ا تزال وزارة التخطيط العمراني تبذل المزيد من الخطط الاسكانية للمواطنين الذين يتسارعون لشرائها بلا خدمات بحثا عن مأوى، على امل ان تلحق بها الخدمات سريعا، ويضطرون للسكن هروبا من جحيم الإيجار، ولكن يطول انتظارهم او تتحول قيمة إيجار المنزل إلى الخدمات من ماء وكهرباء يتحصلون عليها بصعوبة. الواقع أعلاه يعيشه مواطنو الثورة الحارة «77» التي تقع في الركن الجنوبي الغربي لمحلية كرري على المنطقة التي دارت فيها معركة كرري الشهيرة، لكن المنطقة لا تصلها المواصلات فسكانها يستخدمون الركشات وسيلة مواصلات من منطقة الجرافة، وقيمة المشوار «3» جنيهات، اما الطريق المؤدي إليها فهو ردمية، يقول «علي محمد علي الكديو» عضو مجلس شورى : هذا الشارع تم ردمه منذ حوالي تسعة اشهر ولم تأت الشركة المنفذة بعد ذلك، فنحن نتعب جداً في الوصول إلى اماكن اعمالنا بسبب عدم المواصلات، ونضطر الي السير لمسافات بعيدة لكي نصل الى اقرب نقطة مواصلات، وبيننا أطفال يذهبون للمدارس وكبار سن وذوو احتياجات خاصة. في انتظار الدولار واشتكى «عضو اللجنة الشعبية» حسن محمد من ارتفاع تكلفة شراء المياه التي رصدوا لها ميزانيات خاصة على حساب معايشهم، فمتوسط صرف العائلة في اليوم يصل الى ثلاثة براميل، مع العلم ان هناك عائلات كبيرة تصرف في اليوم اكثر من ذلك، حيث يبلغ سعر البرميل ستة جنيهات وقال إننا نشتريها من «الكارو بالحمار»، كما ان معظم الاسر دخلها ضعيف جداً، وقد بادرنا بالعون الذاتي الي انشاء بئر ماء كلفتنا 100 الف جنيه، غير ان هيئة مياه الخرطوم تبرعت لنا بالخزان «الصهريج » فقط، وتبقت لنا التوصيلة فقط من الصهريج الى داخل الحارة، وحتى نحصل على هذا خاطبنا محلية كرري وترددنا عليها على مدى ثلاثة اشهر، وبعدها تم تحويلنا الى ادارة التصميم والشبكات، ولكن الادارة ارجعتنا الى محلية كرري مطالبين بخطاب منها، وبعد جهد جهيد بعد اكثر من شهر حولونا الى الامداد «مهندس محمد كمال»، وتم تصميم الشبكة، الا ان التنفيذ ارتبط بسعر الدولار حسب حديث المهندس. الوعد السراب وقال عضو اللجنة الشعبية ابو الحسن ابراهيم إن الوالي لم يف بوعوده ولا اعضاء المجلس التشريعي الذين زاروا المنطقة ابان الانتخابات، ووعدونا بادخال الخدمات بعد الانتخبات، حتي ان كل الحارة بالكامل صوتت للمؤتمر الوطني، وظللنا في انتظار الخدمات، مع العلم بأن كل الحارات التي حولنا وصلتها المياه والكهرباء حتي الحارة «85» بها كهرباء لأنها سكن اقتصادي، ومياه المنارة وصلت حتى امبدة ولم تصلنا نحن في الوسط، الامر الذي حز في انفسنا. ونري من بعيد الانوار ونحن لا كهرباء لدينا ولا ماء ولا مراوح ولا ثلاجات، ونبرد مياهنا بالطرق البلدية، وفي النهار نعاني من ارتفاع حرارة الجو ونرحل من «ضل لضل» حتى مغيب الشمس لتبدأ معاناة الليل حيث الظلام. ونسأل نائب الدائرة وكل المسؤولين الذين وعدونا، ونذكر القيادي الإسلامي محمد علي أحمد بقسمه حين قال لنا «الماء صدقة جارية وسوف اسعى جاهدا لادخالها». أما حسبو حامد فقد قال إن عربات النفايات تأتي إلى الحارة محملة بالنفايات، وحاولنا بواسطة شباب الحارة منعها من تفريغ النفايات فيها، ولكنها تفعل ذلك ليلاً لأنه لا توجد نقطة بسط أمن شامل او مركز للشرطة، ولكن احيانا يساعدهم افراد الأمن القتالي في ملاحقة بعض اللصوص، ويعانون ايضا من عربات الصرف الحي التي تفرغ محتوياتها امام الجبل الذي يقع داخل الحارة.