بقلم الشهيد/ الفاتح حمزة محمد علي الدولة الإسلامية لا تبنى بالتظاهر بالصياح والتظاهر ولا تحرس بجيوش الموظفين من الشباب تتكدس في مؤسساتها وتزحم الطرقات وتملأ الميادين «ميادين الإعلان عن بداية العمل» لا ميادين العمل والصبر على العلم وكسب الوقت والمعارف. الخطر على الدولة الإسلامية لن يأتي من المتربصين ولا اهل القوة والجبروت ولا المشردين والمهزومين، فالله أقوى ومكره خير ولكن يأتي الخطر من هنا، من أجيال لا تعرف قيمة الوقت ولا تعد الخطو فى الطريق ولا تعرف الطريق الى الكتاب تدور بلا معرفة وتجري بلا عمل .. العرق يُسكب بلا حساب ودماء الشهداء تقابل بالصياح والإعلان وتنتهي الى «ذكرى سنوية» وتظاهر وزينة وكفى .. مقدرات الدولة من الشباب تضيع .. فقد تحولت متفجرات الدم الحار الى محلول «سكوني» ميت بفعل الاستهلاك بلا تجديد.. وبفعل الاحباط وقتل المبادرة وسيطرة الوهم والتقليد، واستحكمت عقلية عمل «اليومية» والدوران مع «الطوارئ» فمات فى جيلنا العزم والعمل الجاد.. أجيال الطموح والثورات والشهادة تربى على «التواضع» و«الواقعية» والصبر على الموت.. مات الدين وضاعت المقدرات وأهدرت الطاقات والوقت والحياة .. غابت عن حياتنا القيادات الربانية الثائرة ودار الأمر هينًا لينًا في رخاوة عهود التخلف والقعود .. وأصيب الجيل الطموح بالإحباط والغمة والحيرة.. على رأس الأمر دوائر من السكون «ضيعت إرثًا بناه قبلها رجال».. بفعل التقليد والعجز والكسل تطفئ حرارة الدماء وتبدد الطاقات بلا توظيف وتنسى دماء الشهداء لأنه لا حكيم يحولها الى طاقة تورق وتزهر وترمى بالثمر. جيل الجرأة على الشيطان لا جيل الصمت على الأخطاء: «وأجنبنى وبني أن نعبد الأصنام . رب إنهن أضللن كثيرًا من الناس» هذا الزمان قد اختلف عن كل وقت مضى والعمل فيه كسب يجب أن يأخذ طعمًا جديدًا ولونًا ورائحة .. الحساب فيه على الخطأ يجب أن يكون مُراً لأن المسؤولية يموت من أجلها رجال «أعز الرجال» وحوضها يرمى بدماء أذكى الدماء وأغلاها وأحرها.. المسؤولية أصبحت أمر الله الجد وهي أن يصل هذا الجيل ويحيا ويبدع أو يموت ويهن ويضعف.. أما هذا فلا والف لا .. من يريد «اللعب» فدونه بيت أمه ومتجر أبيه أما مقام الحراسة لمصالح الأمة فاللعب فيها حرام .. هذا التأريخ بناه رجال ويسقط دونه شهداء «ومن اراد الآخرة وسعى لها سعيها فأولئك كان سعيهم مشكورا» .. فليسمع من فى أذنيه صمم ان قدر الله نفاذًا ومضاءً. القيادة الميتة والقيادة المبدعة لقد زجر سيدنا عمر أحدهم يتسكع فى شوارع المدينة لأن «امر الله جد» وهذا جيل «شهيد على الدنيا» واللعب فى امره حرام وكبير «وكفر» بأنعم الله، من يفعله يذقه الله «لباس الجوع والعري».. «جيل شهيد» يستلهم حرارته من دماء «الرجال الأخيار» والقيادة عليه يجب أن تكون فى ثوبه ولونه وطعمه.. «القيادة الميتة» تميت الدين وتضيع عهد الله وتكبت الإبداع لأنها لا تعبر عن عجزها وموتها باستعمال حق «فيتو كهنوتى» بلا ذكاء .. الخطر يأتي إلى الدولة الإسلامية من قيادة تدور بجيل «الغليان» فى فراغ تعجز أن تجيب عن أسئلته وتتخلف عن أن تواكب سرعته فتجره الى أن «يبطئ» فى زمن الهجرة الى الله والمسارعة إليه والفرار .. جيلنا اليوم مصاب فى مقتل ولن يتقدم إذا لم يقده «ربانيون أذكياء» لا تقليديون أتقياء .. قيادة تنقذ هذا الجيل من الدائرية «والوهم الضار» إلى المعرفة الكبرى بحقيقة الحياة والعمل المثمر والحذاقة والإتقان «يايحيى خذ الكتاب بقوة» القيادة المبدعة: «قل ما مكنى فيه ربي خير فأعينوني بقوة» .. القيادة المبدعة قوة ذات استعداد عظيم تستطيع استيعاب «حيوية» هذا الجيل ونبضه العالي لتوظيف ثورانه «لبناء السد» والقيادة المبدعة مصدر ملهم بالنور والأمل من ما تملك من معينها «الدافق» قيادة غنية لا تعرف «الفقر» فقر الإنجاز و«المشاعر» لأن الفاقد لا يعطى وهو الآن ليس على استعداد أن «يأخذ حتى» .. «اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفقر ..» قيادة تملك توظيف الطاقة لا تبديد المقدرة ودسها وإهمالها .. «قيادة قرآنية» تفقه صياغة الحياة بالتنزيل «تذكّر هذا الجيل بالله رؤيتها» ويعجب بذكائها فى غير«دروشة» «وعميانية» ..«ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادًا من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون». القائد الأمة ««وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون» ولهذا الجيل قائد «أمة» يذكره بأمر الله لا إداري «مفرد» يحطم روحه ويصيبه بالبلى .. قائد من عمق التجارب «لما صبروا» لا فطيرًا يجهل حقيقته وبعد أشواقه فيفسده من حيث ينوي أن يصلح، قائد «يوقن بآيات الله» لأن اليقين يورث المضاء والإقدام والنجاح والكفر بالشيطان والمستحيل.. ولهذا الجيل قيادة من رحم الليل ونفس الأسحار لا من زريف الغفلة وزحمة النهار «كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون» قائد يأتي من هناك من بعيد «ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا» قائد «فقيه» ومجاهد «ذكى» يحول «خام المشاعر» الى «قنطارات إنجاز» ، «وقطرات العرق» الى صروح بنيان «ومتفجرات الدم» الى «جيل قرآني فريد» «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين»