بقلم: عبد المحمود نورالدائم الكرنكي تمر هذه الأيام الذكري الرابعة عشر لتدمير مصنع الشفاء للأدوية وسط صمت مطبق لوزارة الخارجية السودانية ربما الوزارة الموقرة منهمكة ولا تزال في تناول كعك عيد الفطر المبارك!. عندما تقف علي أطلال مصنع الشفاء لا تري حطاماً وركاماً من لحجارة والألواح المعدنية وبقايا صواريخ (توماهوك) وماكينات محترقة فحسب بل تري بحراً من الحقائق، فقد كان المصنع استثماراً للقطاع الخاص السوداني لم تشارك فيه الدولة علي الإطلاق إنشاء المصنع رجل الأعمال المهندس بشير حسن بشير (60%) بشراكة مع توكيلات (باعبود) للملاحة والتجارة 40(%) . افتتح المصنع في مارس 1997م بحضور السيد/ رئيس الجمهورية وعدد من السفراء والدبلوماسيين وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعتمدين. اكتمل بيع مصنع الشفاء في مارس1998م الي رجل الأعمال صلاح إدريس(شركة غناوة)، تلك هي الحقيقة نقيض للبيان الذي أصدره حزب الأمة برئاسة السيد/ الصادق المهدي بتاريخ 12/8/1998م الذي ذكر أن مصنع الشفاء مشبوه وان هناك مواقع مشبوهة أخري وان أسامة بن لادن كان من المشجعين لإنشاء عدد من المنشات التي تدور حولها الشبهات في السودان نشرت ذلك صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة بتاريخ السبت 22/8/1998م. كان مصنع الشفاء اكبر واحدث مصنع للأدوية في السودان واحدث مصنع للأدوية علي المستوي الأفريقي وكان يعزز قدرة البلاد علي الاكتفاء الذاتي في عدد من الأدوية. ونظراً لان مصنع الشفاء منشاة تمثل رمزاً لتطور الصناعة الدوائية في البلاد فقد زاره عدد من ضيوف السودان منهم رئيس جمهورية النيجر ووزير الصحة، ووزير الصحة النيجيري، مدير هيئة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط د. حسن الجزائري ، مدير بنك التجارة التفضيلية بنيروبي – كينيا، سفير جمهورية ألمانيا، السفير البريطاني والذي زار المصنع مرتين علي الأقل، مدير هيئة الإمدادات الطبية التشادي، أعضاء من اتحاد الأطباء العرب شاركوا بحضور العديد من مؤتمرات تخصصية عقدت بالخرطوم، أعضاءوالبياطرة العرب الذي انعقد بالخرطوم. وتلك الحقيقة، حقيقة مصنع الشفاء ،نقيض للتصريحات والأخبار التي تعزز مزاعم صهاينة إدارة الرئيس كلينتون،بأن المصنع يقع تحت حراسة مشددة ويحاط بسياج من الكتمان. وتلك الحقيقة،حقيقة المصنع، نقيض لإفادات قيادات( التجمع المعارض). حيث قال السيد/محمد معتصم حاكم الناطق باسم السيد /محمد عثمان الميرغني، بشأن تدمير مصنع الشفاء(إن ما حدث بالخرطوم مساء الخميس 20/8/1998م،يؤكد ما ذهبت إليه المعارضة.إننا نبهنا كثيراً، وكشفنا كل ما يحيط بهذا المصنع، وعددنا مخاطره منذ سنوات).نشرت ذلك صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة بتاريخ السبت 22/8/1998م. وذكرت صحيفة القدس العربي اللندنية بتاريخ الاثنين 24/8/1998م من مصادرها في العاصمة البحرينية أن الناطق باسم (التجمع المعارض) السيد فاروق أبو عيسي كان وراء الاتهامات بوجود مصنع لإنتاج الأسلحة الكيميائية داخل مصنع الشفاء. حقيقة القائمة الطويلة لضيوف البلاد الذين زاروا مصنع الشفاء، تأتي نقيضاً لما جاء به( التجمع المعارض). حيث صرح الفريق مهندس عبد الرحمن سعيد بعد تدمير المصنع (إن ما حدث أمر طبيعي. إن المعارضة لديها كل المعلومات والوثائق التي تؤكد أن المصنع هو مصنع للأسلحة الكيميائية). وقال الفريق مهندس عبد الرحمن سعيد رئيس القيادة الشرعية ونائب رئيس القيادة العسكرية المشتركة للمعارضة ( إننا نتحدث كثيراً حول الموضوع ونشرنا في الصحف كل التفاصيل عنه منذ أكثر من ثلاث سنوات). وقال الفريق عبد الرحمن سعيد عن مصنع الشفاء وتدميره (إن المواطن السوداني ليست له مصلحة في إقامة مثل هذه المنشأة المشبوهة والتي لا تخدم مصالحة. ماذا نتوقع بعد ذلك غير ضرب مثل هذه المنشآت. إن السودانيين يعلمون انه مكان مشبوه. أين يذهب إنتاج هذا المصنع إذا كان مصنعاً للدواء.)