قال رئيس المجلس العسكري بطرابلس عبد الحكيم بلحاج إن استعمال السلاح لخدمة أجندات سياسية أمر مرفوض، وأكد أن جميع الثوار مستعدون للتخلي عن السلاح بعد الاطمئنان على الأوضاع في البلاد، وبدء بناء المؤسسات في أعقاب تحرير البلاد وطي صفحة نظام العقيد معمر القذافي. كما أكد بلحاج في مقابلة مع الجزيرة نت في طرابلس أن الوضع الأمني في البلاد وخاصة طرابلس مستتب على العموم، وإن المكان الطبيعي لمن لا يزالون يحملون السلاح بعد التحرير هو مؤسسات الدولة الجديدة متمثلة في وزارتي الداخلية والدفاع والمؤسسات ذات الطبيعة الأمنية. ونقلت تقارير إعلامية امس عن مصدر طبي مصري تدهور حالة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الذي يخضع للحبس الاحتياطي بالمركز الطبي العالمي، فور تلقيه خبر مقتل العقيد الليبي معمر القذافي ومشاهدة صوره..وقال المصدر إن مبارك انتابته حالة بكاء هيستيرية حادة كادت أن توقف قلبه لمجرد سماع تلك الأخبار، لولا تدخل الأطباء وإعطاؤه جرعات مهدئة وأضافت التقارير التي نشرتها مواقع عربية فلسطينية وخليجيةمثل دنيا الوطن الفلسطينية وآرام الأردنية عن المصدر أن مبارك سيطرت عليه حالة الخوف والرعب الشديد ، حينما شاهد القذافي مقتولا، وأخذ يبكى بشكل هيستيري خوفا من أن يلقى نفس مصير القذافى. وأوضح المصدر أن القوات المسلحة كثفت تواجدها الأمنى حول المركز الطبي، و شددت الإجراءات الأمنية في الدورالذى يقع فيه جناح مبارك ، لاسيما وهو يحاكم حاليا بتهمة قتل الثوار أثناء إندلاع ثورة 25 يناير. إذا كان مصير العقيد معمر القذافي قد حسم فإن مصير ابنه، سيف الإسلام، ظل أمس موضوعا لتقارير متضاربة. فقد أعلن أحد الثوار في مدينة زليتن الليبية أنهم تمكنوا من اعتقاله، فيما قال مسئول بالمجلس الانتقالي الليبي إنه في طريقه إلى النيجر. إلى ذلك، قالت مصادر من أنصار العقيد الليبي السابق معمر القذافي إن شباب قبيلة القذاذفة بايعوا سيف الإسلام القذافي، لخلافة والده في ما تسميه »معركة التحرير«، وأفاد قيادي من ثوار سرت أن قيادات من معقل قبيلة القذافي في بلدة قصر بو هادي، المتاخمة لسرت، رفضت الاعتراف بسلطة المجلس الانتقالي وقررت النأي بنفسها عن الوظائف العامة بما في ذلك الوظائف الحيوية والخدمية التي تحتاج إليها البلدة، كالأمن والمستشفيات والكهرباء والمياه. وأفاد أنصار للقذافي أن شبابا من قبائل القذافي والورفلة والمقارحة، قرروا مبايعة سيف الإسلام القذافي ليكون خليفة لوالده في المرحلة الراهنة من أجل »تحرير ليبيا« ممن يسمونهم »ثوار حلف الناتو« في إشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه الحلف في انتصارات الثوار المناوئين لحكم العقيد الليبي الديكتاتوري الذي استمر 42 عاما. دعت قبيلة القذاذفة الليبية المجلس الانتقالى الليبي إلى تسليمها جثامين معمر القذافى وأنجاله ليتم دفنهم في مدينة سرت مؤكدة أحقيتها في تسلم الجثث ودفنها وفق الأعراف والقيم الإنسانية. كما ذكرت تقارير صحيفة جزائرية أن الجزائر توصلت إلى اتفاق مبدئى مع دولة خليجية تعهدت فيه باستقبال زوجة القذافى صفية وابنته عائشة المتواجدتان بالجزائر، فى حين رفضت استقبال نجليه الذكور هانيبال ومحمد.وقالت مصادر مطلعة لصحيفة الشروق الجزائرية الصادرة امس، إن هذا الاتفاق تم التوصل إليه قبل التطورات الأخيرة فى ليبيا والتى شهدت مقتل القذافى على يد الثوار الليبيين، مشيرة إلى أن المكالمة الهاتفية التى أجرتها ابنة القذافى عائشة مع قناة الرأى التى تبث من سوريا يوم 28 سبتمبر الماضى أدت إلى شروع الجزائر عبر قنواتها الدبلوماسية فى سلسلة من المفاوضات بحثا عن دولة تبدى الرغبة فى استقبال عائلة القذافى، وذلك بعد الامتعاض الذى عبر عنه أفراد العائلة التى لم ترقها الإجراءات الوقائية والشروط التى فرضتها الجزائر عليهم. وأكدت صحيفة لوس انجلوس تايمز أن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي قتل في سرت، اخرج بطريقة سرية من ليبيا اكثر من 200 مليار دولار لاستثمارها في الخارج، أي ضعف المبلغ الذي تحدثت عنه الحكومات الغربية حتى الان. