عزا خبير استراتيجي النزاع المسلح في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين إلى أسباب مشتركة في المنطقتين، منها أن المستعمر الإنجليزي أخضعهما لسياسة المناطق المقفولة التي طبقتها بريطانيا على جنوب السودان إبان حقبة الاستعمار. وأشار الخبير الاستراتيجي الدكتور حسين كرشوم إلى ظروف مشتركة مرت بها ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق باعتبارهما خضعتا لسياسات خاصة مارسها المستعمر وهي سياسة المناطق المقفولة. وتشهد الولايتان نزاعاً مسلحاً بين الحكومة المركزية في الخرطوم ومحاربين من المنطقتين يتبعون للحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان. وخاض هؤلاء الحرب الأهلية إلى جانب صفوف متمردي جنوب السودان. وقال كرشوم خلال محاضرة "البعد الدولي للنزاع المسلح في السودان" التي استضافها مركز التنوير المعرفي يوم الإثنين، إن الحركة الشعبية كانت تسمي المنطقتين بمصطلح (العمليات 2) والحكومة كانت تسميها باسم (المناطق التي امتدت إليها الحرب)، بينما سميت بعد اتفاقية السلام 2005 بمناطق البروتكولات الثلاثة "جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي". ثغرات التدخل وعدد كرشوم في محاضرته مداخل المجتمع الدولي في النزاع بالسودان ومنها تقرير الأخضر الإبراهيمي وآلة الإعلام الغربي التي صورت القضية باعتبارها بين القبائل العربية والأفريقية. وأشار إلى لجوء بعض أفراد القبائل إبان الحرب إلى جنوب السودان، موضحاً أن 120 ألف لاجئ من النيل الأزرق عبروا إلى الحدود الأثيوبية، ما أوجد معسكرات للاجئين السودانيين هناك وهو ما مهد لما يسمى بعملية "شريان الحياة 2" التي أوجدت بعداً إنسانياً جعل الكثير من المنظمات تتسلل من داخل الحدود. كما أن برنامج وقف إطلاق النار استغلته بعض الأجسام للتدخل بجانب مظاهرات اللاجئين في الخارج، كما هنالك البعد الخاص بالحدود حيث أن المناطق الحدودية تجد الكثير من الاهتمام الدولي. وأكد كرشوم أن النزاعات الحدودية يمكن توظيفها في ما يسمى بحرب الوكالة. وذكر الخبير الاستراتيجي بعض المعالجات التي يمكن أن تسهم في تجنب تلك التدخلات عبر دبلوماسية شعبية ومراعاة المصالح المشتركة وتحويل المنطقتين إلى مناطق جذب حقيقية بجانب ابتدار حوار مباشر وغير مباشر مع حملة السلاح.