انتهي تصريح الفريق مهندس عبد الرحمن سعيد. يذكر أن مصنع الشفاء كان قد وقع عقداً مع الأممالمتحدة لتصدير الدواء. حقيقة القائمة الطويلة لضيوف البلاد الذين زاروا مصنع الشفاء وحقيقة تمويل إنشاء المصنع من بنك التجارة التفضيلية بكينيا، وحقيقة توقيع مصنع الشفاء عقداً مع الأممالمتحدة لتصدير الدواء، تلك الحقائق تأتي نقيضاً لما جاءت به قيادات (التجمع المعارض). حيث نقلت صحيفة القدس اللندنية يوم الثلاثاء 25/8/98 نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية تصريح الشيوعي التجاني الطيب (79 عاماً) أن مصنع الشفاء منشاة عسكرية. وكما تأتي الحقائق نقيضاً لما جاء به السيد الصادق المهدي الي حمل حكومة السودان مسئولية تدمير مصنع الشفاء، وأشار إلي (وجود العديد من المواقع الأخرى- غير مصنع الشفاء – تثير القلق والشكوك – علي حد مزاعمه – في مناطق مختلفة من السودان). صحيفة القدس العربي 25/8/1998م نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية. لم يكن أولئك (التجمعين) يعلمون من أين استوردت ماكينات مصنع الشفاء، أو من أشرف علي التصميم والتركيب، أو إن كل مصنع الشفاء يخدم حاجة المواطن السوداني. ذلك بينما كان كل العالم قد اتضحت لديه حقيقة المصنع كاملة، قبل وبعد تدميره. وقد نقلت صحيفة صنداي تاميز البريطانية، الصادرة بتاريخ 23/أغسطس 1998م، تصريح المستر (نيل باتريك)، رئيس برنامج الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة (royal united) (services institute rusi) حيث قال السيد / باتريك أن (هنالك شك ضخم، حول الدعاوي الأمريكية بشأن مصنع الشفاء). ونشرت صحيفة (الغارديان) بتاريخ 27/8/1998م أن السفراء الأوربيين في الخرطوم، مثلهم مثل حكومة السودان، يتساءلون لماذا تدمير المصنع، وأكثر من ذلك لم كان اختياره كهدف عسكري. وكتبت الفايننشيال تايمز بتاريخ 29/8/1998م إن الدبلوماسيين الأجانب لا يصدقون المزاعم الأمريكية. وفي تركيا، كتبت صحيفة (حريات) واسعة الانتشار إن الرئيس كلينتون قصف السودان بصواريخ (مونيكا). وربطت صحيفة (راديكال) بين قصف مصنع الشفاء وبين ما كان علي فستان (مونيكا) الأزرق، وبين المصنع وربطة العنق التي أهدتها (مونيكا) إلي الرئيس كلينتون، موشاة بعبارة (قلبي يخفق من أجلك). ونقلت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت 22/8/1998م غضب المسلمين الأمريكيين من الغارة على السودان. وابتلع مسئول التصدير في مصنع الشفاء، وهو يقف بجانب حطام المصنع، كبسولات من انتاج المصنع، أمام الصحافة الأجنبية، وهو يتساءل أين غاز الأعصاب؟. سجل ذلك الصحفي (رونو فرانشيسكي). بثت ذلك الخبر قناة CNN الأخبارية. ولكن في وادي (التجمع المعارض)، كان الأمر مختلف جداً. فقد كان العالم بأسره في جانب، والتجمع المعارض (يعرض) خارج الحلبة في جانب آخر. ونشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ السبت 22/ أغسطس 1998م تقريراً عن ردود فعل التجمع المعارض على الغارة العسكرية الأمريكية وتدمير مصنع الشفاء. حيث قال الفريق مهندس عبد الرحمن سعيد (رئيس القيادة الشرعية) و (نائب رئيس القيادة العسكرية المشتركة للمعارضة)، حيث كانت رئاستها للتمرد لجون قرنق، قال الفريق مهندس عبد الرحمن سعيد وهو يتحدث عن تدمير مصنع الشفاء (المواطن السوداني ليست له مصلحة في إقامة مثل هذه المنشأة المشبوهة والتي لا تخدم مصالحه). وقال الفريق مهندس عبد الرحمن سعيد (ماذا نتوقع بعد ذلك غير ضرب مثل هذه المنشآت، عن السودانيين يعلمون تماماً إنه مكان مشبوه، اين يذهب إنتاج هذا المصنع إذا كان مصنعاً للدواء؟). إنتهي كلام الفريق عبد الرحمن سعيد. عضو آخر في هيئة قيادة التجمع قال (إن الضربة التي وجهتها أمريكيا شيء طبيعي). ذلك ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 22/8/1998م. وحرض (التجمع المعارض) الرئيس كلينتون بعد تدمير مصنع الشفاء على (تكملة جميله) وتدمير مدينة جياد الصناعية، وربما منشآت صناعة البترول، حيث كان السودان على بعد عام واحد فقط، من أن يصبح في 30/8/1999م دولة مصدرة للنفط. وعندما لم تتصل الغارات الأمريكية، لتدمير مدينة (جياد) الصناعية والمنشآت النفطية، قام التجمع المعارضة لاحقاً بأربع محاولات، لتفجير الأنبوب الناقل للنفط. قالت صحيفة (الأوبزيرفر) اللندنية في 30/8/1998م، في أعقاب تدمير مصنع الشفاء، إن مصداقية أمريكا تتهاوي من تناقض إلي تناقض. أما التجمع المعارض فقد كان يتهاوي، من انعدام وزن إلى انعدام وزن، مشنوقاً بحبل الكذب القصير. لماذا لا نقف غداً على أطلال مصداقية التجمع المعارض؟. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 29/8/2012م