المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    بيان هام من السفارة السودانية في تركيا للسودانيين    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    فيكم من يحفظ (السر)؟    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخرطوم وجوبا تتفقان على فتح الحدود واستمرار تدفق النفط
نشر في الانتباهة يوم 04 - 09 - 2013

البشير: العلاقة مع الجنوب على أعتاب مرحلة جديدة..سلفاكير: نرغب في إغلاق الصفحة القديمة..البشير وسلفا كير ... أبديا المرونة حول أبيي والحدود بحالة من الحذر
الخرطوم: هيثم عثمان
أنهى رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت زيارة للخرطوم استمرت «7» ساعات، عقد من خلالها سلسلة لقاءات مع زعماء المعارضة السُّودانية، وأثناء تفقده لقرقول الشرف بمطار الخرطوم وقف وانحنى إجلالاً للعلم السوداني. وخاطب سلفا جلسة المباحثات المشتركة بين السُّودان ودولة الجنوب، والتي تطرقت لضرورة الاتفاق على كل القضايا الخلافيَّة بين البلدَين. وتمسَّكت كلٌّ من الخرطوم وجوبا بموقفها بشأن ملف أبيي، بيد أنهما اتفقتا على أهمية التوصل إلى اتفاق عاجل بشأن تشكيل المؤسسات المدنيَّة الانتقاليَّة بمنطقة أبيي بما يمهِّد الطريق للرئيسين للتوصل لتسوية نهائيَّة بشأنها.
وأوضح الرئيس عمر البشير في فاتحة أعمال المباحثات المشتركة بين الخرطوم وجوبا بقاعة الصداقة أمس فور وصول سلفا كير للخرطوم أمس وأجرى فيها مباحثات مع الرئيس البشير والقوى السياسيَّة، أوضح أن الفترة الماضية مرَّت فيها العلاقات بين البلدين بعقبات وتحدِّيات، بيد أنَّه أكَّد ضرورة التواصل والحوار البنَّاء بواسطة اللقاءات الرئاسيَّة والآليَّة الإفريقيَّة وعون الأصدقاء لتجاوز تلك العقبات، ولفت البشير في خطابه إلى أن العلاقات بين البلدين على أعتاب مرحلة جديدة يحدوها الأمل في أن تسلك طريقها القويم لتنفيذ كل الاتفاقيات التعاونيَّة بجديَّة ونزاهة، ودعا في ذات الأثناء إلى مساعدة الآليَّات الإفريقيَّة التي وردت بمقترحات أمبيكي والمتمثلة في آليَّة تحديد الخط الصفري وآليَّة وقف الدعم والإيواء على إنجاز أعمالها في أقرب الآجال وفقًا لخطة عملها، وقال الرئيسان في تصريحات مشتركة عقب المباحثات إنهما بوصفهما رئيسَين أكَّدا قيادة الشعبَين لآفاق أرحب من التعاون المشترك وإزالة العقبات التي تعرقل انسياب العلاقات، وأنَّ الحدود ستكون مفتوحة أمام حركة البضائع والسلع وستكون العلاقة بين الدولتين نموذجًا في إفريقيا، ولفتا إلى أنَّ الاتفاق تضمَّن انسياب بترول جنوب السُّودان عبر المنشآت السُّودانية وميناء بورتسودان، وأضاف: «كما ذكر سلفا أنَّنا بعد الاتفاق لا نحتاج إلى أي دعم خارجي».
