زيادة مدخلات الإنتاج والأسعار على المستوى العالمي ومستوى الأحداث الاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية. انعكست بصورة واضحه جدًا في معاش الناس وأكثرها وضوحًا في أسعار أهم سلعة تتمثل في الخبز «الرغيف» الذي لا غنى عنه لكثير من سكان المدن والريف، ويبدو أن الخبز يسير في طريق التلاشي ووصولاً لمرحلة انعدام الوزن بعد التغييرات التي أجراها عليه أصحاب المخابز بتقليص وزنه لحد كبير دون الوزن المحدد ب «70» جرامًا للرغيفة الواحدة وبيع ثلاث رغيفات بجنية بدلاً من «4» في بعض المناطق التي لا تلتزم بالوزن والتسعيرة المحددة لاتفاقية الخبز المعلومة والتي تضمنت أوزاناً جديدة للخبز بدلاً من التي نصت عليها اتفاقية العام 2009م، ولن ننكر أن مدخلات صناعة الخبز شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الماضية الأمر الذي يتطلب وضع أوزان جديدة تتوافق مع الزيادات. ولكن على اتحاد المخابز مراعاة الظروف الاقتصادية العامة للدولة والمواطنين بصفة خاصة فيما يتعلق بالخبز صناعة وبيعًا وشراء بما يتناسب مع دخل الأسر وازدياد الحاجة لاستخدامات الخبز في المجتمع والذي أصبح بديلاً «للكسرة» بوصفه أرخص سعرًا من تكلفة صناعته ولا بد من خطوات جادة لمراجعة الأوزان، بالتوافق مع أصحاب المخابز لتوفير الخبز بأسعار مناسبة بالتنسيق مع أصحاب المطاحن أيضًا ليكون هنالك مخزون كافٍ من الدقيق ومدخلات صناعة الخبز، للمرحلة الحالية منعًا لعودة الصفوف والتراص في «طوابير» طويلة للشراء وهي ظاهرة عايشها المواطن في فترات سابقة لا نأمل عودتها مرة أخرى ولا بد أيضًا من قوانين وعقوبات رادعة وتشديد الرقابة على المخابز المخالفة للأوزان والمعايير الصحية ومواصفات صناعة الخبز لضمان انسياب السلعة وتنظيم المهنة، وفي وقت سابق تقدم اتحاد المخابز باقتراح لبيع الخبز بالكيلو بدلاً من العدد وتطبيق مواصفة الخبز والمخابز والتسعير مستقبلاً لضمان الجودة والعمل بنزاهة وهو ما نبتغيه جميعًا مع العلم بأن هنالك بعض المخابز لا تجد فيها غير القذارة وعرض الخبز في الأرض، وزد على ذلك التلاعب في الأوزان كلٌّ على هواه على حساب المواطن وهو منطق يتعامل به أصحاب المخابز لدرء الخسارة التي حدثت نتيجة ارتفاع أسعار القمح عالميًا، وفي المقابل لا بد من بدائل لسد الفجوة سواء بالاستيراد أو التوسع في إنتاج القمح «بالمناسبة أين مشروع توطين القمح» وأين وصلت مراحله وما هو العائد منه والمساحات المزروعة بالولايات المعنية؟ وندعو إلى تشديد الرقابة على صناعة الخبز مراعاة لعدم تمدد الأزمة الحالية والتي أصبحت شبحًا ملازمًا للمواطنين كحال كثير من السلع التي طالها ارتفاع الأسعار والندرة، وفي ظل تراجع وزنه المستمر أخشى أن يأتي يوم يتلاشى فيه نهائيًا لنحلم بشكل الخبز كيف كان.