أثار التعقيب الذي أدلى به الباحث الأكاديمي د.أبو القاسم قور استهجان الحضور في ندوة البعد الدولي للنزاع المسلح في السودان التي نظمها مركز التنوير المعرفي أولهم مقدم الندوة الذي رفض بدوره تعقيب قور الذي دعا فيه إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وقال ردًا على حديث معقب الندوة الذي حمّل إسرائيل مسؤولية ما يحدث من نزاعات مسلحة في السودان ودول المنطقة قال: «إذا كانت مشكلة السودان كلها مع إسرائيل فلماذا لا يطبِّع السودان علاقاته معها ويرتاح» وأضاف:« كل الدول طبّعت مع إسرائيل لماذا السودان؟؟» وهاجم قور الإنقاذ وقال إنها رغم إنجازاتها الكبيرة إلا أنها فشلت في بناء علاقاتها الخارجية، وقال الإنقاذ جاءت وهي غير مرغوب فيها. وأضاف أن مشكلة الهوية لعبت دورًا كبيرًا في حرب الجنوب التي صنعت بدورها قضية دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق عبر الحركة الشعبية. وأكد الخبير ببعثة الأممالمتحدة بالسودان د. حسين كرشوم استغلال الإعلام الغربي لدعاوى النزاع المتمثلة في الرق والتطهير العرقي والتهميش السياسي والثقافي والأسلمة القسرية والترويج لها بشكل مكثف استجاب معه الشارع الأمريكي والأوربي، وقال إن عدد اللاجئين السودانيين في الدول الغربية ومجتمعاتها أظهر حجم هذا التجاوب، معتبرًا ترويج الدعاوى والتجاوب معها أول مدخل للمجتمع الدولي في مناطق النزاع، وقال إن ذات الإعلام صوّر النزاعات باعتبارها إثنية بين العرب وغيرهم مما كان له إسقاطاته بجانب تسليط الضوء على المناطق تحت سيطرة الحركة الشعبية لإظهار الحركة بمظهر المسيطر. وأضاف كرشوم أن المجتمع الدولي استخدم عدداً من العوامل كمداخل منها إنشاء معسكرات للاجئين والفارين من الصراع بجانب التظاهرات التي ينظمها اللاجئون في الخارج نددوا فيها بالحرب. وقال إن قضية الحدود هي الأخرى كانت محط اهتمام دولي بعد أن شهدت تجارب الانفصال السابقة نزاعات في الحدود، لذلك كان متوقعاً حدوث ذلك في السودان. وأردف إن المشورة الشعبية كانت من محفزات الصراع في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأشار كرشوم إلى استخدام المجتمع الدولي للأمم المتحدة والمنظمات الطوعية والمؤسسات الدولية بمشروعاتها التنموية التي تقيمها والمؤسسات الإقليمية كالإيقاد التي ما تزال ذات اختصاص فيما تبقى من اتفاقية السلام الشامل ولجنة أمبيكي والمبعوثين الدوليين والسفارات كآليات للتدخل في السودان، وقال إن الأمر وصل صورة سافرة لدرجة أقرت دولة كإفريقيا الوسطى لتعيين مبعوث خاص في السودان، وقال كرشوم: السودان أول دولة في العالم تحظى بوجود أكبر بعثتين للأمم المتحدة لحفظ السلام هما «يونميس ويونميد» بجانب ( JAC ) في جبال النوبة وأشار إلى أن هذا التدخل بدأ عندما أعلن نميري السودان منطقة كوارث وبعدها الموافقة على عملية شريان الحياة الأمر الذي بموجبه تخلّت الحكومة عن جزء من سيادتها ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل استغلت دعاوى قذف الحكومة لمناطق يتواجد بها مدنيون لتعيين مبعوث خاص لحقوق الإنسان في السودان وبدأ في 1994م وتوالى حتى اليوم وكان العمل يجري لأن يبقى السودان تحت الوصاية الدولية. وأشار حسين إلى أن الرؤية المستقبلية لمناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق توضح أن العالم ينظر لها باعتبارها الجنوب الجديد ويعتقد بوجود متشابهات كثيرة بين قبائلها ويسعى لخلق دعاوى للتدخل فيها بهدف استغلال ثرواتها. وحذّر من أن تكون هذه خطوة لانفصال هذه المناطق كما نبّه إلى إمكانية توظيف هذه النزاعات من قبل الحركة الشعبية وحكومة الجنوب في الحرب بالوكالة مستدلاً بحديث سلفا كير وقول: « إذا تألمتم سنتألم لألمكم وإذا نزفتم سننزف معكم». ورأى كرشوم أن المخرج يكمن في التعامل المباشر في هذه القضايا مع الشعوب والمجتمعات التي ينبع منها القرار بدلاً عن الجهات الرسمية من حكومات وبعثات ومبعوثين. كما دعا إلى صناعة مصالح مشتركة بين السودان والدول التي تكنُّ له العداء وجعل هذه المناطق مناطق جذب ومصالح مشتركة وأخيرًا بفتح باب للحوار مع كل الأطراف «المسلحة وتلك التي تساندها وتقدِّم لها الدعم المادي واللوجستي». ومن جانبه أشار الخبير الإستراتيجي د. الأغا إلى مقولة «ابحث دائماً عن اليهود خلف أي مشكلة» وأكد أنهم يحاولون دائماً خلق المشكلات، وقال: اليهود لديهم رؤية إستراتيجية هي أنهم في حالة خسارة في كل الأحوال لذلك يلجأون لإستراتيجية تأجيل تلك الخسارة بخلق الأزمات وعدم الاستقرار في المناطق ذات الجذوة الإسلامية المتقدة ومنها السودان لذلك لابد لهم من كنترول على هذا الأمر وهو هنا الإلهاء بالنزاعات.. وألقى باللائمة على ضعف الإرادة العربية والإسلامية في مواجهة هذه المؤامرات وحل المشكلة.