وأصدر الطرفان بيانًا في ختام المباحثات أوضحا فيه أنَّ المباحثات اتَّسمت بأجواء الصراحة والإرادة لتجاوز كل العقبات التي تعترض مسيرة العلاقات مما مكَّن الجانبَين من التوصُّل لتفاهمات تمهِّد الطريق لتنفيذ كل بنود اتفاقيات التعاون، ونوَّه البشير في خطابه في أعمال اللجنة بأنَّ تحديد الخط الصفري مهم وأساسي للأمن على الحدود وتبادل المنافع من تجارة ونفط وحركة رعاة عبر الحدود، ونبَّه إلى أن وقف ودعم وإيواء الحركات المسلَّحة والمتمرِّدة هو الوسيلة الأنجع في عمليَّة بناء الثقة، واقترح البشير على سلفا كير الشروع في تشكيل اللجنة الوزاريَّة العُليا المشتركة ولجنتها التنفيذيَّة حتى تضطلع بمهامها في تنسيق ومتابعة أعمال كل اللجان المشتركة التي تصل إلى «30» لجنة بحسب مصفوفة تنفيذ اتفاق التعاون موجِّهًا الوزراء في الوفدين بالاجتماع عقب أعمال اللجنة المشتركة لتفعيل ما تم إجماله بين الرئيسَين، وأعلن البشير عزم السُّودان على إيجاد حل نهائي ومُرضٍ بشأن أبيي والحدود، وقال إنه يخال إنَّ جوبا توافقهم الرأي على أهميَّة التمهيد لذلك وبذل الجهود والفكر الخلاق لتشكيل المؤسسات المدنيَّة الانتقاليَّة الخاصَّة بأبيي لإيجاد تسوية نهائيَّة لهذه القضيَّة حتى لا تكون خنجرًا في خاصرة العلاقة بين البلدَين، ودعا البشير إلى مواصلة لقاءات القمَّة الرئاسيَّة بين البلدَين وتبادل الزيارات الرئاسيَّة.
من جانبه قال سلفا كير في كلمته في فاتحة أعمال اللجنة إن جوبا تود إغلاق الفصل القديم وترغب في فتح صفحة جديدة لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، وأكَّد أنَّ اتفاق التعاون كان يجب أن يكون حدًا فاصلاً لكل المشكلات بين البلدَين مُعربًا عن أمله أن تكون اللقاءات بمثابة وضع حل لكل المشكلات والقضايا التي لم تنفَّذ بين البلدَين مؤكِّدًا التزام جوبا بتنفيذ الاتفاقيات وأضاف: «أمَّا بالنسبة إلى مسألة دعم وإيواء الحركات المتمرِّدة أنا لا أود أن أدافع عن نفسي وأقول إننا لا نساعد هذا الشيء الذي يمكن رؤيته على أرض الواقع»، وأردف مشددًا: «ولا أودُّ أن أشتكي أنَّه تمَّ اتهامُنا دون سبب لكننا عازمون على حل كل المشكلات» واصفًا موضوع الدعم بالبسيط، وقال: «هذا موضوع بسيط وسأتخذ إجراءات إذا كانت هناك دلائل ودليل على الدعم»، ومضى للقول: «إذا كان هناك دليل قولوه لي وسأفعل ما وعدتكم بفعله»، ولفت سلفا كير إلى أنَّ البلدين لا يمكن أن يكونا منصبين وفي حالة تأهُّب ونُذُر حرب، وقال إنَّ مواطني البلدين يواجهون نفس الكوارث ويعانون ذات المعاناة، وأوضح سلفا كير أنَّ موضوع أبيي لن يتم حسمُه ويجب تنفيذ قرار المحكمة الدوليَّة ومعالجة الوضع النهائي بحسب مقترح أمبيكي، وقال: «منذ اليوم الأول قبلنا بمقترح أمبيكي وننتظر الرد من جانبكم»، مؤكِّدًا أنَّ الحدود بين البلدَين لا تمثل مشكلة إنما هناك سوء فهم وتقدير من قِبل المواطنين بشأن أعمال فِرق الترسيم وفِرق الخبراء مبيِّنًا رغبة جوبا في الاتفاق على الخط الصفري، وأضاف: «سنتفق عليه ومن بعد ذلك من السهل فتح المعابر والممرات»، وذكر سلفا كير أنَّه لن يُغلق الحدود مع السُّودان، وقال: «إذا أغلقتم الحدود فنحن لن نغلقها وعلى استعداد لفتحها»، وأبان أنَّه خلال «24» ساعة يمكن أن تُفتح الحدود وتُفعَّل المصالح التجاريَّة بين البلدَين، مضيفًا: «مواطنو الجنوب ينتظرون بصبر نافد فتح الحدود لدخول البضائع ولامشكلة لدينا في الأنشطة التجارية»، ونوَّه سلفا كير بأنَّ كلَّ القضايا العالقة بين البلدَين في غاية الوضوح وتحتاج لخلاصات حولها حتى تُحل.
