بداية مواجهة الخيارات هو تحدي نضوج مبكر يواجه طلبة المرحلة الثانوية؛ إلى أي مساق ينتمون وإلى أي كلية سينتسبون، وعلى الرغم من تحديد فرص الخيارات إلى علمي أو أدبي أو خلافه تظل الحيرة قائمة ما دامت هناك أكثر من فرصة ومجال لا نعدم أن يكون هناك من حدد أهدافه مبكرًا، بينما الأغلب الأعم يقع فريسة صعوبة الاختيار إما لعدم معرفة الرغبة الحقيقية أو لقصر يد المجموع الذي يؤهل الأمر الذي يقلب الأمور في رأس الطالب... ولا ندري لماذا لا نعمل على تسهيل هذه المرحلة واستثمارها بشكل يعود على الطالب بالفائدة الحقيقية لمستقبله ومستقبل البلاد وكل ذلك يتأتى بدراسة ميول الطلبة مبكراً من سنوات التعليم الأولى وقبل دراسة الميول لا بد من طرح الوسائل التي تتيح معرفة واختبار ميول الطالب المعين بواسطة الأساتذة ويملأ تقريراً سنوياً يوضع في ملف الطالب ويرحل معه من فصل إلى آخر ومن مدرسة إلى أخرى، وتعزز تلك الميول المرصودة والمواد التي يبرز فيها ليواصل الدراسة في مجالها.. وكل عام سيتابع أي تغيير أو جديد في الميول وتطور الوسائل لاكتشاف وتنمية تلك الميول من عام إلى آخر.. حتى إذا جاءت مرحلة الاختيار بين المساقات كان الأمر محسوماً ومفروغاً منه وإذا ما حانت اللحظة لاختيار أي المجالات التي عليه أن يتقدم إليها في الدراسة الجامعية كان الأمر سهلاً وقلت أو انعدمت الحيرة التي تلازم الأبناء والآباء عند بوابة الدخول إلى الجامعة أي الكليات وفي أي الجامعات... ومما يبدوا أننا نعاني من هذه المشكلة مع الأبناء ويبدو أن التربية والتعليم تساهم حالياً في معاناتنا أو لأنها تدرك حال الأبناء وحال المدارس إنها تضع (45) خيار دراسة للطالب الواحد في استمارة التقديم الجامعي.. هل نطلب المستحيل وإذا كنا أفلا ننظر إلى المستقبل بشيء من الإشراق بدل أن نترك هؤلاء المحتارين يتخبطون إما أصابوا ونجحوا وأفادوا وإما واصلوا ذلك التخبط وأصبحوا عالة على الأهل والبلد.. إن لدينا خامات جيدة ومبشرة إذا ما أحسنا التدبير يكفي أنهم لما يحبطوا بعد ولما يواجهوا بمنغصات لازمت من سبقوهم وسلبتهم الحماس والرغبة في العمل والإنتاج! لماذا لا نستثمر ذلك الحماس والشباب ونبني طموحاً ومستقبلاً أكثر بهاء وأنضر عسى ولعل!!