٭ يتحدَّث البعض أن لديهم شخصًا بالمنزل أو المكتب يُصاب بالخوف عند رؤيته لكلب أو قطة وعندها يذكر آخر أنه يعرف شخصًا آخر يخاف من الضب، فالخوف يحدث كثيراً ولكن تختلف أسبابه كما تختلف درجة الخوف في أحيان كثيرة، وهو يحدث نسبة للتربية الخاطئة، فهو سلوك متعلَّم وليس أمراً وراثياً يولد به الفرد ولكنه مكتسب من خلال النية التي تبدأ بالأسرة فالمدرسة فالمجتمع، وإذا لحظت تجد أن الخوف هو من أكثر أنواع الأمراض النفسية انتشارًا وقلنا الأمراض النفسية لأن الخوف يُعتبر من الامراض النفسية التي تخضع للعلاج عن طريق الاختصاصيين على العلاج النفسي والسلوكي، ولحسن الحظ فمع كبر نسبة انتشار هذا المرض إلا أن مرض الخوف أو الفوبيا من الأسهل علاجًا بين الأمراض النفسية... لمعرفة أسباب وطرق معالجة الخوف حاورنا د. عمرو إبراهيم مصطفى اختصاصي الأمراض النفسية والعلاج النفسي فإلى مضابط الحوار: ٭ كيف يمكن أن نعرِّف الخوف علمياً؟ - يمكن أن تقول إن الخوف هو عبارة عن شعور قوي مزعج تجاهه خطر يهدد الشخص سواء كان ذلك الخطر حقيقيًا أي واقعيًا أو خياليًا غير واقعي. ويمكن أن يكون شيئًا حقيقيًا ويمكن أن يحدث من مجرد فكرة. ٭ هل للخوف أنواع؟ - لديه أكثر من نوع ولكن بصورة أساسية نقسمه إلى اثنين خوف طبيعي وخوف غير طبيعي أي خوف مرضي وهو الذي نسميه «فوبيا». ٭ حسنًا سمعنا كثيراً عن فوبيا؟ - تعرف الفوبيا بأنها مرض نفسي من أكثر الأمراض نتشارًا والأسهل علاجاً. ٭ ما هو الفرق بين الخوف الطبيعي والخوف المرضي «الفوبيا». الخوف الطبيعي دائماً من أمر يشترك في إحساس الخوف منه أغلب الناس لكن الخوف المرضي دائماً يكون من أسباب أو من موضوعات لا تثير الخوف بطبيعتها مثلاً الخوف من الأماكن الواسعة والخوف ومن الأماكن الضيقة ومن الأماكن المرتفعة ومن الأماكن المزدحمة والخوف من الطائرة، فهنالك مشاهير يخشون الطائرة. ٭ طالما أن الفوبيا مرض فما هي أعراضه؟ - أعراضه سرعة في ضربات القلب، وجفاف في الفم وتعرق في اليدين وبرودة في الأطراف وعدم القدرة على الكلام والحركة وتجنب المواضع المخيفة بصورة تثير ملاحظة الآخرين وفهناك بعض المرضى يصابون بأمراض في الجهاز الهضمي كالإسهال أو الإمساك. ٭ هل تحدث مضاعفات على الشخص؟! - يمكن أن يُلحق مرض الفوبيا ضررًا بالشخص المصاب فهو يصل لمرحلة عدم ممارسة حياته الطبيعية بل ويؤدي إلى تدمير حياته الزوجية وفشل في الحياة المهنية أو الأكاديمية. ٭ هل من جوانب أخرى للخوف على المصاب على الصعيد الإيجابي؟ - الخوف الطبيعي مهم جداً في حياة أي إنسان ناجح وأي شخص فاشل فمن المحتمل الأكبر أنه لا يعرف الخوف أبدًا. ٭ فسِّر؟ - الخوف هو أحد الدوافع المهمة جداً لسلوك الإنسان، فخوف الطالب من الفشل يعطيه دافعًا للدراسة والمراجعة، وخوف الأم على أطفالها دافعاً لحرصها الأكثر عليهم، وخوف سائق المركبة العامة على مركبته وفي المقام الأول وعلى حياته وحياة الركاب دافع لاتباعه إرشادات المرور الصحيحة وبالتالي يحافظ على مركبته وحياته وحياة الركاب، وكذلك خوف الجندي على وطنه من الأعداء يعطيه دافعًا للتضحية بحياته من أجل دينه وعرضه وبلده وعلى ذلك نقيس. ٭ ومتى يصبح الخوف مهدداً للشخص؟ - إذا زاد الخوف على حده الطبيعي يصبح مدمراً. ٭ إذن ماهي أسباب الخوف بكل أنواعه؟ - باختصار الخوف هو سلوك متعلَّم يتعلمه الشخص من البيئة ومن عملية التنشئة الاجتماعية من خلال ملاحظته لسلوك والديه وملاحظته لسلوك إخوانه أو أقرانه أو المحيطين به أو ما يشاهده في التلفاز كالأفلام وقد يحدث أيضًا بسبب موقف أو حدث مخيف أو مرعب مرّ به فمثلاً الأم عندما تجبر ابنها على النوم وتخيفه بحضور البعاتي إذا لم ينم. هنا تبدأ أولى خطوات الخوف حيث ينام الطفل خوفاً من البعاتي، فالنوم يرتبط بالمساء ويحدث ارتباط آخر (بالليل والبعاتي والخوف). ٭ هل من تشخيص للتأكد من الإصابة بالخوف؟ - الاعتماد الأكبر في التشخيص على ملاحظة السلوك، والتشخيص من خلال المقاييس النفسية والدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية النفسية الأمريكية. ٭ هل يصب كل الأعمار والفئات؟ - يمكن أن نقول إن الخوف مرض غير عنصري فهو يصيب كل الأعمار وكل الأنواع وكل الأجناس وكل القبائل فهو لا يفرق بين متعلم وجاهل بين فقير وغني. ٭ هل يمكن علاج الخوف؟ - لعلاج الخوف هنالك نوعان من العلاجات علاج دوائي وهو عبارة عن مهدئات وعلاج سلوكي، لكن نفضل اتباع العلاج السلوكي. ٭ وضِّح لنا العلاج السلوكي؟ - العلاج السلوكي هنالك أنواع عديدة منه يمكن أن تستخدمها في علاج الخوف حسب طبيعة المريض أو حسب خوفه، فمثلاً هنالك طريقة تسمى العلاج بالقمر وهو أن يتم تعريف المريض للمثيرات التي تسبب الخوف بصورة مباشرة مثلاً شخص يخاف من القطط يقفل في غرفة بها أكثر من قطة فيصبح المريض يصرخ إلى أن يتأكد من أن القطط غير مؤذية. وآخر بالتحصين التدريجي، وهنا نعرض المريض للمثيرات التي تخيفه ابتداء بالأقل خوفاً يمكن أن لا يخاف المريض إلى شيء يُحدث له الخوف بأكبر قليلاً ثم أكبر وهكذا ونطلب منه الاسترخاء أثناء عرض الأشياء إلى أن نصل إلى الشيء الأساسي في حدوث الخوف. كما يوجد هنالك طرق أخرى للعلاج السلوكي من الخوف. ٭ هل يمكن أن تطبق ذلك على من هم حولنا من مرضى الخوف؟ - لا.. فالعلاج كما ذكرت يتطلب أولاً معرفة طبيعة الشخص وأي أنواع السلوك الخوفي له.