تفتح صحيفة (السوداني) الغراء، وهي من الصحف السيارة المميزة ب (ضيائها) و(طاهرها) وعبد (لطيفها) وكتابها الأشاوس من كل ألوان الطيف الثقافي الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي على الأخص تفتح ملفًا ساخنًا حسب رؤيتها (بالطبع)!! حول وزراء حكومة الإنقاذ (الإسلامية) المطعمة برموز سياسية من أربعة عشر حزبًا (أربعطاشر!!) حزبًا حسب تصريح من الأخ المجاهد د. نافع علي نافع يبرر فيه عدم الحاجة لمعارضة النظام ما دام المشاركة في السلطة بهذا الحجم. في تلك الصحيفة العدد رقم 2765 الصادر في يوم الأحد 25 شوال الموافق 1 سبتمبر 2013م كانت الشخصية المختارة للتعليق تحت عنوان (الضغط العالي) ممنوع الاقتراب (طموحات بلا سقف) هو وزير الموارد المائية والكهرباء الدكتور أسامة عبد الله. أعد التقرير الضافي الصحفي المثابر محمد عبد العزيز واختار لأحد الأعمدة الجانبية عنوانًا صارخًا وباللون الأحمر القاني (رؤوس متطايرة). وجاء النفي بايجاز كالآتي: (كثيرون أطاح بهم الصدام مع وزير الكهرباء وباتوا مجرد أسماء في قائمة ضحايا المواجهات، كان أبرزهم مدير هيئة الكهرباء السابق د. مكاوي محمد عوض ووالي الشمالية ميرغني صالح ونائبه (سعيد حربي) ووالي نهر النيل غلام الدين عثمان ومدير الغابات د. عبد العظيم ميرغني الذي استقال ورُفضت استقالته في أعقاب تجاوزه في فك حظر غابة الفيل وتحويلها لمطار يتبع لوحدة السدود).. اه. وبما أن روايات ليست بعيدة عن هذا النص وهذا الفهم قد تداولتها العديد من الصحف السيارة كان لا بد لي من وقفة والرد عن قناعة بأن د. أسامة عبد الله لم يكن سببًا مباشرًا أو غير مباشر في إبعادي عن وظيفتي. وأجد نفسي مضطرًا ولأول مرة التوضيح في تسلسل مبسط في ثلاث محطات لا أكثر. أقول في البدء وبالصدق وبالصوت العالي إن علاقتي بالأخ أسامة (سمن على عسل) كما يقول أهلنا أولاد (بمْبة) وهو تعبير التقطته من الأخ الصديق القديم د. علي حسن تاج قبل أربعين عامًا ونيف عندما كان معنا في حواري مونبارناس بباريس حاضرة فرنسا وهو خريج الجامعات المصرية حيث يتوالد ويتناسل أولاد بمبة.. إخوتنا المصريون حفظهم الله من كيد السيسي والعلمانيين والبلطجية المسيسين. بدأت معرفتي بدكتور أسامة قبل سنوات قلائل على إثر اتصال مباشر من القصر الجمهوري وهو المشرف حينها على ملف سد مروي بدرجة وزير (مستشار للسيد رئيس الجمهورية) وأنا مدير عام الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس.. إذ في حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء وأنا أُهِمُ بدخول منزلي بشمبات جاءتني مهاتفة من الرقم (........) الشخصية حتمًا مهمة ما دام بداية الرقم (0912300) .. (مرحب.. منو معاي)؟؟! إنت بروف حربي؟! (نعم إن شاء الله خير!!) خير.. معك أسامة عبد الله.. (أحوالك حق الله بق الله!!).. قلت إنني لأول مرة والله على ما أقول شهيد أسمع صوت د. أسامة وبعد التحية الطيبة المباركة يبقى أن انتظر ماذا وراء الأكمة يا ترى وبعد الخامسة مساءً.. أي بعد الدوام على قول إخوتنا الخليجيين!!. يا أخي عندنا (أسمنت) في بورتسودان خاص بالسد (وناسك قالوا غير مطابق)!! قلت لهم يا إخواني هذا الأسمنت خاص بالسد وليس (للسوق)!! فرجاءً أخونا حربي (الحسم الثوري الفوري وأنت حربي!!) ما كان مني إلا أن عدت أدراجي للمكتب واستدعيت كبار الموظفين الذين كانوا سندي وعضدي في تلك المؤسسة المتفردة والعصية على الفاسدين والمفسدين. كما استدعيت رئيس وبعض أعضاء اللجنة الفنية للمباني والمنشآت (في الهيئة وفي تلك الفترة كان عدد اللجان الفنية يناهز