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ليبيين كبارا لم تكشف عن هوياتهم، ان اعضاء من الادارة الامريكية اكتشفوا في الربيع الماضي ان النظام الليبي يمتلك حوالى 37 مليار دولار في حسابات واستثمارات في الولاياتالمتحدة. وأعلن مسئول فى المجلس العسكرى للمجلس الوطنى الانتقالى فى مصراتة امس، أنه لن يجرى تشريح لجثة معمر القذافى المعروضة فى المدينة.وقال المتحدث باسم المجلس العسكرى فى مصراتة فتحى بشاقة لن يجرى تشريح اليوم ولا فى أى يوم آخر.. لن يفتح أحد جثة القذافى. وتعرض جثة القذافى فى غرفة مبردة بأحد أسواق ضاحية مصراتة التى نقلت إليها جثة ابنه المعتصم ليل امس. وأكد مقاتل من النظام الجديد، فى شريط فيديو بث أمس ، على شبكة الإنترنت، أنه أسر معمر القذافى ثم قتله برصاصتين، مضيفا بذلك مزيدا من الغموض على المعلومات المتعلقة بظروف مقتل العقيد معمر القذافى الليبى. وتظهر الصور رجالا يرتدى بعض منهم الزى العسكرى وهم يستجوبون فى أحد المكاتب هذا المقاتل الذى ينتمى إلى لواء بنغازى البعيدة ألف كلم شرق طرابلس واسمه أحمد الشيباني المولود فى 1989، ثم يهنئونه.وعرضوا أمام الكاميرا خاتما من الذهب وسترة مضرجة بالدماء يعتقد أنهما للقذافى، ويؤكد المقاتل أنه انتزعها منه قبل أن يفسح فى المجال لمقاتلى النظام الجديد لتسلم القذافى بعد أسره فى سرت. وقال المقاتلون إن اسم الزوجة الثانية للقذافى، صفية فركش وتاريخ زواجهما فى 10 سبتمبر 1970، محفوران على الخاتم.وأوضح هذا المقاتل انه أراد قتل القذافى عندما أراد مقاتلو مصراتة، أحد معاقل الثورة على القذافى فى شمال غرب سرت تسلمه. وقال أطلقت عليه رصاصتين الأولى تحت إبطه والثانية فى رأسه. لم يمت على الفور، توفى بعد نصف ساعة. من جانبه قال محمود جبريل رئيس الوزراء الليبى امس، إنه يجب أن يتمكن الليبيون من إجراء انتخابات لاختيار مجلس وطنى يصيغ دستورا جديدا ويشكل حكومة مؤقتة خلال ثمانية أشهر.وأضاف فى المنتدى الاقتصادى العالمى فى الأردن أن الأولوية الآن يجب أن تمنح لتجميع الأسلحة من شوارع البلاد وإعادة الاستقرار والنظام، منبها إلى أن أول انتخابات يجب أن تجرى خلال ثمانية شهور بحد أقصى لتأسيس مجلس وطنى ليبى وهو كيان أشبه بالبرلمان. وتابع جبريل أن المجلس الوطنى ستكون له مهمتان وهما صياغة دستور يجرى الاستفتاء عليه وتشكيل حكومة مؤقتة تستمر لحين إجراء أول انتخابات رئاسية. وقالت صحيفة فانجوارد النيجيرية، الصادرة امس، إن العقيد الليبى الراحل معمر القذافى كان الراعى الأساسى للإرهاب والتطرف الدينى فى نيجيريا، ومصدر إمداد المتطرفين فى البلاد بالأسلحة والذخائر.واتهمت الصحيفة القذافى بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية والعنف الذى هزّ نيجيريا بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة العام الحالى، قائلة إن الجهات الأمنية النيجيرية كانت على علم بنية القذافى بضرب الاستقرار فى البلاد. ونسبت الصحيفة إلى القذافى تصريحات حول تفتيت نيجيريا إلى دويلات، حال لم يتم شطرها إلى شطرين شمالى وجنوبى، ونقلت عن مصدر أمنى قوله إن القذافى كان وراء بناء العديد من المساجد والمراكز الإسلامية فى مدينة كانو ومدن أخرى فى شمال البلاد، وأنه قام بزيارات لم يعلن عنها إلى كانو ومدن أخرى فى الشمال، وأن العديد من الزعماء الإسلاميين النيجيريين زاروا ليبيا بدعوات من العقيد الراحل.وذكرت الصحيفة أن نيجيريا عانت وما زالت تعانى من نظام القذافى البائد، وأن العديد من الأسلحة والذخائر التى أرسلها القذافى ساعدت على انتشار العنف فى البلاد، الأمر الذى يثير قلق المسئولين فى نيجريا، خاصة بعد الأنباء التى أفادت بأن هذه الأسلحة قد استخدمت من قبل جماعات متطرفة. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن جنودا موالين للقذافى ينقلون أسلحة متطورة وذخائر إلى منطقة أجاديس فى النيجر، وأن هذه الأسلحة فى طريقها الآن إلى مدن فى شمال البلاد تشهد صراعاً مسلحاً بين الحكومة النيجيرية وجماعة بوكو حرام المتطرفة، وأن مرتزقة عملوا فى صفوف قوات القذافى يتدفقون الآن إلى الأراضى النيجيرية عبر الحدود مع النيجر وتشاد يحملون أسلحة متطورة إلى الأراضى النيجيرية.وزعمت أن القذافى نجح فى تجنيد العديد من النيجيريين فى الجيش الليبى الموالى له، واستغل طلبة نيجيريين يدرسون فى الجامعات الليبية للقتال بجانبه، وأنه عرض عليهم منحا وفرصا للعمل فى الجيش الليبى.