يبدو أن تحديات جسام ستواجه مساعد رئيس الجمهورية الجديد ونائب رئيس المؤتمر الوطنى د. إبراهيم غندور فيما يختص بملف الحوار مع الأحزاب المعارضة للحكومة، ويرى البعض أن فُرص نجاح د. غندور في هذه المهمة تبدو شائكة من خلال الدلالات والشواهد التي نستعرضها إضافة إلى المزايا التي تتمتع بها شخصية غندور من حنكة ومرونة خاصة ولباقة فن الحوار. بالمقابل قد نجد شخصية المساعد السابق د. نافع علي نافع على درجة من التناقض تمامًا معه من حيث الغلظة والصرامة معًا خاصة مع خصومه المعارضين، عكس د. غندور من خلال دعوته لكل القوى السياسية لحوار خارج الغرف المغلقة في الهواء الطلق مسجلاً إشادات بمواقف زعيمي حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي المعارضين الصادق المهدي وحسن الترابي.. تشكل تصريحات غندور مواقف مغايرة لسلفه في الحزب والحكومة نافع علي نافع الذي اشتهر بانتقاداته اللاذعة للمعارضة وقياداتها مشيرًا إلى أن آخر لقاء بين الرئيس عمر البشير والصادق المهدي تم الاتفاق على قضايا يجب أن تكون قومية مثل: الإعلام والسلام والاقتصاد، وأضاف أن المؤتمر الوطني ظل ينادي على الدوام ويطلب من كل القوى السياسية سواء في الحكومة أو المعارضة الاتفاق على ثوابت تأتي عبر حوار في الدين والاقتصاد ونظام الحكم، ونبه غندور إلى أن الذين يرفضون النظام الرئاسي والاقتصاد الحر والشريعة الإسلامية قلة وبالتالي هناك ثوابت تحظى بإجماع كبير مشددًا على أن الحوار هو الطريق الأسلم وينبغي أن يكون الاحتكام لدستور «2005» لأن الجميع وافق عليه بعد اتفاقية السلام الشامل. وقال إن الشعب السوداني سيقف شاهداً كما أن التاريخ لن يرحم الحكومة ولا المعارضة والشعب لن ينسى من فعل به هذا أو ذاك، وشدد غندور على أن الحوار هو الطريق الأسلم وينبغي أن يكون الاحتكام لدستور «2005» لأن الجميع وافق عليه بعد اتفاقية السلام الشامل. وأوضح أن على الأجهزة الإعلامية إدارة الحوار وأن يكون مفتوحاً ومتاحاً داعياً كل الأحزاب والقوى السياسية في المعارضة إلى عدم رفض الحوار لأن رفض الحوار يتمترس ضرره على الذي يرفضه أكثر من الذي يطلبه. وفي هذا السياق أشار القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي في حديثه ل «الإنتباهة» أن الوطني ماضٍ في حواره مع كل القوى السياسية دون استثناء.. الحوار في حد ذاته واحد أو قد يكمن الاختلاف في الأسلوب أو الطريقة من شخص إلى آخر بناءً على الآراء والمضامين د. غندور له أسلوبه الخاص فى كيفية إدارة الحوار كونه ممسكًا بملفات عديدة سابقًا وآخره ملف التفاوض مع قطاع الشمال قبل توليه منصب مساعد رئيس الجمهورية واصفًا غندور بالمرونة في أسلوبه ودرايته لطرق محسنات الحوار الذي يخترق الجبال إضافة إلى أنه من الكوادر السياسية المنضبطة جدًا خاصة في فن الخطابة والإعلام بالفترة السابقة من خلال منصبه الناطق الرسمي ومسؤول الإعلام بالوطني والتضاربات في التصريحات أما د. نافع الوطني لا ينكر اجتهاده وسعيه الدؤوب مع المعارضة للتوصل إلى حل ووفاق شامل وأنه قيادي يزن تصريحاته بميزان من ذهب قليلاً ما يتكلم لكنه يفعل كثيرًا وفي الخفاء، وأضاف: كلاهما مجتهد ولكل مجتهد نصيب، والاختلاف في الأسلوب لا يفسد للود قضية لأن كل الطرق تفضي في نهاية الأمر لمصلحة الوطني والسودان ككل، وقال عبد العاطي: لكن أتوقع النجاح والتقدم لغندور أكثر وفقًا للبداية التي ابتدر بها خاصة مع أكبر أحزاب المعارضة الأمة والشعبي بالساحة السياسية.. الجدير بالذكر أن المؤتمر الوطني دخل في جولات حوار مع حزب الأمة القومي في وقت سابق دون أن تسفر عن مشاركة الحزب المعارض في الحكومة، وفي تصريح مفاجئ سجل د. غندور إشادة نادرة بغريمه د. حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض للوطني، ووصف إبراهيم غندور قادة حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي بأنهما من الشخصيات الإيجابية والمؤثرة في الحياة السياسية السودانية، وقال: يُحمد للمهدي أنه رجل اتسم بالعقلانية ووطنيته لا تحتاج إلى تقييم من أحد وذكاؤه وقدرته غير مشكوك فيهما مما جعل مواقفه متوازنة جداً بل الأكثر توازناً، وحينما ينتقد الحكومة يرى خطأ لكنه لا يمانع من أن يشيد بأي خطوة إيجابية تتخذها، واعتبر غندور أن الترابي رجل له إسهاماته الفكرية كما أن مكانته السياسية الوطنية والإقليمية والدولية معلومة، موضحاً أن المؤتمر الشعبي يضم كوادر صاحبة قدرات وفكر، وأضاف أنه يُحمد للمؤتمر الشعبي مواقفه الثابتة من قضية الشريعة والتحالف مع حاملي السلاح ودعاة التغيير المسلح بجانب مواقفه الإيجابية تجاه بعض القضايا الوطنية بغض النظر عن تحفظاته الواضحة تجاه التغيير العسكري، مشيراً لمقولة الترابي بأن أي محاولة تغيير عسكري ستجعل من السودان صومالاً آخر، وقال إن الشعبي لم يعلن رفضه للحوار مع المؤتمر الوطني رغم أنه لا يوجد بين المؤتمرين حوار مؤسسي متمنياً أن يتم ذلك قريباً.