بدأ يظهر في ولاية غرب دارفور في السنوات الاخيرة عدد من الامراض المعدية ذات الانتشار السريع وسط المواطنين، فبعد ظهور مرض الحمى الصفراء في العام الماضي الذي أزهق العديد من الأراوح خاصة في أيامه الأولى والتردد الذي بدا واضحاً وقتها عند المسؤولين في الاعتراف به والعمل على محاصرته مبكراً، لكن فيما يبدو تعيش ولاية غرب دارفور وسط مرضاً عجز المسؤولون اوالمداوون عن تحديد اسمه، فبعضهم يسميه حساسية جلدية نادرة جداً، فيما قطع البعض الآخر بأنه مرض الجرب، وقد ظهر المرض قبل أسبوعين تقريباً في منطقة أم دخن بمحلية كرينك، وقد شكل المرض عامل رعب للمواطنين الذين أصيب منهم في بحر أسبوعين فقط ما يقارب «3130» شخصاً، وتمثلت أعراضه في ظهورحكة شديدة جداً في الجلد تزداد حدتها في ساعات الليل، بالإضافة الى جروح تنتشر في الأطراف، وقد يظهر لدى جميع الاشخاص في كل الأعمار، ويرى مختصون أن الأعراض شبيهة بأعراض الجرب. ويقول المدير الطبي لمستشفى كرينك د عبد العزيز آدم يوسف إن أعراض المرض من خلال الوقوف على بعض الحالات والكشف المبدئي تشبه لحد ما الجرب. وأضاف قائلاً: «نحن الآن بدأنا بما توفر لنا من إمكانات في معالجة بعض الحالات»، ودعا إلى تضافر الجهود حتى تتم السيطرة على المرض قبل انتشاره، وقال يوسف إن عدد الحالات المصابة بلغ «3130» حالة لكنه أكد في الوقت ذاته ان هذه الأرقام غير دقيقة، وأكثر المناطق تأثراً به أم دخن وخور سيال. وتعد محلية كرينك الواقعة شرق الجنينة على بعد «70» كلم ثاني اكبر مدينة اكتظاظاً بالسكان، وأبدت حكومة الولاية اهتماماً كبيراً بالمرض، وقد زار والي الولاية بالإنابة آدم يحيى بشر المنطقة الموبوءة بالمرض، وأكد لدى كلمته أمام المواطنين المصابين سعي حكومته لمحاصرة المرض وعدم انتشاره، وأشار إلى تخوف الحكومة من انتشار المرض في مناطق اخرى، وأضاف أن الموقف مزعج جداً، ونفى وجود أية وفيات، وقال إن المرض دخل المنطقة عبر المنجمين عن الذهب من جبل عامر، وكشف عن وصول تيم طبي من الخرطوم للمنطقة للوقوف على الحالة ميدانياً، وفي ما يتعلق بقفل المدراس تخوفاً من انتشار الجرب وسط التلاميذ قال الوالي: «إذا استمر الوضع على ما عليه الآن سنعلن قفل المدراس والعمل على التحكم في الدخول والخروج من والى المناطق المتأثرة»، فيما دعا معتمد المحلية يونس الحاج وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات إلى التدخل العاجل وتوفير العلاج بالكميات المطلوبة. وأضاف قائلاً: «إن إمكاناتنا محدودة ولا يمكننا تشخيص المرض بالشكل المطلوب» لكنه عاد وأكد أن المرض وبعد اتصالات مع الخرطوموالجنينة تأكد أنه هو الجرب، وأشار إلى أن العلاج مستمر، وتوقع وصول كميات إضافية من الأدوية في الأيام القادمة. ويبدو أن تحديد نوع المرض والحد من سرعة انتشاره أكثر من إمكانات الولاية، ويجب التدخل العاجل من قبل الحكومة المركزية والمنظمات العاملة في المجال الصحي قبل استفحال الحالة واتساع دائرة العدوى التي وصلت في بحر أسبوعين فقط إلى أكثر من «3130» حالة، وأن الانتشار السريع لمرض تجاوزه الزمن وسط المواطنين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الغياب التام للتوعية والتثقيف الصحي لدى المواطنين، والخوف من ظهور حالات خارج المنطقة.