لك التحية وكل الود سرني ما جاء بالعمود بتاريخ 30 ديسمبر 2013م عن حلفا الجديدة التي لا تبرح الوجدان والخاطر.. فنحن أبناء بطنها و(حشاها) بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام.. ونحن شهود عصر على كل المراحل التي مرَّت بحلفا الجديدة بحلوها ومرها منذ أيام التهجير إلى يومنا هذا ونعرف بالتفصيل الممل الذين أحسنوا إليها وأولئك الذين أساءوا بفعل اختزال مصلحة حلفا في ذواتهم الفانية وطلب العزة والمساندة من غير أهلها من الوافدين، أخذهم الزهو والنشوة الى إحساس غريب لم نألفه في الإنسان النوبي الذي يميزه دائمًا إحساسه بالآخرين وهذا بالضبط هو ما يُعلي قيمة الصدق والشفافية العالية في النوبيين ولا غرو فهم أبناء ملوك الزمان وحملة مشاعل الوعي والحضارة منذ السودان القديم الذي بُني على أكتاف رماة الحدق من النوبيين الذين يعرفون قيمة الأوطان.. وظلت بصمات الحضارة تتعايش في دواخل الإنسان النوبي في حله وترحاله تميِّزه بالتسامح والقِيم الإنسانية الرفيعة التي تتعاطى مع الإنسان في أي زمان وأي مكان ولعل هذا ما ظهر جليًا في تعايش النوبيين مع الشكرية وغيرهم في البطانة وهي بيئة جديدة عليهم تختلف في المناخ والتضاريس واللغة والعادات والتقاليد وسبل كسب العيش وامتد بينهم التصاهر والتآلف. أما حكاية (أنك تايواني) فلم يعد ذلك عيبًا كبيرًا باعتبار أن بعض الحلفاويين أبًا وأمًا بالذات أولئك الذين احتضنتهم الحواضر في الخرطوم وغيرها فهم بدورهم (فارقوا الرطانة فراق الطريفي لي جملو)، أما أنت أخي حسن فتعبِّر في كل مناسبة عن حبِّك لحلفا وتوفيها حقها دائمًا بمثل هذه الكتابات التي تثري الوجدان وتوفي بحق والدتكم المرحومة تغمدها الله برحمته وأنزل على قبرها شآبيب الرحمة. وفي الختام لك تحياتي (أفيلقو). محمد علي عبد الجابر من الوهج: شكراً الأخ محمد علي عبد الجابر على استجابتكم السريعة والرد حول ما كتبناه في وهج الأمس عن مدينة حلفا الجديدة وأوضاعها الأخيرة نعشم أن يتواصل العطاء من أبناء حلفا فقط لتطويرها وتقدمها. هلموا أبناء حلفا «الوطن الصغير يبنيه أبناؤه». (إن قدر لنا نعود).