مرَّت يوم الثلاثاء 20/ أغسطس 2013م الذكرى الخامسة عشرة لتدمير مصنع الشفاء للأدوية. رحبت إسرائيل رسمياً بتدمير مصنع الشفاء، وبحرارة زائدة ، ووصفت الغارة الأمريكيّة بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح. وأسمت إسرائيل تدمير مصنع الشفاء الضربة الأمريكيّة لقواعد الإرهاب. كان ذلك هو الاسم الذي اتفقت عليه الصحافة الإسرائيلية الصادرة صباح الجمعة 21/ 8/ 1998م . حيث أعطت الصحافة العبريّة تغطية الحدث الأولوية في العناوين (المانشيت) والتقارير الرئيسيّة. وكان رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) أول المرحّبين بالغارة الأمريكيّة على مصنع الشفاء. وكان نائب رئيس الأمريكي (آل غور) من منتجعه في (هاواي) قد أخطر (نتنياهو )مسبَّقاً بالهجمة الأمريكيّة قبل يومين من وقوعها، أي يوم الثلاثاء 8 أغسطس 1998م. وأعلن (نتنياهو) في بيانه الرسمي أنه لم يُفاجأ بالغارة الأمريكية على الخرطوم. وقد صدق. وأصدر ديوان رئيس الوزارء الإسرائيلي بياناً رسميًا مساء الخميس 20/8/1998م، (نفس مساء الغارة الأمريكية على مصنع الشفاء) يعرب عن تأييده وتأييد إسرائيل الكامل للنضال الأمريكي ضدّ الإرهاب ،لا سيّما ضرب بنيته التحتيّة. وأثنى وزير الدفاع الإسرائيلي (إسحاق موردخاي) على الولاياتالمتحدةالأمريكية لتوجيهها ضربات عسكرية للسّودان، مهنئاً الرئيس كلينتون ووزير الدفاع وليم كوهين ب (قرارهما وعمليتهما الشجاعة). وصرح (إيهود باراك) زعيم المعارضة العماليّة الإسرائيلية (حزب العمال الأسرائيلي) أنه (يشدّ على أيدي الولاياتالمتحدة الأمريكيّة في نضالها ضدّ الإرهاب أينما كان). وأعلن (يوس سريد) زعيم حزب (ميرتس) اليساريّ أنّ الردّ الأمريكي صحيح وفي وقته. وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي الكنيست (عوزي لانداو) من حزب( الليكود): يجب توجيه تحية تقدير وإجلال للولايات المتحدةالأمريكية على عملياتها ضدّ الإرهاب في السودان. وكتبت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في عنوان بالبنط العريض احتلّ كامل عرض صفحتها الأولى (ضربة أمريكية لقواعد الإرهاب الإسلامي). وكتبت صحيفة (هآرتس) في عنوانها الرئيسي: (أجهزة تجسُّس واستخبارات أجنبية شاركت في تخطيط الهجوم الأمريكيّ). وكتبت صحيفة (معاريف): «كلينتون يقطع إجازته، والولاياتالمتحدةالأمريكية تهاجم مصنعاً لإنتاج الأسلحة الكيمائية في الخرطوم عاصمة السّودان». وصرح السياسي السوداني السيد/ الصادق المهدي لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 25/8/1998م، أن هذه الضربة الغارة الأمريكيّة على مصنع الشفاء لا يمكن تفسيرها أو أخذها بمعزل عن سياسة الحكومة السودانية باستغلال مؤسسات مدنيّة لأغراض عسكريّة. مؤكداً أن الدلائل والشبهات تؤكد ذلك. وحمّل السيد/ الصادق المهدي حكومة السودان مسؤولية الضربة الأمريكيّة ودعا إلى مؤتمر دولي يعالج الإرهاب!. وكتبت صحيفة (الأوبزيرڤر) البريطانية أن (اثنين من المختصين البريطانيين الذين عملوا في المصنع أكدوا عدم وجود صفة عسكرية للمؤسسة). وصرح القيادي الشيوعي التجاني الطيب في مقابلة صحيفة بثتها وكالة الأنباء الفرنسية ونقلتها صحيفة القدس العربي 25/8/1998م، (إن مصنع الشفاء ينتج الأسلحة الكيميائية، مع غيره من المصانع. إن اسم مصنع الشفاء ورد في الحديث عن التصنيع الحربيّ، طبقاً للمعلومات التي وصلت إلينا من الداخل. لقد كشفنا هذا كله للعالم). ولكن القيادي الشيوعي التجاني الطيب لم يجب حتى رحيله على سؤال مَن هو هذا العالم الذي يعنيه، وقام بكشف كل المعلومات له، أو مَن هذا الذي من الداخل أرسل إليه تلك المعلومات عن مصنع الشفاء. هل هو على سبيل المثال القيادي الشيوعي السيد/ محمد إبراهيم نقد؟. وأشار السيد/ الصادق المهدي إلى (وجود العديد من المواقع الأخرى غير مصنع الشفاء تثير القلق والشكوك في مناطق مختلفة من السّودان). هذا وإلى اليوم لا أحد يدري، لماذا مزجت الغارة الأمريكية على مصنع الشفاء سعادة الحزب الشيوعي السوداني والقيادي الشيوعي التجاني الطيب بأفراح إسحاق موردخاي.... أو لماذا أحدثت الغارة الأمريكية توأمة سيامية نادرة، بين طاقية (ناتنياهو) الصغيرة والعمامة السودانية الكبيرة... هذا الذي جعل الأفهامَ حائرةً وصَيَّرَ العالِمَ النِحرِيرَ زنديقا! وقد ادّعت إدارة الرئيس كلينتون أنّ تدميَر سفارتيهَا في نيروبي ودار السلام، كان من أسباب الغارة على الخرطوم. ولكن ماذا قالت الصحافة البريطانيّة عن سفارات أمريكا في شرق أفريقيا؟.