وفي ذات السياق أجرى سلفا كير لقاءات برؤساء الأحزاب السياسية كلٍّ على حدة حيث التقى رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني ورئيس حزب الأمَّة القومي الصادق المهدي والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي بجانب سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب ورئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى وسفيرَي مصر وتشاد بالخرطوم، وقال الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. الترابي للصحفيين إنَّه الآن أكثر استبشارًا بمصير البلدَين وأهل السُّودان وجنوب السُّودان، وأضاف أنَّ الشعبين الآن أدركا أنَّ علاقتهما أوثق مما كانا يريدانه يوم الانفصال.
تقرير هيثم عثمان:
تصوير: محمد الفاتح
التاسعة صباحًا حطَّت طائرة الرئيس سلفا كير ميارديت بمدرج مطار الخرطوم الدولي تحمل لوحة جديدة من العلاقة بين الخرطوم وجوبا، هنا في الخرطوم أبدت الأجهزة الرسمية والإعلامية وغيرها اهتمامًا غير مسبوق بالزيارة وظهرت مع الأجواء الخريفية التي تعيشها البلاد هذه الأيام حالة من التفاؤل بالزيارة عبَّر عنها الرئيس البشير عقب خطاب الرئيس سلفا كير في المباحثات الرسمية بالقول «مرحبًا بكم في الخرطوم وسط هذه الأجواء الخريفية» الوفد المرافق لسلفا كير يبدو أنه اختير بعناية رغمًا عن افتقاره لعدد من الوزراء المهمين مثل وزير الدفاع كوال ميانق ورغم ذلك حضر مع سلفا كير وزير الداخلية ووزير الخارجية ونائب لجنة «أجوك» من جانب جنوب السودان دينق مادينق ووزير الأمن القومي ووزير النفط ونائب وزير المالية ووكيل وزارة الخارجية.
سلفا كير.. التمعُّن في الوجوه
الرئيس سلفا كير قبل الشروع في تلاوة خطابه أمام فاتحة أعمال اللجنة المشتركة أضحك الجميع عندما ظل يقدم أعضاء وفده بطريقة التمعُّن في وجوههم ونطق أسماءهم ووظائفهم وأخذ وقتًا طويلاً في ذلك لربما كانت رسالة للخرطوم بأن التقارب بين البلدين شارف على الاقتران بشكل أفضل بكثير من حكومته السابقة.. المشاهد هناك كانت تتمثل في وجود وزراء الداخلية والنفط والخارجية ومدير جهاز الامن والمخابرات ووكيل الخارجية ومدير إدارة الجنوب الخارجية وسفير السودان بجوبا ووزير الإرشاد ضمن الطاقم الوزراي للرئيس البشير... الرئيس البشير رحب بسلفا كير كثيرًا وقال إن السودان يرحِّب به ترحيبًا حارًا «نازلين أهلاً وحالين سهلاً».
التمسُّك بالمواقف
السودان ودولة جنوب السودان كلٌّ بموقفه بشأن ملف أبيي من خلال خطابي الرئيسين لأعمال اللجنة، وأعلن البلدان الاتفاق على إيجاد حل نهائي للمنطقة وتسوية ملف القضية وفق ما أظهرته كلمات الخاطبين الرئاسيين، وأكَّد الرئيس عمر البشير الالتزام بعلاقات حسن الجوار واحترام سيادة دولة الجنوب كدولة جارة تمتاز العلاقة معها بخصوصية وأعلن في ذات الوقت التزام السودان واحترامه لكل الاتفاقيات الموقَّعة مع دولة جنوب السودان وتنفيذها بروح المسؤولية والإرادة السياسية كحزمة واحدة وباتساق تام بين كل مكوِّناتها وبنودها وأوضح البشير في فاتحة أعمال المباحثات المشتركة بين الخرطوم وجوبا التي انطلقت بالخرطوم بقاعة الصداقة أمس إبان زيارة الرئيس سلفا كير أن الفترة الماضية مرت العلاقات بين البلدين بعقبات وتحديات بيد أنه أكد التواصل والحوار البنَّاء بواسطة اللقاءات الرئاسية والآلية الإفريقية وعون الأصدقاء لتجاوز تلك العقبات بالعزيمة الصادقة.
