اعتدنا في كل موسم على توجيه الاتهامات للحكام والاتحاد ولجنة التحكيم بخصوص اختياراتها لحكام مباريات الممتاز واللغط الذي يصحب تلكم الاختيارات واتهام الأندية للاتحاد ولجنة حكامه باختيار «زيد» من الحكام لعرقلة «عبيد» من الأندية ولم يسلم الاتحاد وحكامه من هذه الاتهامات حتى في المباريات التي تكون فيها كفة أحد الفريقين مرجحة بشكل كبير للفوز على الآخر وبارتياح. الاتحاد ممثلاً في لجنة التحكيم أقر في كثير من المرات بوقوع حكامه في أخطاء كبيرة ومؤثرة ولكنه لا يفعل حيال تلكم الأخطاء شيئاً سوى إصراره على بقائهم قضاة للملاعب وإن تم تصنيفهم «بعدم الحيادية». ولو سلمنا جدلاً بتفوق حكامنا وحياديتهم هل يعني هذا أننا لسنا بحاجة لحكام أجانب لإدارة المباريات الحساسة وذات الضغط النفسي الكبير «كمباريات التتويج وتحديد الهابط»؟ نظرة صغيرة للعالم من حولنا ستثبت أنه وفي كل الدوريات التي تفوقنا مستوى وجماهيرية يتم الاستعانة بحكام أجانب فهل يعني هذا أن حكامهم دون المستوى؟ بالطبع لا، ولكن الاحترافية في التعامل مع الأحداث الكبيرة وبُعد نظرهم هو ما دفعهم للاستفادة من حكام أجانب تحاشياً لهذه الاتهامات وخروجاً بالمباريات لبر الأمان. ولنا تجارب على مستوى البطولات الإفريقيَّة أثبتت نجاعة فكرة الاستعانة بالأجانب ففي الموسم الفائت أوقعت القرعة أندية المريخ والهلال والأهلي شندي في مجموعات الكونفدرالية وبالطبع فإن إدارة المباريات الست التي جمعت الفرق كانت لحكام أجانب ولم نسمع أبداً خلالها بنغمة التحكيم والمحاباة. إصرار الاتحاد على إسناد أمر التحكيم في كل مباريات الممتاز والكأس والمرحلة الحاسمة للتأهيلي يفتح الباب لمشكلات لا قِبل له بها وحالة الاحتقان التي صارت سمة ملازمة لمباريات القمة والمباريات الجماهيريَّة بصفة عامَّة تُنذر بشرٍّ مستطير. ثم إن وجود حكام أجانب في المباريات الكبيرة من شأنه توفير فرص تدريب «لايف» لحكام دورينا على كيفيَّة التكيُّف مع حالات الاحتقان وأجواء الديربي التي دائماً ما نرى خلالها حكامنا لا يتفاعلون معها بالخبرة المطلوبة. وهنالك مقترح يمكن أن يرفع عن الاتحاد «المجامل» حرج الاستعانة بالأجانب في وجود حكام وطنيين كأن يسند إدارة المبارة لطاقم حكام هجين بين الأجنبي والوطني ويصطاد بذلك أكثر من عصفور. حاجة أخيرة الحكام بشر يخطئون ويصيبون، ما في ذلك شك، ولكن في الاستعانة بحكام أجانب في المواجهات الحساسة فوائد جمَّة للجميع