السؤال أولاً من هم الأنصار الذين أعنيهم؟ أرد قائلاً هم أبناء وأحفاد أولئك الأولى الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء الوطن. وسالت دماؤهم انهاراً في سبيل حماية هذا التراب المقدس والذود عن شعبه العظيم ومساندته ومؤازرته في «الحارة والباردة» وكل هذه هي تعاليم جدهم المجاهد العظيم ومحي ومجدد الدين في النفوس الإمام محمد أحمد المهدي عليه السلام والتف الناس حوله وانتصر بهم وبعون الله حتى قضوا على جيش الاستعمار في حصار الأبيض إلى أن جاءوا يقودهم رئيسهم «الدفتردار محمد سعيد جراب الغول»، وركعوا أمام المهدي يستجدونه الطعام والآن بعد مرور قرن من الزمان يستجدي أحفاده الطعام من المستعمرين سبحان الله هذا لن يحدث «وتأبى الحرة حتى ترضع من ثديها».. لن نعلن السودان دولة كوارث يا أيها «الحبيب». والسودانيون تحسبهم أغنياء من التعفف. «هكس باشا» ثم تحرك الإمام المهدي وأحبابه الكرام وبعون الله صرع الطاغية هكس باشا وجيشه في (وادي أبو شيكان) وفي ظرف ست ساعات قضى عليهم جميعاً وغنم أسلحتهم وزحف بها نحو الخرطوم وفي يوم «26 يناير 1885م» دخلوا الخرطوم عنوة بعون الله وقضوا على «غردون» رمز الاستعمار ودانت لهم البلاد وترك لنا جدنا الإمام البلاد طاهرة نقية من دنس الاستعمار وأوصونا جدودنا على التراب الغالي الماليه تمن «ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة» ورحل الإمام إلى جوار ربه بنفس راضية مرضياً عليه أسكنه الله فسيح الجنات مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. «الابتلاءات والمقادير» والآن لما هطلت الأمطار بكثافة وتضرر بعض الناس البسطاء أصبح لزاماً علينا جميعاً أن يشيل القوي الضعيف وأن يشيل الأعمى الكسيح وهذا هو التكافل الحق و كنت أتمنى أن أرى أهلي الأنصار حملة الأمانة (الوصية) أن يؤدوا الرسالة على الوجه الأكمل وأن أرى الطواقي (قرن الغزال) واقفة (زمبرليلي) يعني «واقفة عديل ألف أحمر»، والعزبات طايرة فوق متتابعة (شرل) يعني متلاحقة في صفوف وواقفة ضنب عبور والعبور هي العاقرة من الضأن مكتنزة من الشحم وضنبها سمين ظاهر بارز والمياه واصلة الصدر وإلى الخناق. «والخناق بداية الرقبة من الصدر وأعلى» والمثل يقول (حكم للساق ولا مال للخناق) وبتطور الزمن جمع الحسنيين حكم ومال. وكنت أتمنى أن أرى على كتف كل أنصاري امرأة ضعيفة وعلى كتف الآخر شيخ عجوز مسن وعلى كتف الآخر أطفال قصَّر لا يقدرون على شيء وعلى كتف الآخر إنسان معاق وعلى كتف الآخر أثاثات عابر بها نحو اليابسة. يتقدمهم شيخ الهيئة يخوض الوحل مثل تور الجاموس في مشيه يطقلع طقلع والأنصاريات من خلفهم بالزغاريت والتكبير والتهليل ومادحتهم الجميلة ذات الصوت الطروب التي تهز المشاعر. والله الوقت داك كان الواحد قالوا ليه أدخل النار يدخلها دون تردد خلي الموية والطين والحبيب في المقدمة على صهوة الجواد العاتي يقود الناس إلى بر السلامة في الربى والعوالي. ولكن واحسرتاه!! ولكن بكل أسف وخيبة أمل ورجاء أن سمعت صوتاً منبعثاً من جهتهم يدعون الحكومة لتعلن «أن السودان دولة كوارث» يستجدي الناس في ذلة وانكسار أعطوه أو منعوه فقط ليضحكوا على الحكومة في شماتة حقاً إنه تفكير فج وضحل إنه تفكير أطفال لا غير. «الواقع المعاش» وقد خيّب الواقع أمانيهم بأن تدفقت المعونات والمساعدات والخيرات من كل فج عميق من أهل الفضل والخير ومن أهل المروءة والندى وبارك الله فيهم وفي أموالهم وأنه تقدير عظيم لأهل السودان حكومة وشعباً نشكرهم عليه أجزل الشكر. والناس جميعاً يعلمون أنه ليس في مقدور أي حكومة أن تمنع المطر وليس في مقدورها أن تحول كل المساكن إلى مباني ثابتة بالحجر أو الخرصانة المسلحة وكما قال المثل (الدم قدر الجته) وشوية شوية الناس يبذلون الجهد لإصلاح الممكن «والعافية درجات والأمر بيد الله والميل يبدأ بخطوة ومن سار على الدرب وصل بإذن الله» والنية زاملة سيدها. رئيس هيئة شؤون الأنصار هو الشيخ الجليل عبد المحمود أبو رجل حافظ ومجوِّد للقرآن الكريم ومتبحِّر في الشؤون الدينية وهو موسوعة في الفقه وعلوم الشريعة وأشكره على هديته القيمة وهي كتاب من تأليفه وبحق هذا الكتاب إضافة ثرة للمكتبة السودانية وفقك الله أخي عبد المحمود في تقديري أن هيئة شؤون الأنصار هي هيئة عقدية دينية تعمل في الجوانب الإنسانية على هدى من تعاليم القرآن الكريم والسنة المطهرة وكل الأديان والعقائد السمحة تدعوا لخير الناس ليسعدوا في الدنيا والآخرة والكثير مبني على التكافل والتراحم بين الناس الأمر الذي يختلف عن السياسة بكذبها وخداعها ونفاقها وأنتم براء من ذلك وأفضل أن يكون تفاعلكم مع المجتمع العريض في كل الملمات واتركوا السياسيين يتخانقوا براهم يختلفوا أو يأتلفوا على كيفهم. وبصفتي أحد أبناء الأنصار بالميلاد وإنقاذي بالتجنس أرجو من الحبيب الإمام أن يبطل (الحركات دي) مثل أن يُدخل أبناءه النظام وفي نفس الوقت يدعو لإسقاط النظام وينطبق عليه قول الشاعر: أشكو وأشكر فعله فاعجب لشاك منه شاكر والمثل الشعبي من الأمثال الشعبية التي يحبها ينطبق عليه (يأكل الراس ويخاف من العيون والأفضل أن يركب عديل ويخلوا البلد تتقدم بدل المكاجر القاسية والله الهادي إلى الصراط المستقيم والسلام على من اتبع الهدى.