٭ في الثامن عشر من رجب 1415ه الموافق 19 ديسمبر 1994م ودَّعت البلاد شيخ شعرائها الذي قرأ السُّودان من الداخل العلامة العارف والشاعر الضخم والمحقِّق الباحث والحصيف عبد الله الشيخ البشير. ترجمان مؤسسة المسيد الأميز بين شعراء السُّودان الكبار وأدبائه العظام. - ولد الأستاذ عبد الله الشيخ البشير بجزيرة أم درق ريفي مروي بالولاية الشمالية درس أولاً وهو طفل صغير بمسيد السيد محمد علي العجيمي ببلدة البرصة بالشمالية وانتقل مع والده إلى الخرطوم في مرحلة مستهل الثلاثينيات حيث التحق بخلوة الفكي إبراهيم ود محمود بالديوم القديمة إلى أن التحق بالخلوة المعروفة وشيخها العالم الفكي محمد أحمد محمد علي مؤسس خلوة ديم الزبيرية بديوم الخرطوم القديمة حيث أكمل بها حفظ القرآن الكريم وكان محفل تخريجه يتقدمه ذلك المصحف الذي خطَّه وكان بمثابة بحث التخرج في تلك الأيام، وقد صوَّرته بتلك الزفَّة جريدة حضارة السُّودان وكانت أول بادرة من نوعها بالبلاد ابتكرها الشيخ محمد أحمد محمد علي العزمي ناشر الطريقة العزمية بالسودان وشيخها المعروف وهو والد الشيخ الجليل سيف الدين أبو العزائم شيخ العزمية والتحق الشيخ عبد الله الشيخ البشير بالمعهد العلمي بجامع الخرطوم الكبير في «1940م» ونال الشهادة الأهلية من المعهد العلمي بأم درمان ومن كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف نال الشهادة العُليا في اللغة العربية وآدابها عمل معلماً بالأحفاد الثانوية لعشرة أعوام وعمل معلماً بالمدارس الثانوية بالتربية والتعليم. كان رئيساً لجماعة الأدب السُّوداني التي نهضت بمهرجان التجاني يوسف بشير، هذا إلى جانب تقديمه للعديد من المحاضرات في كثير من مهرجانات الشعر بالعالم العربي فضلاً عن إثرائه لساحات الأدب بالسُّودان. من أبرز أعماله الإبداعية ملحمة المسيد وهي مدوَّنة لأدوار هذه المؤسسة الاجتماعية الرائدة دينيًا ودنيويًا. إلى جانب ملحمته الخالدة أبطال بلا زاد» أعظم سيناريو لوقائع الجهاد المهدوي، فضلاً عن بحوث أدبية على رأسها تحقيقه البديع لديوان شاعر القوم ود نفيسة شاعر الشيخ الكباشي، وهذا السفر خروج على المألوف غير مسبوق.. وكان الأستاذ عبد الله الشيخ البشير رئيساً لنقابة معلمي اللغة العربية بالسُّودان وكان رئيساً لاتحاد الأدباء السودانيين في دورته الأولى 1977م. هذا وقد تميَّز وعُرف بانتمائه العميق لمدرسة الأصالة في أرقى معانيها وأسمى مبانيها شاعراً وباحثاً ومعلمًا يرحمه الله.