الخوف من خنجر أبيي
وأعلن البشير عزم السودان على إيجاد حل نهائي ومرضٍ بشأن أبيي، وقال إنه يخال إن جوبا توافقهم الرأي في أهمية التمهيد لذلك وبذل الجهود والفكر الخلاق لتشكيل المؤسسات المدنية الانتقالية الخاصة بأبيي لإيجاد تسوية نهائية لهذه القضية حتى لا تكون خنجرًا في خاصرة العلاقة بين البلدين، وأكد البشير أن السودان ملتزم وفق اتفاقيات التعاون بالشروع فورًا في ترسيم المتفق عليه بشأن الحدود ودعا البشير إلى مواصلة لقاءات القمة الرئاسية بين البلدين وتبادل الزيارات الرئاسية في المستقبل بهدف ترقية علاقات الأخوة والصداقة بين البلدين.
لا شكوى
من جانبه شكر الرئيس سلفا كير ميارديت الرئيس البشير على حسن الاستقبال، وقال في كلمته في فاتحة أعمال اللجنة إن جوبا تود إغلاق الفصل القديم وترغب في فتح صفحة جديدة لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، وأكد أن اتفاق التعاون كان يتوجب أن يكون حدًا فاصلاً لكل المشكلات بين البلدين معربًا عن أمله أن تكون اللقاءات بمثابة وضع حل لكل المشكلات والأشياء التي لم تنفذ بين البلدين مؤكدًا التزام جوبا بتنفيذ الاتفاقيات وأضاف «أما بالنسبة إلى مسألة دعم وإيواء الحركات المتمردة أنا لا أود أن أدافع عن نفسي وأقول إننا لا نساعد هذا الشيء الذي يمكن رؤيته على أرض الواقع» وأردف مشددًا: «ولا أود أن اشتكي أنه تم اتهامنا دون سبب بذلك لكننا عازمون على حل كل المشكلات» واصفًا موضوع الدعم بالبسيط وقال: «هذا موضوع بسيط وسأتخذ إجراءات إذا كانت هناك دلائل ودليل على الدعم»، وتابع: «إذا كان هناك دليل قولوه لي وسأفعل ما وعدتكم بفعله».
حالة تأهب
ولفت سلفا كير إلى أن البلدين لا يمكن أن يكونا منصبين وفي حالة تأهب ونُذُر حرب وقال: «البلدين لا يمكن أن تكونا منصبتين ناحية التأهب والحرب لن تكون هناك خدمات نقدمها لمواطنينا» وقال إن مواطني البلدين يواجهون نفس الكوارث ويعانون ذات المعاناة، وأوضح سلفا كير أن موضوع أبيي لن يتم حسمه ويتوجب تنفيذ قرار المحكمة الدولية ومعالجة الوضع النهائي بحسب مقترح أمبيكي، وقال: «منذ اليوم الأول قبلنا بمقترح أمبيكي وننتظر الرد من جانبكم»، مؤكدًا أن الحدود بين البلدين لا تمثل مشكلة إنما هناك سوء فهم وتقدير من قبل المواطنين بشأن أعمال فرق الترسيم وفرق الخبراء مبينًا رغبة جوبا في الاتفاق على الخط الصفري وأضاف: «سنتفق عليه ومن بعد ذلك من السهل فتح المعابر والممرات»، وذكر سلفا كير أنه لن يغلق الحدود مع السودان وقال: «إذا أغلقتم الحدود فنحن لن نغلقها وعلى استعداد لفتحها» وأبان أنه خلال «24» ساعة يمكن أن تفتح الحدود وتفعل المصالح التجارية بين البلدين مضيفًا «مواطنو الجنوب ينتظرون بصبر نافد فتح الحدود لدخول البضائع ولا مشكلة لدينا في الأنشطة التجارية»، ونوه سلفا كير بأن كل القضايا العالقة بين البلدين في غاية الوضوح وتحتاج لخلاصات حولها حتى تُحل.
