بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الزراعة والغابات الاتحادية والولائية والهيئة القومية للغابات والمحليات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية البيئة وسلطات ومنسوبو وطلاب الخدمة الوطنية من زراعة وحماية للأشجار في ولاية الخرطوم، ومن البدء في تحقيق برنامج طموح يهدف إلى إعادة الخضرة والغطاء النباتي حتى يساهم في تقليل آثار الانبعاث الحراري، فقد لاحظنا أن هناك بعض الأفراد وأصحاب المحال التجارية يقومون بقطع الأشجار الظليلة الوارفة التي قاومت كل مشكلات الجفاف والاعتداءات، ووقفت سامقة شامخة تؤدي دورها في تحويل ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عوادم السيارات والمركابات العامة إلى أكسجين نقي يتنفسه الناس. إن قطع تلك الأشجار بحجة أنها تغطي اللافتات التجارية ليس مبرراً لأن تلك الأشجار كانت هنا قبل أن يولد أصحاب تلك المحلات التجارية. وليس لأحد الحق في قطعها أو الاعتداء عليها بحرقها أو تقليمها بطريقة تؤدي إلى موتها أو تحويلها لمجسمات يفترض فيها أن تكون جمالية وهي أبعد ما تكون عن الجمال. والجمال الطبيعي هو ما وهبه الله لتلك الأشجار لتبقى مخضرة تسبح بحمد ربها. وهي ليست ملكاً لأصحاب تلك المحلات ولا للأفراد حتى يفعلوا بها ما يشاءون. ونود هنا أن ننبه إلى أن هناك من القوانين الصارمة ما يمكن تطبيقه على كل من يعتدي على شجرة أو يتسبب في موتها. وعلى سلطات الهيئة القومية للغابات وسلطات الولاية تطبيق تلك القوانين على المخالفين، ونرجو من أعضاء جمعيات حماية البيئة من منظمات المجتمع المدني في الأحياء المختلفة أن يبلغوا السلطات بكل مخالفة من هذا النوع، لأننا بصدد إحصاء كل الأشجار المعتدى عليها وأعمارها، وسننشر ذلك من وقت لآخر حتى يعلم المواطنون مدى الضرر الذي يلحق ببيئاتهم من جراء تلك المخالفات. ونحن واثقون من أن الوعي بأهمية الأشجار والخضرة عند مواطنينا الكرام سيتغلب على أصحاب تلك النزعات المضرة الهدامة. أما الذين يودون تشذيب الأشجار أو قصها فهناك جهات مختصة بهذا العمل في غابات الولاية تقوم به بدراية تامة الأمر الذي لا يعرض الأشجار للخطر. وليس لأحد الحق أن يستأجر من يراه ليقوم بقطع تلك الأشجار وقصده الوحيد أن يتحصل منها على أكبر كمية من الأخشاب. وقد لاحظت في الشارع الذي يقع شرق شارع محمد نجيب وبالقرب من مستشفى إبراهيم مالك أن عدداً من الأشجار قد قلمت بقصد التشذيب، ولكنها قلمت بطريقة لن تسمح لها بالنمو مرة أخرى، لأن الذي قام بقصها كان غرضه أن يتحصل على أكبر كمية من الحطب، وقد لاحظت عدداً كبيراً من الأشجار في مختلف الأحياء وقد تعرضت في هذا الوقت من السنة بالذات إلى تلك العملية التي هي أشبه بالختان الفرعوني.. ولا أعتقد أنه ستقوم لها قائمة بعد الآن.