الخمسين). وافانا الأخ أسامة على عجل وفي نفس الأمسية بخطاب ممهور بتوقيع شخصية أجنبية تعمل في المعمل البحثي في أروقة السد وتؤكد صلاحية الأسمنت كان ذلك مساء الأربعاء وصباح خميس (اليوم التالي!!) نعتذر للإخوة أبي القاسم وأركان سلمه!! أعددنا لنسافر على الخطوط الجوية السودانية لبورتسودان. وتم ذلك صباح الجمعة. صاحب الأسمنت عبد القادر ود الخبير شخصية لها رنين وصدى مع الإنقاذيين وصاحب السد هو أسامة عبد الله والكل يعرف ماذا يعني (سد مروي) بالنسبة للسودان!!. اصطحبني الأخ المدير التنفيذي وأحد القيادات بجانب ممثل للأمن الاقتصادي. في بورتسودان استقبلنا الأخ مدير الفرع ومباشرة إلى المستودع (السايلو) حيث أطنان أسمنت ود الخبير. وفي جلسة إيمانية بعد المشاهدة على الطبيعة اتفقنا مع أسامة على الهاتف بأن ينقل الأسمنت مباشرة من بورتسودان إلى مروى تحت مراقبة وحراسة الأمن والأمن الاقتصادي وقد كان ولله الحمد من قبل ومن بعد. المشهد الثاني أو المحطة الثانية مع الأخ د. أسامة كانت في مكتبه. حيث وجهني الأخ الوالي (والي الشمالية حينها الشهيد فتحي خليل وأنا نائبه ووزير التنمية والاستثمار والسياحة) حضرت لأعكس له وجهة نظر حكومة الولاية الشمالية في التزامه بقيام ترعة من السد لتروي بعض المناطق عند مدينة القولد حضر اللقاء من جانبنا الأخ سيد عوض السيد معتمد القولد حينها والأخ د. الخضري من جماعة د. أسامة وتم الاتفاق على مواصلة الحوار بعد أسبوع من ذلك اليوم وعلى الطبيعة في مدينة القولد طبعًا ذلك أكرر طبعًا ذلك لم يتم لأنني وبعد أقل من الأسبوع كنت قد تقدمت باستقالتي نُشرت في منشيت عريض في أعلى الصفحة بجريدة (آخر لحظة) وبالخط الأحمر (نائب والي الشمالية يقدم استقالته).. كيف ولماذا قدمت استقالتي وكيف قبلت هذا موضوع طويل لا أريد أن أصدع به القارئ الكريم. وهل يشفع لي الشهيد فتحي خليل لاتخاذ ذلك الموقف؟!! قيل إن الشهيد يشفع لسبعين ونيف من أهله.. اللهم اجعلني من إخوة وأهل فتحي خليل.. واجعل الفردوس الأعلى متقلبه ومثواه آآآمين... محطة أخيرة ووقفة قصيرة. وهي العلاقة الممتدة مع الأخ د. أسامة وأركان سلمه عبد العاطي وآخرين. ما انقطع التيار الكهربائي في منطقتنا السكنية بشمبات مربع (3) واتصلت بدكتور أسامة على هاتفه الخاص إلا وسعى مع أبنائه البررة لإرسال فريق للمعالجة الفورية ما قبل الخريف وما بعد الخريف. أسامة (أبو النسب) شايقي بحمد الله ونحن (دناقلة يا رسول الله)!! والعلاقة بحمد الله وفضله سمن على عسل.. حاشية: الرؤوس المتطايرة التي أشارت لها صحيفة (السوداني) الغراء هم حقيقة قامات وهامات سامقة لا أزكيهم على الله. فأشدهم ابتلاءً هو د. مكاوي محمد عوض مدير عام هيئة السكة الحديد. أما المهندس ميرغني صالح والي الشمالية الأسبق ورئيس مجلسها التشريعي السابق فهو الآن رئيس مجلس إدارة مشروع (بنة) الزراعي والذي نجح حتى في زراعة (الأرز الهوائي). الأخ د. غلام الدين عثمان جلست إليه في حلقة تلاوة عقب صلاة الفجر في مدينة الدامر وهو والي لنهر النيل (أي والله) والآن يشرف على إسكان الغلابى رغم الصعوبات المالية. أما الأخ د. عبد العظيم ميرغني فهو وريث القامات والتاريخ الناصع للغابات كمال بادي، كامل شوقي حسن عبد النور، وعلى المستوى الكفائي فهو صحفي وكاتب عمود متفرد حفظهم الله جميعًا وللدكتور أسامة عبد الله التهنئة بالمهمة الإضافية لوزارته الفتية إن لم تكن شائعة كشائعة التعديل الوزاري الذي ينتظره (أبوناعم) و(أبوكلام).. الحسوا كوعكم: ألا هل بلغت اللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين.