وحدها وتقديم حافز مادي محدد يكفي لتكريم المبدع سيما وأن هنالك من يكون مريضًا ومقعدًا يحتاج إلى دفع نفقة العلاج، وهنالك من يعيش في بيت إيجار وظروفه الاقتصادية صعبة. يقول أحد المتابعين إن ترتيب الزيارة لا يعني أن الذي تقدم هو الأفضل خاصة أن الساحة الإبداعية تكتظ بالمبدعين، هنالك لجنة تقوم بالإعداد للبرنامج وتعد لتكريم عشرين مبدعًا خلال شهر رمضان من شتى المجالات الإبداعية ومن ثم تتوالى الزيارات حتى يكتمل العدد المحدد. استحقاق.. محمد حسين الفكي أوضح أن شبرين يستحق الزيارة والتكريم، وعلي عبد الله العريفي، وسليمان عبد الله العريفي، عبد الباسط الخاتمي، مبارك بلال، كمالا إبراهيم إسحق، صالح الزاكي، وعبد الله جبارة، أبو الحسن مدني، ايون كديس، وأحمد عبد الرحمن بلال فهؤلاء عمالقة يستحقوا التكريم. ومثل هذه الزيارة ترفع الروح المعنوية للمبدعين إلا أنها تتلخص في مجرد منحة مالية ويجب أن تتطرق لمشكلات المبدع وحوائجه وأن تكون هنالك لجان متابعة وأن تكون هنالك أكثر من جهة يتم استشاراتها. الدكتور محمد المختار وزير شؤون مجلس الوزراء بالإنابة قال في أحد تصريحاته إن اللجنة العليا لشهر رمضان المعظم حرصت في برنامج (تواصل) الرمضاني على أن يكون التكريم، ابتداءً للشخصية التي لم يسبق تكريمها من قبل، وأن تمثل فئة معينة تمثيلاً صحيحاً، ليكون التكريم، بمثابة تكريم للشخصية المكرمة والفئة معاً. وأوضح أن اللجنة العليا لشهر رمضان المعظم وضعت معايير وأسسًا لاختيار الشخصيات المُراد تكريمها طوال شهر رمضان المبارك. كما حرصت على ألا يقتصر وفد التكريم من قبل اللجنة على كبار المسؤولين، بل يتم اختيار الوزير الأقرب للشخصية المُراد تكريمها، بالإضافة إلى وزراء أو وكلاء آخرين، إلى جانب بعض رؤساء الصحف ومسؤولي وسائل الإعلام الأخرى، وشخصيات لها علاقة بالشخصية المُكرمة، حتى يكون هذا التكريم فيه قدر من التواصل والحميمية. أما في ما يتعلق باستمرار برنامج (تواصل) في غير شهر رمضان المعظم، فقال محمد المختار إنهم رأوا ألا يقتصر هذا التواصل المتعلق بتكريم الدولة لمبدعيها على شهر رمضان المبارك، مع ذلك سيكون برنامج (تواصل) متواصلاً على الأقل مرة كل شهر، بحيث يتم اختيار المراد تكريمهم، وفقاً لذات الضوابط والمعايير، مع الإبقاء على برنامج (تواصل) طوال شهر رمضان المعظم سنوياً بإذن الله تعالى (محافظاً على الزخم المعنوي ومستصحباً صفاء رمضان وأجوائه الروحانية).