يُعتبر مرض شلل الأطفال Poliomyelitis أحد الأمراض الفيروسية التي قد تُصيب الأعصاب بالضرر، مما قد يُؤدي إلى شلل حركة العضلات. بسبب دخول فيروسات شلل الاطفال إلى الجسم. ويمثل شلل الأطفال من أخطر الأمراض التى تهاجم الأطفال ومن أشدها قسوة فهو يترك الطفل بعاهة سواء فى يده أو ذراعه أو ساقه أو قدمه تجعله معوقًا محتاجًا دائمًا لمساعدة الآخرين طوال حياته مع ما يصاحب ذلك من آلام نفسية على الطفل وعلى أسرته. ويسببه أحد ثلاثة فيروسات متشابهة «1، 2، 3» وتنحصر عدوى فيروس شلل الأطفال فقط في الإنسان المريض، أو حامل الفيروس لاغير. فكان لا بد من اجراء حوار مع مدير برنامج التحصين الموسع بوزارة الصحة الاتحادية د. مجدي صالح حول المرض ومدى خطورته وكيفية انتقاله: حوار: عواطف عبد القادر كيف تحدث الإصابة المرض؟ يصاب الشخص بالعدوى عن طريق الرذاذ المتطاير، الأطعمة والمشروبات الملوثة، الاحتكاك بفضلات الإنسان الملوثة بالجرثومة ويدخل الفيروس إلى جسم المُصاب عبر الفم أو الأنف، ويتكاثر إما في الحلق أو الجهاز الهضمي. ثم ما تلبث أنسجة الجسم هناك أن تمتصه لينتشر في الجسم عبر الدم والأوعية اللمفاوية، وصولاً إلى مناطق معينة في الجهاز العصبي. وينتقل للجهاز العصبي - الخلايا العصبية الحركية في الجزء الأمامي من النخاع الشوكي، المادة السنجابية في الدماغ أو جذع الدماغ ثم ينتقل إلى الألياف العصبية ويتكاثر فيها ثم يقوم بتدمير الخلايا العصبية وخصوصاً الحركية منها، هذه الخلايا المدمرة لا يمكن تعويضها، ومن ثم فإن العضلات التي تغذيها هذه الأعصاب لا يمكن لها العمل والقيام بوظائفها الطبيعية. كم تبلغ فترة حضانة المرض؟ تبلغ مدة الحضانة وهي المدة بين العدوى والإصابة وظهور الأعراض المرضية بين «6 35» يومًا. وتختلف الأعراض بشكل كبير بين حالات لا تظهر عليها أي أعراض مرضية، إلى حالات الشلل التام والوفاة. كيف ينتقل المرض؟ ينتقل الفيروس من الشخص المريض إلى السليم إما بالملامسة المباشرة، أو عبر ملامسة أشياء التصقت بها فيروسات شلل الأطفال نتيجة تلوثها برذاذ الجهاز التنفسي أو البلغم الصادر عبر الفم أو الأنف، أو تلوثها ببراز المريض. يدخل الفيروس لجسم الإنسان عن طريق الفم عند تناول الطعام أو الشراب الملوث عن طريق التجرثم من خلال الذباب، الصراصير والاحتكاك بفضلات الإنسان الملوثة بفيروس الشلل حيث يتم إفراز الفيروس مع البراز في الفترة الحادة للمرض والتي تبلغ خمسة أسابيع، كما أن الفيروس لا يموت بسهولة. الإصحاح البيئي المتدني والعادات الصحية غير السليمة تساعد على انتشار الفيروس ويشكل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين بيئة مثالية لتداول الفيروس بتسهيلهم انتقال الفيروس من الأيدي والأدوات الملوثة بالبراز إلى الفم خلال الارتباط الوثيق الذي تحتمه عاداتهم في اللعب وتبادل اللعب والمأكولات «كالحلوى.» أيضا ينتقل الفيروس أثناء الحديث عن طريق الرذاذ المتطاير عن طريق الأنف والفم من خلال التنفس، السعال، العطس واللعاب الملوث بفيروس شلل الأطفال. شلل الأطفال مرض سريع الانتشار، وعند ظهور حالة شلل في أسرة فإن نسبة انتشار العدوى بين الأطفال غير المطعمين داخل الأسرة وحولها تقارب «100%» وجميع الأشخاص غير المحصنين لديهم قابلية للعدوى. ما هي مخاطر الإصابة بشلل الأطفال؟ يسبب شلل الأطفال الإعاقة الدائمة للأطراف وخاصة الأرجل. يؤدي شلل الأطفال إلى الوفاة في حالة تعرض الخلايا الدماغية إلى الإصابة بالفيروس. ليس هناك علاج لهذا المرض وكل ما يمكن تقديمه للطفل المصاب بالشلل هو العلاج الطبيعي والتأهيل الطبي. ماهى أكثر الفئات عرضة للإصابة بشلل الأطفال؟ الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال هم الأطفال دون الثالثة، تليها الفئة العمرية بين الثالثة إلى مادون الخامسة وعليه يمكن اعتبار الفئة العمرية دون الخامسة بصفة عامة هي الأكثر عرضة. لكن بعض الاسر تستفسر عن سبب تكرار حملة التطعيم ضد شلل الأطفال فما أهميتها؟ تكرار الجرعات يعمل على تقوية مناعة الطفل ويزيد فرص الوقاية من الإصابة بشلل الأطفال. لا توجد آثار جانبية من تكرار الجرعات، وأثبتت الدراسات والبحوث العلمية أن الأطفال في البلدان النامية يحتاجون إلى تكرار الجرعة لتقوية مناعتهم. تكرار الجرعات يعتبر ضمانًا وسلامًا وأمانًا لصحة أطفال السودان وكيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض شلل الأطفال؟ يمكن الوقاية من الإصابة بالمرض عن طريق أخذ التطعيمات الروتينية بالإضافة للتطعيم أثناء الحملة. الطفل الذي أصيب بفيروس شلل الأطفال يتم تطعيمه لأن هنالك ثلاثة أنواع من الشلل «1،2،3» أخطرها النوع 1 فحدوث أحدهما لا يعني التوقف عن حماية الطفل المصاب من النوعين الآخرين خاصة أن التطعيم يعطي الوقاية والحماية للثلاثة أنواع. الوقاية من الشلل بأخذ اللقاح وهو عبارة عن نقطتين تعطيان في الفم. ويمكن التقليل من فرص الإصابة بالفيروس بغسل أيدي الأطفال بالماء والصابون قبل الأكل وبعد قضاء الحاجة. وإبلاغ السلطات الصحية فوراً عند وجود حالة شلل أطفال اذا كان الطفل يرضع لبن الأم فيستحب ألا يرضع الا بعد مرور ساعتين على تناوله جرعة الطعم، واذا حدث اسهال فيستحسن اعادة التطعيم اذا حدث قيء بعد التطعيم وفى حدود ساعتين فالأفضل اعادة التطعيم مرة ثانية.