اكتئاب الشتاء مواصلة لسلسلة النصائح في الصحة النفسية استوقفتني ملاحظة وأنا بحاضرة الولاية الشمالية دنقلا لإجراء دورة تدريبية للعاملين في مجال الإعاقة، لاحظت أن حركة السير في وسط المدينة ضعيفة جدًا وأن نهارها كليلها هادئ إلا أن السمة الغالبة على معظم الناس هي الكآبة وانخفاض ذلك الروح المرح الذي يمتاز به أهلنا في الشمال، ودون تفكير أرجعت هذه الحالة لازدياد موجة الشتاء البارد هذا العام بما يزيد من اضطراب نفسي شهير يُعرف باكتئاب الشتاء، وقد أثبتت الدراسات أنه يصاب حوالى شخص من أصل كلِّ 15 شخصًا في بريطانيا سنوياً، على سبيل المثال، باكتئاب الشتاء «الاضطراب العاطفي الموسمي» ابتداء من شهر أيلول/سبتمبر إلى نيسان/أبريل. وتزداد إصابة الكثير من الأشخاص «حوالي 17%» بهذه الحالة. الأعراض الرئيسية لاكتئاب الشتاء مشكلات في النوم «الإفراط فيه أو العكس» الخمول. الإفراط في الأكل. التهيُّج. الانطواء. نصائحُ للعلاج وفيما يلي نصائحُ تفيد كثيراً المصابين بهذا الاكتئاب. وللعلم يُصاب جميع الناس باكتئاب الشتاء، إنَّما بشكل مختلف ودرجات متفاوتة، وهناك الكثيرون ممن يقاوم الاستسلام للكآبة وذلك بتغذية النفس بجرعات إيجابية مثال «ما أجمل فصل الشتاء، إنه فصل النشاط وعبارة هو فصلنا المحبب في هذا البلد ..الخ» وهي عبارات تساعد النفس على الوقاية من اكتئاب الشتاء ويمكن أن نهتم ببعض النصائح للتغلب على هذه الحالة: الحرص على النشاط تقول الأبحاث إنَّ المشي لمدَّة ساعة يومياً في منتصف اليوم قد يفيد كثيراً في التغلُّب على اكتئاب الشتاء. الخروج يجب الحرصُ قدرَ الإمكان على الخروج في النهار، خصوصاً في منتصف النهار وتعريض الجسم لحرارة الشمس كما في داخل المنزل يجب الحرصُ على اختيار الألوان الفاتحة التي تعكس الضوءَ الخارجي، كما ينبغي الجلوس قرب النوافذ قدرَ المستطاع. المحافظة على الدفء إذا كان الشخصُ يعاني من أعراض شديدة لاكتئاب الشتاء، ممَّا يعيق مزاولة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي فيجب عليه زيارة الطبيب لتلقِّي المساعدة الطبِّية. ولكن، يزيد الاكتئاب بزيادة الشعورُ بالبرودة بينما يقلل الشعور بالدفء من أعراض اكتئاب الشتاء إلى النصف. لذلك، يجب الحرصُ على ارتداء الملابس والأحذية الدافئة وتناول المشروبات والأطعمة الساخنة، وأن تتراوح درجة حرارة البيت ما بين 18 إلى 21 درجة مئوية. الغذاء الصحِّي يُعدِّل تناولُ الغذاء الصحِّي من حالة المزاج فيزوِّد الشخص بالمزيد من الطاقة ويساعده على تجنُّب زيادة وزنه في الشتاء، حيث يجب التقليل من استهلاك النشويات، مثل المعكرونة والبطاطس، واستبدالها بتناول الكثير من الخضروات والفواكه الطازجة. ويقول بعضُ الأشخاص إنَّهم يستفيدون من الإكثار من تناول الفيتامين د في التغلُّب على هذا الاكتئاب. وتعدُّ الأسماك الدهنية والبيض من المصادرَ الجيِّدة للفيتامين د. رؤية الضوء يكون تأثيرُ العلاج بالضوء مفيداً في زهاء 85% من الحالات التي جرى تشخيصها في تجربة بريطانية، وللعلم ليس نوع الشتاء هو الذي يؤدي الى الكآبة الشتوية فكل موسم الشتاء في كل مكان يصيبنا بهذا الاضطراب، وإحدى طرق العلاج بالضوء في المنزل هي الجلوس أمام مبعث ضوء لمدة تصل إلى ساعتين يومياً، ونقصد المصباح الكهربائي أو الفانوس التقليدي أي غير الإضاءة العادية بالغرف والمثبتة على الحوائط وذلك لأنها تشعُّ ضوءاً خفيفاً أقوى بعشر مرَّات على الأقل من إضاءة المكتب أو المنزل العادية. يشير بعض الباحثين إلى أنَّ بعضَ الأشخاص يستفيدون كثيراً من مباعث الإضاءة ومُحاكي الشروق «وهو مصباح يُوضَع بجانب السرير، وفيه منبِّه، يعمل ضوؤه تدريجياً مثل شروق الشمس، ويساعد الشخص على الاستيقاظ تدريجيًا». ممارسة هواية جديدة إنَّ تنشيط الذُهن من خلال ممارسة هوايات جديدة يساعد على التخلُّص من أعراض اكتئاب الشتاء مثل الحياكة أو الانضمام لنادٍ رياضي أو الكتابة في مجلَّة أو في مدوَّنة أي متابعة الشخص لشيء ما وتركيزه عليه. الاجتماع مع العائلة والأصدقاء أثبتت الدراساتُ أنَّ التواصل الاجتماعي أمرٌ جيِّد للصحَّة النفسية ويساعد كثيراً على التخلُّص من اكتئاب الشتاء عليه يجب أن يحرصَ الشخصُ على التواصل مع الأشخاص الذين يهتمُّ لأمرهم، وأن يقبلَ دعوات حضور المناسبات الاجتماعية حتَّى لو كانت لوقت قصير. علاج المشكلة يمكن أن تساعد الاستشارة والعلاج النفسي والمعرفي السلوكي على التغلُّب على اكتئاب الشتاء. ولذلك، يجب أن يتواصلَ المصاب مع طبيبه للحصول على المزيد من المعلومات حول المعالجات المتوفِّرة في مراكز الرعاية الصحِّية. البحث عن المساعدة إذا كانت الأعراضُ شديدة، وتمنع الشخص من مزاولة حياته بشكل طبيعي فيجب عليه زيارة طبيبه.