ارتبطت مصلحة البريد والبرق ومصلحة السلكية واللاسلكية بالعديد من الرموز ذات الرصيد الضخم من العمل الإبداعي.. فكان السابقون إلى العمل بهاتين المصلحتين الرعيل الأول من حملة مشاعل الوعي الوطني والإبداعي، فكان منهم في العشرينيات الوفيان خليل أفندي فرح المغني الوطني المعروف وشاعر الوطن صالح عبد القادر. وفي خمسينيات القرن الماضي حتى التسعينات ظلت هاتان المصلحتان ترفدان السودان برموز غاية الانتاج الأدبي، ومن هؤلاء بالطبع الشعراء محمد يوسف موسى وعبد الله النجيب. وانضم الاثنان لركب العمل الوظيفي والمهني بالبريد، فكانت فترة نهاية الخمسينيات هي الفترة التي بدأ فيها الاثنان نثر أشعارهما الغنائية على عدد من الفنانين فالتقيا بعدد منهم. ويعتبر الفنانان «الصلاحان» صلاح مصطفى وصلاح ابن البادية هما أكثر الفنانين الذين قطفوا أزهاراً غنائية رائعة المحتوى من حديقة أشعار الشاعرين النجيب ومحمد يوسف موسى. وإن كان هناك فضل يعود لظهور الفنان صلاح مصطفى فإنه يعود للشاعر عبد الله النجيب الذي التقاه في عام 5591م، فكانت أغنيات شكلت فيما بعد لونية خاصة بالفنان صلاح مصطفى. فظهرت أغنيات لن تنسى، وستظل على مر التاريخ واحدة من أزهار الغناء المحترم «حبيبة غريبة» «صدقت العيون» وغيرهما. أما الشاعر محمد يوسف موسى فقد كتب للفنان صلاح ابن البادية عدداً من الأغنيات فكانت ثلاث عشرة أغنية منها «فات الأوان»، «كلمة»، «عايز أكون»، «حنان»، «حسنك أمر»، هذا غير الأناشيد الوطنية «ملحمتان» «الاستقلال والسلام» و «القدس». والإثنان كتبا لعدد من الفنانين أيضاً فكان أن كتب الشاعر عبد الله النجيب لعبيد الطيب أغنية «سلام وكلام»، بينما كتب الشاعر محمد يوسف موسى عدداً من الأغنيات لعدد من الفنانين أشهرها «أزمة ثقة» وهي آخر أغنية تغنى بها الفنان عثمان حسين في تاريخه الغنائي، زائداً الدرب الأخضر لعثمان حسين أيضاً وعدد من الفنانين.