في قرية ريفية ترقد حالمة في أحضان نهر النيل بالضفة الغربية وهي قرية العجيجة الجموعية أحدى قرى كرري شمال أم درمان كان مولد شاعرنا الفذ محمد على أبو قطاطي في العام 1931م ومنذ نعومة أظافره درس الخلوة ليتلحق بعدها بمدرسة المستقبل الليلية وعندما لم ترق له الدراسة بها التحق بالمعهد العلمي بأمدرمان وعموما تتسم حياته بالحركة الدائمة ... قمت بزيارته بمنزله العامر بذات القرية حيث يرقد طريح الفراش الأبيض بعد عملية جراحية لم يكتب لها النجاح وفقد على أثرها مقدرته على المشى .. ولكن رغم ذلك وجدته هاشا باشا مؤمنا بقضاء الله ... وجلست اليه وتجاذبنا أطراف الحديث حول مواضيع شتى ..... حوار : سحر محمد بشير **بادي ذي بدأ طمّن القُراء على غالى صحتك؟ -الحمدلله ولكن رغم عرضي على عدد من الأطباء داخليا وخارجيا الأ أنهم أجمعوا على عدم مقدرتي على الحركة مرة أخرى.. وتعود تفاصيل معاناتي مع المرض الى انني كنت أعاني من آلام في الظهر وتكفل الأستاذ عبد الباسط سبدرات بنفقات علاجي والتى بلغت ثلاثون مليون جنيه قبل خمس سنوات وكان أن ذهبنا الى مستشفى شهير تزامنا مع زيارة إختصاصي شهير وبعد تأكده من دفعنا لنفقات العمليه كاملة طلب مني الحضور في اليوم المحدد وبعد إجرائي للفحوصات اللازمة ..والذى أذكره جيدا هو صعودي للطابق الثالث- مكان إجراء العملية- وانا أمشى على قدميّ ولكن بعد العملية حُملت على نقالة لعدم مقدرتى على الحركة والتى فقدتها الى الآن.. وقد جرت عدة محاولات لأصلاح الخطأ لكن لم تكلل بالنجاح منها زيارتي للقاهرة برعاية كريمة من السيدين الأستاذ على عثمان محمد طه وجمال الوالي رئيس نادي المريخ ومرة برعايته مشاركة مع مدير الزكاة ومعتمد كررى وكان أن أقنعني الطبيب المعالج بعدم جدوى إجراء عملية أخرى لأن الطبيب السابق ارتكب خطأ طبي شنيع يستحيل أن يعالج وانه قام بتركيب مسامير غير أصليه سببت لى صديد وتلّيف في العظام .وقبل عدة أيام تبّر ع لي سفيرنا بالقاهرة الفريق عبد الرحمن سرالختم بموتر ليساعدني في الحركة والتنقل. **عرفك الناس في بداية ظهورك عبر برنامج(مجادعة بالدوبيت) بالأذاعة القومية حدثنا عن تلك الفترة؟ -كنت اكتب الشعر وانشره عبر صحيفة (الصراحة) وهي صحيفة شبه خاصة وكان رئيس تحريرها الأستاذ عبد الله رجب وهو الذى قام بتوجيهي للأذاعة وكنت أقوم بتسجيل الحلقة واجلس في البيت وأستمع لها كغيري من المستمعين.. الى ان قابلت الشعر عمر البنا .. **بالتاكيد شكّلت نقطة تحوّل في حياتك تلكم المقابلة؟ -عرفني عمر البنا من خلال شعري وقابلته بالصدفة ودعاني للأنضمام الى (رابطة الأدب القومي للسودان) وكانوا يجتمعون نهارا بدكان التنقاري بسوق أم درمان ومساء بمنزل على حامد البدوي بحى القلعة الأمدرماني وعندما ذهبت اليهم قام أحدهم بطردي واستهزأ بصغر سني فما كان من ود البنا الا وأن (حلف بالطلاق) على بقائي معهم وكنت حينها أكتب الشعر القومي فقط فوجهني بكتابة الشعر الغنائي وقد كان. **كتبت العديد من الروائع على سبيل المثال .. الفينا مشهودة.. بسحروك.. المرسال والقائمة تطول صف لنا حالك حين يحين ميلاد القصيدة عندك؟ -الكتابة عندي تخضع للمزاج والموضوع والحدث هو الذي يقودني للكتابة عنه. ** شكلّت ثنائية رائعة مع الراحل خليل أسماعيل عبر أكثر من خمسة عشر عملا غنائيا فما سر تلك العلاقة بينكم؟ -عندما جاء خليل من الأبيض قاصدا أم درمان لم يكن يعرف بها أحدا فدعوته للسكن معي بالمنزل ومن هنا توطدت علاقتنا وكذلك تغني لي أبن البادية ومحمد وردي وهذا الأخير كان هدفي من التعامل معه إخراجه من دائرة ايقاع حلفا.. **في العام 2005م وعندما كانت الخرطوم عاصمة للثقافة العربية اُحذت منك عدد من الدواوين الشعرية ولكنك لاتدرى حتى الآن مامصيرها مامدى مصداقية هذا القول؟ -اتاني المهندس السعيد عثمان محجوب وأخذ مني تلك الدواوين ولم أنل منها دخلا ماديا نظير اخذها ولم يتم ارجاعها لي ولا أعرف مامصيرها حتى الآن. ** بحر الشعر عندك لاينضب ماهي آخر أعمالك الشعرية؟ -كتبت قصيدتي عشق ومشواري. **أستاذ محمد الساحة الغنائية الآن كثرت بها الكلمات الركيكة والمفردات المبتذله فماهو تقييمك لما يحدث الان بأعتبارك شاعر غنائي تغنى لك عدد من كبار الفنانين؟ -الغناء أصبح حسب الزمن فقديما كنا نزن القصيدة بميزان من ذهب خشية النقد.. اما الآن فقد الكلام نكهته ولايوجد رقيب على الساحة. **الم تحاول التعامل مع الفنانين الشباب من خلال شعرك؟ -لقد أعلنتها من قبل عن نيتي في التعامل مع الفنانين الشباب وان بابي مفتوح لهم لكن على مايبدو انهم يهابوا التعامل معي. **سعدت كثيرا بالحديث معك ونحن على مشارف ختام حوارنا هل من كلمة تود قولها؟ -أتمني التوفيق والسداد لجريدة (الأنتباهة) وتحية خاصة جدا ومن أعماقي للرجل الشجاع الباشمهندس الطيب مصطفى والذى تنبأ لنا بالخطر القادم وقد كنت على اتصال به لفتره ولكن الآن فقدت الأتصال .. وارجو منه إنشاء قناة تلفزيونية على غرار قناة أم درمان لصاحبها الأستاذ حسين خوجلي فالطيب مشهور بيننا بالشجاعة والأقدام..