زيارة مهمة
واعتبر مراقبون أن الزيارة تأتي في وقت مهم وتمثل أهمية عاجلة لحل القضايا العالقة بين البلدين، وقال المهتم بالشؤون السياسية د. محمد سعيد ل «الإنتباهة» إن الزيارة تمثل فرصة واسعة النطاق للتقدم نحو إيجاد حلول نهائية للملفات العالقة، ولفت إلى أن رغبة سلفا كير في رد زيارة البشير وإصراره في خطابه على وجوب فتح صفحة جديدة وإغلاق الباب الخلافي الماضي تزامنًا مع إعلان حكومة جديدة ببلاده يمثل رأس الرمح لتلك الأرضية المناسبة للإتيان بحلول نهائية لكثير من القضايا.
تفاؤل كبير
تجاذب عددٌ كبير من مرافقي الرئيس سلفا كير سياسيين وإعلاميين اطراف الحديث مع «الإنتباهة» قُبيل انعقاد جلسة المباحثات المشتركة وأبدوا تفاؤلهم بشدة بشأن العلاقات بين البلدين ودخولها لمرحلة جديدة وفق تغيبر كثير من الظروف السياسية في جوبا والخرطوم.
سلفا كير سعيد
قال الرئيس سلفا كير عقب ختام أعمال اللجنة المشتركة «نحن ممتنون للاجتماعات المثمرة، وأود أن أجدد التأكيد بالتزامنا تجاه ما توصلنا إليه خلال هذه القمة المثمرة لمصلحة شعبي البلدين».
البيان الختامي
وأصدر الطرفان بياناً لختام المباحثات أوضحا فيه أن المباحثات اتسمت بأجواء الصراحة والإرادة لتجاوز كل العقبات التي تعترض مسيرة العلاقات، مما مكَّن الجانبان للتوصل لتفاهمات تمهد الطريق لتنفيذ كل بنود اتفاقيات التعاون. كما أمن الجانبان على أهمية دعم وتسهيل مهمة الآليات الواردة في مقترح الآلية الإفريقية بشأن تحديد المنطقة الآمنة ووقف الدعم والإيواء للحركات المتمردة حتى تستكمل عملها في إطار خطتها. باعتبار أن مهمتها جوهرية وحيوية لاستتباب الأمن على الحدود وتحديد المعابر بما يسمح بانسياب حركة المواطنين والبضائع والنفط إضافة لحركة الرعاة والمزارعين عبر الحدود. كما اتفقا على المخاطبة المشتركة للمجتمع الدولي بدعم من الآلية الإفريقية رفيعة المستوى، لإعفاء ديون السودان ودعم التنمية بالبلدين. وأكد الجانبان على أهمية الاستمرار في الحوار البناء والفاعل لحل ما تبقى من قضايا وتشمل قضية أبيي والحدود، حيث أمَّنا على أهمية التوصل إلى اتفاق عاجل بشأن تشكيل المؤسسات المدنية الانتقالية بمنطقة أبيي بما يمهد الطريق للرئيسين للتوصل لتسوية نهائية بشأنها. كما اتفقا على تسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة لحل قضية المناطق المتنازع عليها والشروع في ترسيم الحدود المتفق عليها، ووقعا على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال بين البلدين. إضافة إلى مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين، وقع على المذكرة وزيرا الخارجية.
كرتي متفائل
قبل بدء أعمال القمة الرئاسية وأعمال اللجنة المشتركة بين الخرطوم وجوبا، قال كرتي للصحافيين إنه متفائل جداً بالمباحثات ولديه أسبابه للتفاؤل، وذكر«هناك روح إيجابية سادت بين الطرفين والهدف هو حل القضايا العالقة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.